المؤلف:
موقع الأوائل التعليمي

النظارات الشمسية 

استخدم الصينيون الدخان الخفيف لتعتيم العدسات في حوالي عام 1430م. لم تسنخدم العدسات المعتمة تلك لتصحيح الرؤية ولا للوقاية من أشعة الشمس، بل لغاية مختلفة تماما. تُرى ما هي تلك الغاية؟!

اعتاد القضاة الصينيون، لعدة قرون وضع عدسات كوارتزية ذلت لون مدخن لكي يحجبوا تعابير عيونهم في المحكمة. فقد كان من الضروري أن يبقى تقييم القاضي لشهادة ما، صادقة كانت أم كاذبة، سرا حتى انتهاء القضية. ثم استخدمت العدسات الخفيفة التدخين للوقاية من الشمس. لكن ذلك لم تكن قط وظيفتها الأولى. وقد عمد القضاة الصينيون إلى تعتيم عدسات تصحيح الرؤية عند دخول من ظواهر القرن العشرين حقا. لعب الجيش في أمريكا دورا هاما في تطوير وسائل الوقاية من الشمس وفي تطوير تقنية النظارات الشمسية.

كلفت وحدات السلاح الجوي في الولايات المتحدة الأميريكية، وفي الثلاثينات من القن العشرين، شركة "بوستش ولومب" بانتاج نظارات عالية الفعالية وفي وقاية الطيارين من مخاطر وهج الشمس في الارتفاعات العالية، فصمم مهندسو وأطباء الشركة عدسات ذات لون أخضر خفيف داكن ذو قدرة عالية لامتصاص الضوء في الحزمة الصفراء من الطيف، كما صمموا نصفف حلقة منحنية ورفيعة لتعليق النظارات وراء الأذنين لتأمين أفضل وقاية ممكنة لعيني الطيار الذي يحتاج لإلقاء نظرات متكررة على لوحة الإنتاج في الأسواق ليصبح في متناول الناس، أطلقت الشركة على تلك النظارات الشمسية تسمية نظارات Ray Ban الشمسية للطيارين.

ساعدت حملة إعلانات ذكية قامت بها شركة "كومدوغلاس" التي يملكها فوسترغرانت على ظهور موضة وضع النظارات الشمسية في عام 1960. فقد قررت الشركة في ذلك العام زيادة حصتها في سوق النظارات الشمسية، فركزت على الجمال والجاذبية في حملة دعتها " نظارات النجوم الشمسية". ضمت الحملة المذكورة صور أشخاص مشهورين من هولويوود مثل "بيتر سيلرز" و "إلك سومر" و"أنيتا إكبرغ" كتب تحتها "أليس ذلك الذي وراء النظارات هو فوستر غرانت؟".

لم يوقد مصممو الموضة البارزين شعبية نجوم هوليوود وحسبن بل أشعلوا جنون شعبية النظارات الشمسية، فظهرت في سبعينات القرن العشرين صناعة ضخمة وسريعة الإنتشار، لم تكن موجودة قبل بضعة عقود خلت. اعتادت النساء منذ القدم إغواء الرجال بمروحة ممتدة أو مظلة مزركشة، أما نساء اليوم ورجاله فقد اكتشفوا فن إغواء جديد يتمثل بوضع نظارات شمسية لا صلة لها بوهج الشمس.

تشارلز ياباني