المؤلف:
حسام عواد

النية الاساسية للمجال المعرفي – جيروم برونر

يعد نموذج البنية الاساسية للحقل المعرفي الذي وضعه جيروم برونر النموذج الاكثر فلسفة من بين جميع نماذج التدريس والتعلم ، والحقيقة ان هذا النموذج ليس اطار عمل ولكنه وسيلة للاقتراب من تطوير اطار عمل .

حقق هذا النموذج درجة نجاح كبير بين الطلبة الموهوبين ولكنه لم يحقق ذات النجاح بين الطلبة العاديين ؛ حيث شعر المربون أن المعلم نفسه يجب ان يكون موهوبا لتطبيق من تدريس المنهاج بشكل فاعل .

 

 

يفترض هذا النموذج ان النشاط الفكري في أي مكان سواء على جبهة المعرفة او بغرفة الصف ؛ والفارق الوحيد هو الدرجة وليس النوع ؛ فأفضل طريقة لتعلم التاريخ ان تفعل مثل المؤرخ ؛ فيكون التركيز على الاستفصاء ، ويقترب المتعلم من فهم الافكار الرئيسية للمجال اذا قام بالاستقصاء وزيارة المفاهيم وزيادة الفهم ،.

يشير برونو أن هدف التربية يجب أن يكرز على تدريس البنية الاساسية للمجالات الاكاديمية بشكل يجعل الاطفال يفهمون هذه البنية ، وتتألف هذه التركيبة الأساسية من مفاهيم محددة مثل ( الانتحاء في الاحياء ، الثورة في العلوم الاجتماعية ، العرض والطلب في الاقتصاد ، النسبة والتباين في الرياضيات ..) والعلاقات بينها بالإضافة للمفاهيم والموضوعات والنظريات الاسباسية ، فإن لكل حقل أو مجال انماط استقصاء أو استراتيجيات لادارة البحث و المعلومات .

عندما تفهم المفاهيم والعلاقات في حقل او مجال معرفي معين فإنها تمكن المعملم من استيعاب معظم الظواهر في ذلك العقل ، كما أن فهم البنية الاساسية لا يعني أن الطالب قد تعلم شيئاً محددا بل أنه قد تعلم أيضاً نموذجا لفهم أشياء مماثلة قد يواجهها ، كما يسمح الفهم التطور للطلاب في معرفة مدى قابلية التعمميات للتطبيق .

يفترض برونر أن الغرض من التعليم هو التطبيق في المستقبل ؛ فكل ما يتعلمه الناس سوف يساعدهم ؛ وأن المفاهيم والافكار لها قابلية واسعة بالتطبيق ، ومن خلال فهم الافكار الرئيسة يستطيع الطلبة من فهم المواضيع بسرعة أكبر ، وبخاصة أن المعلم يملك وقتاً ضيقاً اثناء التدريس .

التذكر وفق برونو يصبح أسهل اذا ما تعلم الطلبة كيفية التركيب والتنسيق للافكار ، حيث تنسى بسهولة اذا لم توضع بشكل منتظم .

الاستعداد للتعلم :

يقول برونور : يمكن تدريس أي موضوع بفاعلية ، وبشكل فكري معقول نوعاً ما لأي طفل في أي مرحلة نمور ، وبالتالي تزداد تعقيد المفاهيم مع زيادة قدرة الطفل على الفهم ، بشكل يقارب (بياجيه) حينما اشار أن الاطفال في مراحل التطور المختلفة تكون لديهم خصائص معينة في النظر للعالم وتفسيره ، فالأطفال يتعلمون من خلال الخبرات الحسية والحركية ، بينما لا يحتاجون في الفترة اللاحقة لمرحلة العمليات المادية ويستطيعون التعلم من خلال ممارسة انشطة ذهنية .

تعلم أي موضوع يجب أن يتضمن ثلاثة عمليات متزامنة تقريبا :

  1. يجب على المتعلم ان يكتسب المعلوممة
  2. يقوم الطالب بتحويل المعلومات الجديدة لجعلها تناسب مهام جديدة
  3. التقويم والتحقق لمعرفة مدى ملائمة عملية الحويل 

 

 

المصدر : كتاب نماذج تدريسية في تعليم الموهوبين 

سي-جون ميكر

شيرلي شيفر