المؤلف:
حسام عواد

 التطور التاريخي للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي

تمثل القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي الركيزة الأساسية في نشأة الدولة الأردنية وتطورها عبر مراحل تاريخها الحديث والمعاصر، وقد مرّ الجيش العربي الأردني بمراحل تطور مهمة وهي:

أولا : المرحلة الأولى (1921 – 1953م)

تشكلت نواة الجيش العربي الأردني عام 1921م من رجال الثورة العربية الكبرى الذين جاؤوا مع الأمير عبدالله بن الحسين إلى شرق الأردن، وكان إنشاء إمارة شرق الأردن يتطلب وجود جيش لحماية أرضها وشعبها، وقد جاءت تشكيلات الجيش الأولى على النحو الآتي :

1- القوة العربية

وهي القوة التي جاءت مع الأمير عبدالله بن الحسين من الحجاز إلى معان، وتكونت آنذاك من (25) ضابطا و(250) جنديا.

2- قوة الأمن العام

وكانت مهمتها حفظ الأمن، وتكونت من قوة الدرك الثابتة، وقوة الهجانة.

3- القوة السيارة

تكونت من سرايا فرسان ومشاة، بلغ عدد أفرداها (750) فردا.

ومن أبرز التطورات التي مر بها الجيش العربي الأردني في هذه المرحلة ما يأتي:

أ- إلغاء قوة الأمن العام، وإلحاقها بالقوة السيارة عام 1923م.

ب- إطلاق اسم الجيش العربي على جيش الإمارة عام 1923م، والذي كان مكونا من عناصر عربية متعددة، ليكون جيشا لكل العرب يدافع عن قضاياهم، ولا يزال يحمل هذا الاسم إلى اليوم.

ج- تشكيل قوة الحدود وتحويلها إلى قوة البادية.

د- تشكيل سلاح الجو الأردني وسلاح المدفعية.

ثانيا : المرحلة الثانية (1953 – 1966م)

شهدت سنوات هذه المرحلة تطورات مهمة في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي جاء في مقدمتها القرار التاريخي بتعريب قيادة الجيش في الأول من آذار عام 1956م ، فقد شغل الضباط الإنجليز في الجيش العربي الأردني بعض المناصب المهمة في القيادة العامة وقيادة الشكيلات، حيث بلغ عدد هؤلاء الضباط مع حلول عام 1956م أربعة وستين ضابطا، بقيادة الضابط (جون كلوب) القائد العام للجيش، وقد حالت هذه القيادة المخلصة لبريطانيا دون أي تطوير للجيش الأردني، وهذا ما عبر عنه الملك الحسين ابن طلال في مذكراته، ولتعرّف ذلك، اقرأ النص الآتي، ثم أجب عما يليه:

"على الرغم من أن كلوب كان القائد العام لجيشي، فلم يكن في مقدوره أن ينسى إخلاصه وولاءه لإنجلترا، هذا الوضع يفسر سيطرة لندن في ما يختص بشؤوننا العسكرية".

الملك الحسين بن طلال : مهنتي كملك، ص86

 

جاء القرار التاريخي الجريء للملك الحسين بإنهاء خدمات قائد الجيش كلوب وكبار القادة الإنجليز في 1 آذار عام 1956م ، لبدأ مرحلة جديدة في تاريخ القوات المسلحة الأردنية، وليؤدي مهمته الوطنية والقومية التي أنشئ لأجلها.

اقرأ النص الآتي من خطاب الملك الحسين بن طلال في إعلان قرار تعريب قيادة الجيش الأردني، ثم أجب عما يليه:

أيها الضباط والجنود البواسل:

أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطا وحراسا وجنودا، ويعد :

فلقد رأينا نفعا لجيشنا وخدمة لبلادنا ووطننا أن نجري بعضا من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش، فنفذناها متوكلين عل الله العلي القدير، ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتها، وإنني آمل فيكم كما هو عهدي بكم الطاعة والنظام.

وأنت أيها الشعب الأردني هنيئا لك بجيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن، نذر روحه لدفع العاديات عنه مستمدا من تاريخنا روح التضحية والفداء، ومتوسما نهج الأُلى في جعل كلمة الله هي العليا، )إن ينصركم الله فلا غالب لكم(.

خطاب الملك الحسين بن طلال إلى الضباط والجنود في الجيش العربي في 2 آذار عام 1956م

 

 

• استخلص من النص دوافع تعريب قيادة الجيش العربي الأردني.

واتخذ مجلس الوزراء قراره بتنفيذ الرغبة الملكية السامية بإنهاء خدمات القائد للجيش جون كلوب، وتعيين اللواء راضي عناب رئيسا للأركان.

وقد شهدت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في هذه المرحلة جملة من التطورات منها :

1- إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية في عام 1957م، وخروج القوات البريطانية من الأردن.

2- ازدياد أعداد المنتسبين للجيش من ضباط وجنود في هذه المدة على النحو الآتي:

السنة

عدد الضباط والجنود

1953م

20.000

1956م

25.000

1967م

55.000

 

الشكل (6-4) : جدول يمثل تطور أعداد منتسبي القوات المسلحة بين عامي 1953 – 1967م

3- تشكيل العديد من الفرق والألوية والكتائب الجديدة في الجيش ، مثل ألوية الحرس الملكي، وسلاح الدورع الملكي، وكتائب المدفعية، وألوية جديدة للمشاة مثل (لواء الإمام علي بن أبي طالب ، لواء القادسية، لواء حطين، لواء خالد بن الوليد، لواء اليرموك).

ثالثا : المرحلة الثالثة (1967 – 1976م)

شهد الأردن في هذه المرحلة تحديات سياسية وعسكرية ناتجة عن الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خاض القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي عددا من الحروف أثرت بصورة كبيرة في تطوير وهي:

1- حرب حزيران عام 1967م

فقد فيها الجيش العربي الأردني الكثير من أسلحته ، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية.

2- حرب الكرامة عام 1968م

حقق فيها الجيش العربي الأردني أول انتصار عربي علي جيش العدو الإسرائلي.

3- حرب تشرين (رمضان) عام 1973م

شارك فيها الجيش العربي الأردني بالقتال على الجبهة السورية.

أدت هذه التحديات إلى إعادة النظر في تنظيم الجيش وتدريبه وتسليحه، فشهدت هذه المرحلة تطورات عدة من أهمها:

1- تشكيل القوات الخاصة للقيام بمهام الاستطلاع، ومكافحة الإرهاب، واستهداف الأرتال العسكرية وإعاقة تقدمها.

2- تنظيم الجيش على أساس الفرق، حيث أصبح كل فرقة تضم مختلف وحدات المناورة وأسلحة الإسناد والخدمات.

3- تطوير منظومة الدفاع الجوي، وتشكيل مديرية الدفاع الجوي الميداني.

4- إنشاء المركز الجغرافي الملكي.

5- مشاركة المرأة الأردنية في القوات المسلحة ، ومن مظاهر هذه المشاركة:

أ- تأسيس كلية الأميرة منى للتمريض، لرفد الخدمات الطبية في القوات المسلحة بالممرضات المؤهلات.

ب- تجنيد عدد من النساء الجامعيات الأردنيات للعمل إدارايات في القوات المسلحة.

• عدد ثلاثة حروب خاضها الجيش العربي الأردني بين عامي 1967 – 1973م .

رابعا : المرحلة الرابعة (1977 – 1999م)

تميزت هذه المرحلة بتطورات ملحوظة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي من حيث التسليح والتدريب، ومن أبرز مظاهر هذا التطور:

1- إنشاء جامعة مؤتة (الجناح العسكري)، والعديد من الكليات العسكرية.

2- إنشاء مديرية الحرب الإلكترونية.

3- صدور قانون خدمة العلم الذي ينص على إلحاق الذكور ممن بلغوا سن الثامنة عشرة في التدريب العسكري مدة عامين.

4- تطوير قوة خفر السواحل الملكي، وتغيير المسمى إلى القوة البحرية الملكية.

5- تطوير سلاح الجو الملكي ورفدة بأحداث الطائرات المقاتلة وطائرات النقل.

6- تأسيس إدارة شؤون المرأة العسكرية لمتابعة شؤون المرأة في القوات المسلحة.

7- المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية نظرا إلى ما حظيت به القوات المسلحة الأردنية من سمعة دولية طيبة، وإشادة بشجاعة الجندي الأردني وانضباطه وقد أنشئ معهد دريب عمليات السلام لهذه الغاية.

8- إنشاء صرح الشهيد تخليدا لذكرى شهداء الجيش العربي الأردني، وليكون متحفا وطنيا يسجل تاريخ الأردن الحديث، وإنجازات القوات المسلحة الأردنية.

خامسا : المرحلة الخامسة (1999 – حتى الآن)

حظيت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في هذه المرحلة باهتمام بالغ من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، فقد كان أحد أفراده وقائدا للقوات، وهو الأكثر دراية بحاجات الجيش وطلعاته المستقبلية، لذا فقد شهدت هذه المرحلة ما يأتي:

1- تأسيس مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير عام 1999م لتصنيع المعدات المدنية والعسكرية.

2- إعادة تنظيم القوات المسلحة من نظام الفرق إلى نظام المناطق العسكرية.

3- استمرار سلاح الجو في العمل بنظام القواعد العسكرية، وحدث السلاح بإدخال طائرات نقل وقتال حديثة.

4- إنشاء مركز إدارة الأزمات للتعامل مع الأزمات المحلية والإقليمية والدولية.

5- استحداث نظام النقل الإداري لتأميم تنقلات أفراد القوات المسلحة بوساطة أسطول حديث ومتطور.

6- إدخال الحواسيب إلى وحدات القوات المسلحة جميعها لمواكبة التطور الإلكتروني.