المؤلف:
ندى
مقالات الأوائل
عماد أبو اللمع يعتبر المعلم المحور الأساس للتطوير والإصلاح في عملية التعلم والتعليم، نعم هناك جهات أخرى لها دور فعّال في عملية التطوير والإصلاح لا يمكن إغفالها منها على سبيل الذكر لا الحصر: المنهاج والكتاب المدرسي والطالب والبيئة المدرسية إضافة للإدارة المدرسية وتعليمات الانضباط المدرسي ... الخ. إلا أنه يبقى الدور الفعّال في هذه العملية يقوم على المعلم نفسه؛ فإذا صلح المعلم صلحت العملية التعليمة وإذا فسد فذلك يعني فساد العملية التعليمية. قديماً في منتصف الستينات ولغاية أواخر السبعينات لم تكن المعلومات التي يتلقاها الطالب معلومات وافية وشافية لكن بالرغم من ذلك كانت المدرسة تخرّج أجيالاً يتعتز بها وهذا الفضل يعود لمعلمنا المثقف الواعي المدرك لمجريات العملية التعليمية أولاً وأخيراً، كل الفضل يعود على المعلم لأنه كان يمتلك الاحترام والتقدير من المجتمع المحلي برمته، والمجتمع الأردني كان ينظر إليه نظرة الإجلال والتقدير. الآن في عصر ثورة الأنفوميديا (عصر تكنولوجيا المعلومات) ومع توفّر منهاج مدرسي متطوّر خاضع للمراجعة والتعديل والتطوير، ووجود جيش تربوي يطلق عليه (المشرفون التربويون) نلحظ تأخراً وتراجعاً في نوعية التعليم وما تقدمه مدراسنا من مخرجات بالرغم من زخمة المدخلات وتوفرها لا تعكسه المخرجات فأصبحت مدارسنا تضم بين جنباتها نسبة كبيرة من الأميين غير قادرين على الكتابة والإملاء. لو أتيحت الفرصة لطالب الثانوية العامة مثلاً أن يقدم اختباراته شفوياً لتفوّق في ذلك، وهذا يعود إلى ضعفة في إتقانه مهارتي القراءة والكتابة في لغته الأم اللغة العربية. ومن هنا نسأل ما الذي يجعل الطالب غير قادر على قراءة وكتابة ما يدرّس في مدرسته؟ وإذا تصفحنا الأخطاء الإملائية لطالبنا (هذا إن استطاع ذلك) لوجدنا المأساة في ذلك. نعود للمعلم، تطوير التعليم وتحسينه وإصلاحة والخروج بمخرجات تربوية يعتمد على المعلم أولاً وأخيراً، لكن معلمنا (وللأسف الشديد) انحرف من مساره كما ينحرف القطار عن سكته ومن هنا تكمن المصيبة، نعم انحرف عن مساره رغماً عن أنفه شاء من شاء وأبى من أبى، وأصبح بقدرة قادر أشبه بالفزّاع في الحقل هدفه فقط أنه موجود في غرفة الصف لا حول ولا قوة له. إن غياب وتهميش دور المشرف التربوي وقيامه بواجبه الأساسي ساعد على إتاحة الفرصة لمدراء المدارس غير المؤهلين مسلكياً في تحطيم الروح المعنوية للمعلمين ومن ثم العمل على معاقبة المعلم المخالف والمصلح لتوجهات المدراء الذي هدفهم الأساسي من وجوده في مدرسته هو إرضاء من هو أعلى منه مكانة فقط لا غير. مدير المدرسة قديماً كان موجّهاً وتربوياً وقائداً يشهد له بالبنان، أمّا الآن فمدراء المدارس يتحملون وزر تحطيم وهدم أحلام وتطلعات المعلمين؛ فالتوحش في قراراتهم أفقد المعلم تفعيل روح العمل والانتماء لهذه الفئة، ناهيك عن معارضتهم للمعلمين ومصادرة رأيهم وسلبهم حقوقهم مما أضعف المعلم وجعله مهزوزاً داخل غرفة الصف عن طريق تحريض المدراء الطلبة على المعلم المبدع المخالف لهواء ورغبات المدير المهزوز أصلاً. أوائل-توجيهي أردني