المؤلف:
ندى
مقالات الأوائل
في كلمتها خلال حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية أكدت الملكة رانيا أنَّ المعلم هو محور العملية التعليمية، لكننا لم نجعله محور اهتمامنا، ونحمله مسؤوليات جسيمة دون أن نمكنه من حملها، ورغم ذلك نجده يقف في مقدمة الصف يبذل قصارى جهده من أجل أبنائه الطلبة. إنَّ الرؤية الملكية لملف التعليم تنطلق من دوره الأساسي في خلق تنمية وازدهار في كافة المجالات، ويجب كما أشارت الملكة إلى التعامل مع التحديات بجدية وشراكة ومسؤولية جماعية وخاصة في ما يتعلق بإعداد المعلمين وضمان معايير جودتهم المهنية، وتوفير فرص الحصول على تعليم متكافئ للجميع. إنَّ تدريب المعلمين بات أولوية بالغة الأهمية شريطة أنَّ يكون تدريباً يرفع من درجة تأهيلهم المهني، ويصقل مهاراتهم في إدارة المواقف التعليمية، ويتماشى كذلك مع الاتجاه العالمي الذي ينظر إلى الدور الأساسي للمعلمين في تحقيق تعليم نوعي بعد تجاوز تحدي محو أمية التعليم، فقد أطلقت منظمة اليونسكو حملة عالمية من أجل التعليم تحت شعار «من دون المعلم، المدرسة هي مجرد مبنى». إيماناً بالدور الحيوي للمعلمين في ما يتعلق ببلوغ أهداف التعليم. وأكدت منظمة الأمم المتحدة في هذا الخصوص على أن المعلمين هم العنصر الأساسي في المبادرة العالمية بشأن ‹›التعليم أولا›› التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة وتقوم بقيادتها اليونسكو، فهم يُعتبرون بمثابة الجانب الذي لا غنى عنه في جدول الأعمال الإنمائي العالمي لفترة ما بعد عام 2015. المبادرات والبرامج الأممية بخصوص التنمية تقوم على ضرورة التحول في مفهوم التعليم للجميع من معيار الكم وحصول نسب مرتفعة من الأفراد والبلدان على التعليم إلى معيار الجودة في برامج التعليم المتنوعة، ويضع جميع القائمين على هذه البرامج المعلمين في بؤرة الاهتمام والتركيز، فمتطلبات دمج المتعلمين في زمن التكنولوجيا والمعرفة والمتطلبات المتغيرة للسوق، يدفع نحو ضرورة بناء برامج تأهيل وإعداد المعلمين بطريقة ومحتوى مغاير للبرامج التقليدية. ويرافق ذلك تطوير التعليم الجامعي وزيادة النفقات المتاحة للتدريب والتأهيل، والأهم الارتقاء بالمكتسبات الاجتماعية والاقتصادية لمهنة التعليم للدفع بنخب وكفاءات مخرجات التعليم الجامعي للتنافس على هذه المكتسبات الاعتبارية. على الصعيد المحلي نواجه إشكالية في جدوى برامج تدريب المعلمين، ونتمنى أنَّ تنجح الخطوة التي اعلنت عنها جلالة الملكة في كلمتها والمتمثلة بجهد وتعاون مشترك بين وزارة التربية والتعليم والجامعة الأردنية وأكاديمية تدريب المعلمين لإنشاء كلية لتأهيل المعلمين وتدريبهم لمدة عام قبل دخولهم الخدمة، ونتمنى أنَّ تكون هناك برامج تأهيلية قادرة على تطوير القدرات وبناء الاتجاهات الايجابية اتجاه التعليم. د.محمد الرصاعي "الرأي أوائل-توجيهي أردني