المؤلف:
حسام عواد
الإشراف التربوي

أيقظته والدته أمس عند الساعة السادسة والنصف صباحا لتخبره بأنه أصبح الأول على المملكة في فرعه بامتحان التوجيهي.

فرح كثيرا، لكنه لم يندهش كما قال، لأن المركز الأول على مستوى المملكة حلم وضعه نصب عينيه منذ نعومة أظفاره.

لم يأخذ دروسًا خصوصية، ولم يسجل في أي معهد تقوية لدروس الرياضيات أو الإنجليزي أو الكيمياء. كل مافعله محمد أديب الزميلي، الأول على المملكة فرع العلمي (99.5 في المئة)، هو أنه لم يراكم دروسه اليومية. كان يحضّر أولا بأول ويتابع المواد التي يأخذها في المدرسة على يد مدرسيه الأكفاء، كما يقول.

محمد أديب الزميلي، الذي درس في مدارس “الرضوان” منذ نعومة أظفاره، وترعرع فيها أرجع الفضل بعد الله إلى والدته، التي ما فتئت تشجعه وتحفزه على بذل المزيد من الجهد للوصول إلى القمة، وكسر جميع الأرقام القياسية، التي سجلت في الثانوية العامة في المملكة على الإطلاق.

ولم ينس والده الدكتور أديب الزميلي، الذي منحه الثقة لمواصلة تحقيق حلمه، الذي وضعه نصب عينيه منذ كان طفلا.. وهو النجاح في الثانوية العامة وبنتيجة قياسية.

ينظر محمد الزميلي إلى الثانوية العامة على أنها مرحلة مهمة من حياته؛ وهو مادفعه إلى الجد والإصرار على التميز، كما قال: “التوجيهي مهم، لكن يجب أن لا نيأس.. علينا المثابرة والجد والاجتهاد في الدروس دون كلل أو ملل”.

ويضيف ناصحا الطلاب من بعده: “حضّر دروسك كل يوم بيومه.. لا تراكم المواد.. استعن بالله”.

أربع إلى خمس ساعات معدل الدراسة اليومي أثناء الدوام، و10 ساعات أثناء عطلة الاستعداد للامتحانات. يحافظ على صلاة الجماعة في المسجد بشكل عام. لم تقف الدراسة عائقا بينه وبين الصلاة في المسجد، كما يقول الزميلي.. الذي أكد على الدور الكبير لمعلميه في المدرسة؛ من حيث التشجيع والمتابعة وإيصال المعلومة وبذل كل ما يستطيعونه من جهد لتوصيل المعلومة، مما أغناه عن الذهاب إلى المعاهد أو جلب مدرسي الخصوصي إلى منزله، وهو ما يراه محمد الزميلي مضيعة للوقت والجهد والمال.

الزميلي الذي يطمح في أن يصبح طبيبا بشريا، كما هو والده الدكتور أديب، مثالٌ للطالب الذي يعتمد على نفسه في دراسته، ويعدّ حجة على زملائه الطلاب، الذين يتراكضون إلى المعاهد والمدرسين الخصوصيين، متخلين عن الاعتماد على النفس، ومتابعة الدروس أولا بأول بمجرّد بدء العام الدراسي.