المؤلف:
ندى
فيما اعتبر خبراء تربويون ان العام الحالي، كان تأسيسيا للإصلاح التعليمي، عبروا عن أملهم بأن يكون العام المقبل، انطلاقة حقيقية، لنهضة تربوية تقودها وزارة التربية والتعليم. وبينوا في أحاديث لـ"الغد" أن الأعوام المقبلة، ستشهد نقلة نوعية في التوجه نحو تحقيق إصلاح شامل لبنية التعليم، في ظل خارطة طريق، تتمثل بالاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية. وفي هذا الصدد، قال وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور وليد المعاني ان العام الحالي "عام اصلاحي، نستقبله ونحن تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية، بمكوناتها المتعلقة بالتعليم العام والتعليم العالي، والتي اطلقت في أيلول (سبتمبر) العام الماضي". وأضاف المعاني ان "ما نستطيع ملاحظته هذا العام، التركيز على التعليم قبل المدرسة، وإيجاد كلية خاصة لتدريب وتأهيل المعلمين في حرم الجامعة الاردنية، وتطوير امتحان الثانوية العامة". وبين المعاني أن الكلية الخاصة بتدريب المعلمين، استقبلت في دفعتها الاولى 500 طالب وطالبة، وفي الثانية 800، بوتيره عمل متصاعدة. وأضاف أنه وعلى الرغم من ان اعداد الخريجين غير كاف، لكنه في تزايد، وبعد الانتهاء من بناء الكلية، سيزداد أكثر، موضحا أن العام الحالي، شهد إنشاء المركز الوطني للمناهج، الى جانب وجود حراك في قضية "الثانوية العامة" و"المناهج" لكنها بطيئة وتدريجية. واعتقد المعاني أن العام المقبل، يجب ان يستمر فيه نهج الوزارة الاصلاحي، "وزيادة وتيرة التحرك في عدة قضايا، بينها زيادة اعداد الصفوف الخاصة بمرحلة رياض الاطفال". وطالب الوزارة والجهات المعنية، بإدراج مرحلة رياض الاطفال ضمن السلم التعليمي الالزامي، وبالتالي زيادة اعداد الملتحقين بها، آملا ان ينتهي إنشاء المبنى الخاص بتدريب المعلمين، ما سيسهم بتوظيف اشخاص، والتحاق أعداد اكبر من المعلمين لرفد المدارس بقدرات جديدة. ولفت المعاني الى انه في العام المقبل، سيخف التوتر والقلق المرافق لامتحان الثانوية العامة، بسبب إلغاء الرسوب والنجاح والعدد المفتوح للتقدم لامتحان. وعبر عن أمله "ببدء تطوير المناهج برغم ما دار حولها من لغط مؤخرا، خصوصا وأن المجتمع، ادرك ان الأمر إصلاحي لا استهداف فيه لجهة او افكار معينة". وأضاف "اذا لم نصلح المناهج والمعلمين، فقدرتنا التنافسية لخريجي الدراسة الثانوية قليلة، لا سيما ونحن مقبلون على اوقات، يجب ان نعتمد فيها على الإنسان المؤهل". وأكد ان البنية التحتية للمدارس بحاجة لمراجعة جديدة، "فيجب إعادة فتح موضوع المدارس المدمجة، بعد حوار شعبي وتوفير وسائل نقل للطلبة". بدوره، اعتبر الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات ان العام الحالي، تميز بجهود الوزارة لتطوير امتحان الثانوية العامة، إذ أدخلت تعديلات ايجابية عليه، وهناك وعود بمزيد من التطوير، ليصبح بذلك اكثر قربا من الحداثة والمجتمع. وبين عبيدات، أن صدور الورقة الملكية النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني المتعلقة بالتعليم، جاءت تتويجا للاهتمام المجتمعي بالتعليم، إذ ركزت على الشراكة المجتمعية والتحديث التربوي. كما وشهد العام الحالي، إعلان تأسيس المركز الوطني للمناهج، ليكون مسؤولا عن تطوير المناهج والكتب المدرسية، وفق عبيدات. وطالب عبيدات الوزارة في العام المقبل، أن تستمر بمواصلة جهودها لإحداث نقلات اساسية، على غرار الانتقال من التلقين الى التفكير، ومن الكتب المدرسية السردية الى الكتب الحوارية، ومن الكتب ذات المفاهيم العشوائية إلى المصفوفات المنتظمة، ومن الامتحان الى التقييم. كذلك طالب بتنظيم العلاقة مع مؤسسات المجتمع المدني، وقبول شراكتها للوصول الى نقلات أساسية بتطوير المناهج، وطرق التدريس واحترام مكانة المعلم، وتوفير الامن للطالب. ودعا عبيدات إلى ان يجري العام المقبل ادخال تعديلات على الخطة الدراسية، بما يعطي الفن والفلسفة والفكر، دورا مهما في بناء شخصية الطالب، والاعلان عن ميثاق لحقوق الطالب والمعلم، بما يضمن أمنا كاملا لكل منهما. وأشار إلى اهمية تعميق الوعي بالتربية البيئية والتنمية المستدامة، بما يضمن اتجاهات، ترشيد الاستهلاك واحترام البيئة المادية وحمايتها، بالإضافة لتعميق الوعي بالتربية الاخلاقية والقيمية، وتعريف الطلبة بمصادر القيم والمذاهب الاخلاقية، لافتا إلى أننا نريد عاما تربويا جرئيا، لا يتردد في مواجهة مشكلات المجتمع. من ناحيته، قال وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور فايز السعودي، ان العام الحالي يعد تأسيسيا لإصلاح التعليم، مبينا أن من اهم قضاياه، اعادة النظر في قضايا ادارية معينة، كتعليمات الثانوية العامة وإعادة الاسئلة الموضوعية، والعمل على قضايا إكاديمية فنية، كإجراءات التطوير المناهج. ولفت السعودي الى ان المطلوب من الوزارة العام المقبل، تحسين البيئة المعنوية للغرف الصفية في اكثر من بعد (المناهج، المعلم، وسائل تعليمية ايضاحية)، تساعد على توفير بيئة تعليمية متميزة، تنمي قدرات العقلية للطالب الى الافضل. كما وطالب الوزارة العام المقبل، بإعادة النظر في المناهج الدراسية، كونها تلقينية، لا تركز على تنمية قدرات فكرية للطلبة، وتدريب المعلمين وتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية، واستقطاب خريجي ثانوية عامة متميزين لينخرطوا في المهن التعليمية.