المؤلف:
ندى

 سرعان ما فطِن المعلمون الجدد إلى أن الطلاب سيتمكنون من تقديم كل أنواع الأعذار لعدم قيامهم بحل الفروض المنزلية أو غيرها من المهام الأخرى المطلوبة منهم؛ فهم لن يقولوا أبدًا: “لقد تغيبت عن حضور الامتحان؛ لأنني ظللت حتى وقت متأخر بالخارج الليلة الماضية”؛ لذا كان على المعلمين أن يتعرفوا سياسة التعامل في مثل تلك المواقف التى دائمًا ما تنطوي على نوع من الثقة.

  المشكلة هنا ـ على سبيل المثال ـ هي أن الأجداد يتوفون حقًّا – نعم فهذا يحدث – لكنهم لا يموتون غالبًا في الوقت نفسه الذي نُعلم فيه بذلك، كما أن موتهم قد لا يصادف بالضرورة مواعيد الانتهاء من المناهج الدراسية؛ لذا كيف لنا أن نعرف متى يموت الأجداد حقًّا، أو التصديق بأن أحد الطلاب قد فاجأه مرض قاتل في الليل!

  الإجابة بالتأكيد هي أننا لا نستطيع؛ لأن من بين ما لا نناقشه هو أن علاقة التدريس يجب أن تُبنى على الثقة؛ إذ قال لي أحد المعلمين من قبلُ إن ما يمكننا فعله فحسب هو الوثوق بطلابنا؛ فإذا كذبوا علينا فسوف يشير ذلك إلى خطأ فيهم لا فينا نحن.

school-class-401519_640

وسأعرض لكم هنا بعضًا من أفكاري حول كيفية التعامل مع هذه الحالات.. كما أنني أدعو القُراء إلى المشاركة بطرقهم لكسب ثقة الطلاب:

  • لا تأخذ الأمر بصورة شخصية: ينظر كثيرٌ من المعلمين إلى مسألة غش الطلاب لهم على أنها أمر شخصي؛ فهؤلاء الطلاب لا يغشون كي يهينوا مُعلميهم، ولكن لأنهم لا يستطيعون النجاح بالطريقة المعتادة؛ وهم بذلك يكذبون من أجل مصلحتهم الخاصة وليس لإهانتنا.. فعلى سبيل المثال، كان أحد الطلاب في الجيش وكان دائمًا ما يغيب عن الصفوف والامتحانات مُختلقًا ـ في كل مرة ـ العديد من الأعذار، وقبل نهاية الفصل الدراسي، أرسل إلىَّ خطابًا يوضح فيه أنه كان يتغيب دائمًا لأنه كان مدمنًا للكحول، وأن الجيش كان يرسله إلى مصحة لإعادة التأهيل.
  • نادرًا ما يصيب البرق مرتين: أعمد أنا شخصيًّا إلى إتاحة فرصة للطلاب بعدم شكي بهم في المرة الأولى، ولكن بعد المرة الثانية والثالثة يصبح الأمر مثيرًا للشك؛ إذ يتطلب تكرار الحوادث دليلًا على ذلك.
  • كن نموذجًا للثقة: في فيلم “بيت الألعاب” يقوم جو مانتيجنا بدور محتال يُعلِّم امرأة الخدع وطُرق الاحتيال؛ فيقول لها في خضم عملية احتيال: “هذه لعبة ثقة.. لماذا؟ ألأنك تمنحينني ثقتك؟ لا؛ لأنني أمنحك ثقتي وأنتِ تبادلينني إياها”؛ لذا امنحوا طلابكم الثقة.
  • اترك الأمر من بين يديك: ذات مرة، سأل أحد أصحاب نظريات التفاوض الشهير: ماذا ستفعل شركة لتصنيع الذخائر إذا جلس المحتجون على السكة الحديد المؤدية للخروج من المصنع؟ يمكن لمُحصل القطار أن يقود القطار للأمام نحو المحتجين على أمل أن يبتعدوا عن الطريق، ولكن التصرُّف الأذكى من ذلك هو أن يبدأ بتحريك القطار ثم القفز منه، وبهذا يكون القرار قد خرج من بين يديه، وهو ما يُعدُّ سلاحًا تفاوضيًّا قويًّا.. وبالمثل، قم بخلق الوضع المناسب الذي تُخرج فيه شخصك من المعادلة. فعلى سبيل المثال، يمكنني أن أقول شيئًا، مثل: “إن إحدى مهامي كمعلم هي تمييز الأعذار الزائفة عن الحقيقية؛ لأن إفساح المزيد من المجال للأعذار الزائفة لن يكون عادلًا بالنسبة للطلاب الذين يعملون بجدٍّ واجتهاد على تسليم فروضهم ومهامهم في الوقت المحدد.. وما أراه هنا هو أن هذا واجب تأخرت في تسليمه، فإن كان يمكنك تقديم أدلة على أن هذا لم يحدث فسوف أقوم بتغيير قراري في سرور، ولكن حتى ذلك الحين هذا هو ما أراه حقيقيًّا”.
  • استبق المشكلات: قال لي أحد المعلمين ـ ذات مرة ـ إنه يستهل توزيعه للواجبات على الطلاب بتلك الجملة: “لقد استشرت اختصاصي التكنولوجيا، وقد أكد لي أن كل الطابعات بالمدرسة لم تتعطل قطُّ في التوقيت نفسه؛ لذا لا تستخدموا هذا العذر”.. بل قم بوضع سياسة لماهية الأعذار في البداية؛ لأن هذا لا يقلل من عدد الأعذار التي ستستقبلها فحسب، ولكنه يُبعدك أيضًا عن النظر في القرار المناسب لكل حالة على حدة بعد انتهاء اليوم الدراسي.
  • photos-1247374_640
  • الميل للثقة بالبالغين أكثر ممن هم في سن المراهقة: ولا أعرف إن كان ذلك انحيازًا أم لا، لكنه بالتأكيد رأيٌّ مبنيٌّ على أدلة غير مؤكدة، لكنني أعتقد أن البالغين لديهم المزيد من المسئوليات أكثر ممن هم في السن التقليدية، كما أنهم أكثر عُرضةً للاصطدام بمشكلات الحياة.. هناك قصة ما تحكي عني عندما نقلت إلى المستشفى حينما كنت طفلًا صغيرًا إثر إصابتي بإحدى النوبات المَرضية، وقد قال الأطباء لوالدي إنهم سيضطرون لتقييدي بالسرير؛ لمنعي من بلع أنابيب التنفس ليلًا، فردَّ عليهم أبي قائلًا إنه لن يقيد أي شخص ابنه بالسرير.. وبالفعل، ظل أبي بجانبي طوال الليل ليمسكني جيدًا عندما أمر بإحدى النوبات، وقد كان لديه امتحان صباح اليوم التالي، لكنه لم يتمكن من الحضور وهو ما أدى إلى تركه المدرسة بعد ذلك، وكان دائمًا ما يُعرب عن ندمه لعدم حصوله على شهادته.

 ساعد الدكتور “جون أورلاندو” في تطوير وقيادة برامج التعلم عبر الإنترنت بجامعة فيرمونت وجامعة نورويتش.. كما علِّم أعضاء هيئة التدريس كيفية التدريس عبر الإنترنت.. وكذلك كيفية استخدام التكنولوجيا في التدريس المباشر الخاص بهم.

مترجم من : 

Tips for Handling Student Excuses