المؤلف:
موقع الأوائل التعليمي

قطرة العين : 3000 ق.م : الصين

حضّرت أدوية العين على الدوام بعناية شديدة، لفرط حساسية العين. يرجع تاريخ أولى وصفات قطرات العين المستخلصة من نبات الماهوغاني إلى ما قبل 5000 عام في الصين.

اكتشف أطباء اليوم أن "الهيدروكلوريك الإيفيدرين" هو العنصر الفعال في تلك القطرة وهو ما يزال يستخدم حتى اليوم لمعالجة تهيجات العين البسيطة مثل الإحمرار والتحسس.

عرف الأطباء الأوائل أن الماء المعقم المغلي، هو الوحيد الذي يفي احتياجات العين الطبية. يشكل ذلك الماء إذا ما أضيف إليه القليل من مسحوق "البوريك" والقليل من مضادات البكتيريا الأساس للعديد من العقاقير الأولى التي عالجت التهابات العين.

شهدت سوائل العين المعقمة فترة ازدهار فريدة في مجالات اختبار الصيادلة وأطباء العيون في منتصف القرن التاسع عشر. نشر "هيرمان هولتر" في ألمانيا كتابا متميزا أسماه "علم فيزيولوجية البصر" ، فضح فيه زيف معظم النظريات القديمة حول وظيفة العين وآلية قيامها بوظيفتها. أدت استقصاءات ذلك البحث حول فيزيلوجية العين إلى اختراع "المعيان"(1)و"مقياس العين"(2). وبحلول ستينات القرن التاسع عشر بلغ طب العيون ذروته حيث أن العلماء لم يضيفوا منذ ذلك الحين وحتى اليوم سوى القليل.

أضافت الصدفة في أمريكيا في تلك الفترة عنصرا جديدا مهما إلى خزانة المنزل الدوائية، ففي عام 1890 أصيب "يوتيس هال" الصراف من واشنطن بمشكلة في بصره، فينما كان يفحص حدوة حصانه المكسورة، لوح الحصان بذيله فأصابه في عينه اليمنى ومزق قرنيتها. التهب الجرح في غضون أيام لدرجة جر هال إلى طبيب العيون الأخوين "جميس وجوردمكفاتريش".

شمل أحد إجزاء المعالجة استعمال دوري لسائل عيني يحتوي على "موريات البربرين" (كلوريد البربرين) أعده الأخوان خصيصا لمريضهما، فشفيت عينيه بسرعة تماما ما جعله ينصح كل من يعاني آلاما في عينيه باستغلال ذلك الدواء. ثم موّل هال الأخوين لتأسيس شركةلإنتاج أول سائل عيني فعّال وآمن. أطلقوا على الدواء الجديد إسما يشير إلى مكوناته وذلك باقتطاع الجزء الأول من كلمة موريات والجزء الآخر من البربين ووصلهما ببعضها "مورين".

 murine-b-eyes.jpg

دخلت ولا زالت سوائل عدة إلى خزانة المنزل الطبية لغايات مختلفة مثل إزالة إرهاق العين وجفافها واحمرارها. تتصف كل تلك السوائل بمحتوياتها النعتدلة حمضيا وملحيا بحيث تماثل حموضة وملوحة الدموع الطبيعية. ظهرت مؤخرا مستحضرات تستخدم مع العدسات اللاصقة تسمى " الدموع الاصطناعية". كانت ملوحة الدموع خاصية مألوفة حتى للأطباء القدمائ الذين عرفوا أن العين البشرية تحتاج وتستفيد من المركبات ذات التركيز الملحي المنخفض، ما دفع بعض أطباء العيوم إلى جعل تلك الواقعة دليلا يشير إلى الأصل البحري للجنس البشري، يتمثل ذلك الدليل الوحيد في حاجة الإنسان الطبيعية للإبقاء على رطوبة السطح الظاهر للعين.


(1) المعيان : منظار لفحص باطن العين

(2) مقياس العين : آلة لقياس قدرة العين على التكيف مع مختلف المساحات

تأليف : تشارلز باناتي