المؤلف:
حسام عواد

 

الدراسة بالإنجاز !

حينما أفتح باب الأسئلة في المحاضرات التي ألقيها لطلبة المدارس أتوقع أن أكثر سؤال يأتيني هو سؤال : " كم ساعة أدرس " ؟ والحقيقة أن هذا السؤال لا أهمية له ؛ فالسؤال الحقيقي ؛ يجب ان يكون " كم أنجزت " فالطالب الذي يملك خطة وجدول دراسي ؛ عليه أن ينهي واجبه اليومي سواء قصر الوقت أو طالْ ، ولأن هذه الإجابة المنطقية قد تثير تململ البعض ؛ فيبقى يعيد صياغة السؤال بأساليب مختلفة كي يحصل على رقم معين ؛ فإنني أضيف ؛ أن عدد الساعات تختلف من طالب لآخر حسب مستواه ، وتأسيسه ، وقدراته المختلفة في القراءة والفهم والحفظ والاستيعاب والتركيز ، ولذا قد يحتاج طالب ساعة لفهم معادلة رياضية في حين يحتاج زميله لأربع ساعات وقس على ذلك !

رغم ما سبق ؛ يبقى البعض مصرّاً يريد رقماً محدداّ لعدد الساعات كي يكون عوناً له في تنظيم وقته اليومي ؛ فمن هذه الزاوية فقط يمكنني تقديم معادلة دراسية مع التحفظ على اختلاف "مستوى كل طالب عن زميله " ، يمكنني صياغة معادلة الدراسة اليومية كالتالي :

الشهر الاول : 3 ساعات

الشهر الثاني : 3ساعات + 1ساعة اضافية  = 4 ساعات

الشهر الثالث : 3 +2 ساعة اضافية = 5 ساعات

الشهر الرابع : 3+3 ساعات اضافية = 6 ساعات

وفي شهر الامتحانات : 7 ساعات فأكثر .

رامي كان يجلس بالصفوف الأمامية وينتبه لحص الرياضيات مع معلمه ؛ في حين أن رائد كان منشغلا بالأحداث التي تجري بساحة المدرسة حيث كان يجلس بقرب النافذة ؛ بعد العودة للبيت رامي استعد للامتحان 20 دقيقة ، ومكث رائد 3 ساعات .... النتيجة أن رامي حصل على علامة أفضل !

الدراسة بالإنجاز تعني (النوع والنتيجة) لا (عدد الساعات) ؛ وهنالك عوامل عديدة تقلل عدد الساعات وتعطي الجودة المطلوبة منها التركيز مع المعلم في الحصة الصفية ؛ المتابعة اليومية ؛ استخدام استراتيجيات الدراسة الفاعلة والتي سنتكلم عنها لاحقا ، ويعود الامر ايضا حول مدى التأسيس والفروقات الفردية ، ولكن الشاهد بالامر أن هنالك عوامل مساعدة تقلل وقت الدراسة ؛ أهمها " الحصة الصفية والتركيز مع المعلم "