المؤلف:
حسام عواد

التفوق وسيلة وغاية في آن معا : من الهامِّ جداً غرس مفاهيم الجد والاجتهاد المنافسة والطموح في نفوس الطلبة ، وهذا يأتي من خلال اعتبار التفوق الدراسي "هدف سنوي" يجب تحقيقه بأعلى جودة ممكنة ، مع مراعاة الفروق الفردية لكل طالب ، فقد تختلف قدرات الابن الاكبر عن الأصغر لاختلاف القدرات والاهتمامات ، ولذا قد تظهر ميول الابن الأكبر في العلوم والرياضيات مثلا ،  في حين ينجذب الابن الأصغر للأنشطة الرياضية مثلا !! وهنا فقط علينا أن نعي أن ما نتوقعه من الابن الاكبر سيكون مختلفا عما نتوقعه من الابن الاصغر .

 

على صعيد آخر من المهم أيضا رفع مستوى وعي الطلبة لإدراك أهمية تحقيق التفوق الدراسي على مستقبلهم ، وشخصيتهم التي تنمو وتتطور بتحقيق الفرد لمزيد من الانجازات ، وتتعلم كيفية تحويل اي تقصير وضعف لعنصر قوة ، وتتعامل مع الأهداف بخطة دراسية مرنة وواقعية .

 

يجب أن نسعى للتفوق بشكل دائم لأنه : كفيلٌ بتطوير مهاراتنا وقدراتنا (غاية) ، وهو أيضا يمهد لنا الطريق للعبور نحو مستقبل مشرق (وسيلة)

تحديد الهدف :

يتوجب على الطالب قبيل الالتحاق بالمرحلة الثانوية أن يكون قد حدد هدفه حتى يستطيع صياغة الخطة الدراسية التي تمكنه من تحقيق هدفه ، فبعض الطلبة يبحث عن مجرد النجاح في حين يبحث الآخر عن التفوق .

يحدد بعض الطلبة هدفا بطريقة غير واعية اثناء دراستهم فقد يبحث البعض عن التفوق والتميز في حين يقتصر البعض الآخر على تحقيق مجرد النجاح وقد يختلف دواعي وأسباب ذلك ولعل من أهمها اختلاف الهدف بين الفئتين بسبب اختلاف الطموح وجهل القدرات الكامنة بكل واحد منا .

كتب المعلم على اللوح :

من يقدم جهدا  (مقبول) سيحصل على علامة ( ضعيف )

من يقدم جهدا (جيد) سيحصل على علامة ( مقبول )

                              من يقدم جهدا (جيد جدا ) سيحصل على علامة ( جيد )

                             من يقدم جهدا (ممتاز ) سيحصل على علامة ( جيد جدا )

وحتى تستطيع الحصول على علامة (ممتاز) يجب أن تقدم جهدا (متميزا) ..

بناء على ما سبق يجب أن نرفع مستوى طموحاتنا قبيل أن نحدد أهدافنا ، حتى نضمن تحقيق الحد الأدنى منها ، والذي يؤمن لنا فرصة تحقيق الإنجاز الذي نسعى له ، ومن الأهمية بمكان أن التفوق يجب أن يكون قرارا واعيا يتصف بشيء من الإلزامية وبذل الجهد ، لا مجرد أمنية نرجو تحقيقها بعد انتهاء العام الدراسي .

يرتبط مدى التزامنا على تحقيق أمر ما على مستوى قناعتنا بأهميته وتأثيره على حياتنا المستقبلية ، وهنا فإن الحديث الايجابي مع الطلبة عن المستقبل الأكاديمي أو المهني ( التخصصات والمجالات) واعتماد ذلك بشكل كبير على معدل الثانوية العامة فإننا نخلق دوافع لدى الطلبة حول أهمية (بناء) الهدف وحمايته (بأسوار) الإلتزام وتقديم ما يتطلب من جهد لتحقيقه في حدود الظروف المناسبة .

 

تقل نسبة الطلبة الذين يقومون بتحديد أهدافهم بشكل واضح ودقيق قبيل الالتحاق بالمرحلة الثانوية لعدم خوض هذه التجربة سابقا ، ولفقدان المعلومات التي تشكل المدخلات لنظام تحديد الأهداف ؛ فمنذ صغرنا تعلمنا أن نسأل الصغار ماذا تحب أن تصبح حينما تكبر فنسمع الإجابة مباشرة : طيار ، شرطي ، دكتورة ، معلمة ...!!

وكانت تلك (الدعابة) هي آخر موقف تعرض فيه الطالب لهذا السؤال ثم كبر حتى وصول لتلك المرحلة التي تسبق المرحلة الثانوية والتي يتوجب عليه اختيار (الفرع الأكاديمي أو المهني) الذي يدرسه .

يغفل بعض أولياء الأمور عن أهمية اشراك أبنائهم في اتخاذ القرارات وبالتالي يحرمونهم من التدرب على مهارات الحوار والتخطيط وفن اتخاذ القرار والتي تشكل العوامل الهامة في بناء الشخصية الإيجابية لكل منا ، علاوة على أهمية الحوار لمعرفة ميول أبنائنا ورغباتهم واختيار القرار الأنسب في حدود قدراتهم على تحقيقه .

يعتمد اختيار الفرع الاكاديمي أو المهني على ما يلي :

. مستوى الطالب في المواد المتخصصة لذاك الفرع 

. التخصصات الجامعية المرتبط بذاك الفرع " راجع ملحق التعليمات " 

. رغبة الطالب نفسه وميوله " تم إدراج تطبيق اختبار الميول " - يتوفر على موقع الأوائل اختبار الكتروني لمعرفة الميول و القدرات 

يتضمن كتاب #رشة ملح في اختيار التخصص شرحا مفصلا لمختلف التخصصات الأكاديمية والمهنية ولذا على الطالب أن يجمع المعلومات حول التخصصات التي تناسبه حتى يتم التركيز على بعض التخصصات التي يمكن للطالب أن يحدد دراسة أحدها ، وهنا يكون الطالب مستعدا لتحقيق هدفه خلال هذه المرحلة

 

حدد هدفك :

أن تحدد هدفك ؛ يقتضي أن تعرف ماذا تريد ؛ وكيف ستحقق ما تريد ؛ ومتى ستفعل ذلك ؟

حينما قال الساحر المشعوذ لعلاء الدين ؛ انزل للمغارة ؛ ستجدها مليئة بالكنوز من ألماس وذهب وفضة وحجارة كريمة ؛ دعها ولا تأخذ منها شيئا ؛ فقط اجلب لي مصباحا صغيرا ذهبي اللون !

دخل علاء الدين فأخذته الدهشة من كنوز المغارة وبريق مجوهراته ؛ لكن ذهب يبحث عن المصباح ...لن أسرد لكم القصة ولكن سردت لكم مثالا على تحديد الهدف (المصباح) والتركيز عليه والبحث عنه برغم وجود (المشتتات والمغريات ) ..... حدد مصباحك ودعك من باقي الكنوز ..... #رشة_ملح

 

كتابة الهدف :

هدفي تحقيق معدل ............. في هذا العام الدراسي .................. لدراسة تخصص ...............

في جامعة ....................... وأنا ملتزم بتقديم ما يلزم من جهد للوصول لذلك الهدف .

 

 

بقلم أ. حسام عواد 

من كتاب #رشة_ملح في التفوق الدراسي