المؤلف:
ندى
قسم الأوائل الجامعي
كتبت د.شفاء الفقيه *- قرار جامعة اليرموك الأردنية بحذف كافة متطلبات الجامعة الاختيارية من كلية الشريعة ( مواد الثقافة الإسلامية ونظام الإسلام وغيرها من المواد التي تقدم للطلبة في مرحلة الوعي الجامعي  سيمنع اجيالا من الطلبة والخريجين من معرفة  ودراسة الفهم الصحيح بالإسلام عقيدة وشريعة وسلوكا.. ثم لماذا جاء قرار حذف مواد الثقافة الاسلامية في هذا التوقيت تحديدا ؟ وخاصة ان تدريس هذه المواد يتسق  مع  دستور الدولة  واستمراراً في تفعيل مضمون رسالة عمان التي أكدت أن الأردن تبنى نهجا يحرص على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام ووقف التجني عليه، ورد الهجمات عنه بحكم المسؤولية الدينية والتاريخية الموروثة التي تحملها قيادته الهاشمية بشرعية موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم. إنّ تبني الجامعات الأردنية لطرح مواد اختيارية للطلبة تعرفهم بثقافتهم الإسلامية، ونظام الإسلام ونظام الأسرة وغيرها من المواد يسهم في إحداث الوعي والفهم الصحيح للدين بعيداً عن التعصب وعن الجهل المفضي للإنسياق وراء كل متطرف يريد استغلال الدِّين وسيلة لتحقيق مصالحه ومآربه الفاسدة.   وهذا أمر متبع منذ عقود في بلدنا وفي جامعاتنا، وهو أمر يتفق مع احترامنا لدين الدولة الذي ينبغي أن نحافظ عليه وعلى ثوابت مجتمعنا الأردني المنبثقة من شريعتنا السمحة، ولا نسمح لأي دخيل من ثقافات غربية لا تتفق مع ثقافة مجتمعنا بالحلول محلها.  إنّ تدريس كليات الشريعة لمواد الثقافة الإسلامية وغيرها من المواد التي تهدف إلى تعريف الجيل بأصول دينه وثوابته أمر ينبغي أن نحافظ عليه، ولا نسمح بسياسات التغريب الثقافي أن تقوم بتجهيل أبنائنا وبناتنا. ولمّا كانت مواد الثقافة الإسلامية ونظام الإسلام تسعى إلى توجيه أبناء المجتمع الأردني ليكونوا هم القدوة والمَثل في الدِّين والخلق والسلوك والخطاب الراشد المستنير، كانت هذه المواد معززة لرسالة عمان، ووسيلة تربوية فعالة في تحقيق هذا الهدف المنشود لا ينبغي التفريط فيها.  وعليه فإنّ قرار جامعة اليرموك بوقف تدريس هذه المواد وتقديم مواد أخرى ليست بأولى منها، فيه ظلم للطلبة وإجحاف لهم بحرمانهم من حقهم الوطني والشرعي والأكاديمي في دراسة مواد تفيدهم في فهم دينهم وتمثل قيمه، وتعينهم على بناء أسرهم التي لا تستقر ولا تَسعد إلا بمعرفة كل طرف حقوقه وواجباته تجاه شريك حياته.  وختماً أقول هذا قرار مجحف ولا ينبأ عن خير، ويضع المسؤولية على عاتق أصحاب القرار والهيئات الأكاديمية التي أؤتمنت على تنشأة الأجيال وتربيتهم وفق الصورة الحقيقية للإسلام،  - * عضو هيئة تدريس في كلية الشريعة الجامعة الأردنية أوائل-جامعي أردني.