المؤلف:
حسام عواد

كيف نجتاز الكلفة المادية ؟

قبل الطالب حمزة في تخصص تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الأردنية فشعر بسعادة بالغة لم تستمر حينما علم أن كلفة الساعة الدراسية الواحدة 45 دينار ، في حين كان يعتقد أن تكون كلفة الساعة كباقي التخصصات في حدود 20 دينار للساعة ...

ولم تختلف قصة حمزة كثيرا عن قصة يحيى :

حيث لم تقبل الطالبة ولاء في الجامعات الحكومية ؛ ولذا فقد كانت مضطرا للدراسة في احدى الجامعات الخاصة حيث كانت كلفة الساعة الدراسية الواحدة 60 دينار...

تشكل الكلفة المادية عائقا كبيرا أمام بعض الطلبة من الأسرة محدودة الدخل وبخاصة حينما يكون رسم الساعة الدراسية الواحدة مرتفعا ، وهنا يكون الطالب أمام عدة خيارات :

1. ترك فكرة الدراسة الجامعية

2. الدراسة والعمل بآن معا

3. البحث عن منح و بعثات دراسية

1. ترك الدراسة والعمل مباشرة :

من الصعب على الطالب الذي يطمح لإكمال تعليمه أن يتخلى عن حلمه وبخاصة أن نسبة الإقبال على التعليم الجامعي أصبحت مرتفعة جدا ، بحيث أصبح الذي يكتفي بشهادة الثانوية العامة وكأن " شخص أمي " وهي ثقافة خاطئة يتوجب على الجهات المسؤولة أن تحاربها بالوعي وبفتح مدارك الشباب ، فالتعليم الجامعي مهم ولكنه ليس الباب الوحيد للنجاح في الحياة فهنالك الدورات المتخصصة ، وهنالك الميدان العملي ، وهنالك من مئات من القصص حول العديد من الناجحين على مستوى العالم لم يكملوا تعليمهم الجامعي وقرروا البدء مباشرة بتدريب أنفسهم وتطوير قدراتهم في المجالات التي يرغبون بها من خلال التدريب والدورات المتخصصة وكسب الخبرة من سوق العمل .

نجح الطالبان مهدي ويوسف في مرحلة الثانوية العامة ، والتحق يوسف بتخصص العلوم المالية في حين قرر مهدي لظروفه الحياتية أن يبدأ بالعمل مباشرة في إحدى المحال التجارية ، في خلال السنوات الأربع استطاع يوسف الحصول على بكالوريوس واستطاع مهدي افتتاح مشروعه التجاري الأول ..

وبهذا الصدد نذكر أيضا أن بيل جيتس (مؤسس مايكروسوفت) قبل في جامعة هارفرد بالرياضيات ولكنه تخلى عن هذا المقعد الهام ليبدأ شركته الخاصة بنفسه ، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن العمل والخبرة أفضل من الشهادة الجامعية ولكنها نافذة أمل أضعها بين يدي الشباب المجبرين على التخلي عن حلم اكمال تعليمهم بأن الفرصة سانحة لبدء نجاحات من جديد ، ولا أنسى أخيرا أن أقول بأن مجتمعاتنا تحتاج لفنيين وصناعيين وتقنيين أكثر مئة مرة مما تحتاجه لموظفين ففي الأولى سوق عمل ضخم وفرص أكبر للحصول على عائد أكبر من مجرد الإنتظار بوظيفة ما ونحن نلاحظ ارتفاع نسب البطالة في مجتمعاتنا .

2. الدراسة والعمل معا :

العديد من الطلبة يتشبثون بأسنانهم بحلم الدراسة الجامعية متحدين الظروف الحياتية القاسية التي يمرون بها والتي تختلف من طالب لآخر ، من خلال العمل بعد دوام الجامعة في المطاعم والمكاتب والشركات التي توفر دواما مرنا للطلبة ، وقد يضطر الواحد منهم لتأجيل فصل وتقديم فصل حيث يستطيع تأمين القسط الدراسي الفصلي ، وقصص النجاح عديدة جدا بحيث أصبحت ظاهرة ملحوظة ، ويمكنك زيارة أي مطعم في شارع الجامعة الأردنية لتلاحظ أن غالبية العاملين من طلبة الجامعة .

وهي فرصة حقيقية أيضا لصقل الشخصية ، والاطلاع على ثقافة العمل ، وممارسة التخطيط والتنظيم بشتى اشكاله ، وتقدم للطالب خبرة واسعة أكثر من غيره بعد تخرجه مع شرط الاهتمام بدارسة المواد الجامعية

3. البحث عن منح أو بعثات دراسية

لم يجد أحمد فرصة متاحة للدراسة في الجامعات الأردنية ولكنه حمى نفسه من الوقوع في فخ اليأس والاحباط ، فاستثمر محرك البحث جوجل وبدأ مشواره في البحث عن المنح والبعثات الجامعية ، واكتشف وقتها وجود فرص حقيقية يمكن الاستفادة منها ، فقد نشر وزارة التربية والتعليم الاردنية اعلانا عن وجود بعثات دراسية لدراسة التخصصات العلمية ، فالتحق أحمد بإحدى هذه المنح .

ومن زاوية أخرى تطرح بعض الجامعات الدولية برامج للقبول ضمن نظام المنح الدراسية ، ويمكن للطالب الاستفادة من هذه المنح شرط أن يتحلى بالصبر والأمل ومن الافضل استخدام اللغة الانجليزية في البحث بين مواقع الجامعات