المؤلف:
موقع الأوائل التعليمي

استيقظت مبكرة على غير عادتها، وركضت مسرعة إلى الصندوق الحديدي في باب الدار لتخرج منه الصحيفة التي وصلت باكرا وجلست تنقل الموضوعات الرئيسية في ورقة صغيرة، ثم أخرجت ورقة أكبر لتكتب فيها موضوعا استهواها.

كانت تكتب مسرعة قبل ذهابها إلى المدرسة وحين سألتها قالت : اليوم دوري في الإذاعة المدرسية.

فرحت لها جدا من أنها طالبة متميزة تعتمد عليها المعلمة في جلب أخبار اليوم لتقرأها أمام المدرسة.

قالت : كلا ... لست أنا الوحيدة التي عليها أن تقرأ عناوين الصحف يوميا، بل أن الإذاعة المدرسية نستمع لها ونحن في الصفوف قبل بدء الحصة الأولى.

ففي مدرستها تورنتو / كندا. لا تقف المدرسة بجميع تلاميذها بجميع تلاميذها في الساحة والطالبة تقرأ أمام الميكروفون ليستمع إلبها أقل من نصف التلاميذ والآخرون منشغلون باكلام مع بعضهم، أو عدم الانتباه، فنظام الإذاعة المدرسية عندهم، هو أن يشارك جميع تلاميذ المدرسة فيها وحسب نظام وتخطيط معين.

يذهب في كل يوم تلميذ إلى الإدارة ليقرأ من هناك ويستمع إليه الجميع في صفوفهم كي يبقى الانضباط محفوظا بوجود المعلمة التي تسألهم بعد سماع الاخبار ومن ثم مناقشتها، فهم منتبهون دائما كي يشاركوا في النقاش الذي عليه علامات تنضاف لدرجة النشاط اليومي.

وهذا الأسلوب يتيح للطفل الخجول أو الكسلان أو الذي لا يرغب في المشاركة والوقوف أمام الجمهور ، يتيح له الحديث بحرية في غرفة خاصة وبجانبه المعلم المسؤول، وبعد أن يعتاد الحديث من خلال الإذاعة يزول الخجل تدريجيا بعد أن يعلم بفرح أن الجميع استمع لحديثه ولم يضحك أو يستهزئ به أحد ، أو أنه يقرأ لنفسه ولا يسمع.

وفي نهاية العام الدراسي يكون جميع تلاميذ المدرسة مجتهدين وغير مجتهدين قد شاركوا في الإذاعة المدرسية بقراءة نشرة الأخبار اليومية، فلا تقتصر الإذاعة المدرسية على مجموعة معينة من التلاميذ طوال العام الدراسي!.

مي شبر