المؤلف:
ندى
مقالات الأوائل
عمان- بدأت العطلة الصيفية بالانسحاب تدريجياً، لتعود الحياة إلى طبيعتها بعد أيام قليلة تفصل الطلبة عن مدارسهم ورياضهم، لينطلق موسم تعليمي جديد. وتستعد أم إبراهيم هذه الأيام للمدرسة مبكراً، كما تقول، والتحضير للمستلزمات المدرسية كافة، بما فيها من حقائب يمكن إعادة استخدامها لهذا العام. وتعلل أم إبراهيم تحضيرها المبكر، بسبب حلول عيد الضحى بعد أيام من بداية العام الدراسي، لذلك تُفضل تجهيز أغراض المدرسة أولاً، لأنها أولوية؛ إذ لديها أربعة أبناء من مختلف المراحل الدراسية. ولا يختلف الحال كثيراً عند أم غيث التي تستعد كذلك إلى تهيئة أبنائها للعودة إلى المدرسة، ولا تجد صعوبة في تنظيم وقت النوم والاستيقاظ، فهي كموظفة كانت تضطر إلى إيقاظهم مبكراً للذهاب إلى الحضانة أو لبيت جدهم، لذلك قد لا تجد صعوبة في إعادة تنظيم نومهم. ولكون أم غيث موظفة، فإنها تساعد زوجها في الإنفاق على البيت والمشاركة في المهام، بسبب ضغوطات مالية خلال هذه الفترة، التي تسبق بداية التحضير للعام الدراسي، وتأتي قريبا من فترة عيد الأضحى، لكنها تسعى جاهدة إلى توفير كل ما يلزم لأطفالها حتى تُسعدهم. وكانت وزارة التربية والتعليم أقرت العام الماضي موعداً محدداً وثابتاً لبداية العام الدراسي، بحيث يكون للطلاب في الأول من شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام، بينما يبدأ دوام الهيئة التدريسية قبل أسبوع من ذلك. ويعتقد عدنان خضر، وهو أب لثلاثة أبناء، أن الوقت لبداية الدوام المدرسي مناسب، بحيث يكون رب الأسرة، “استلم الراتب”، ويكون قد وضع خطة لترتيب وشراء مستلزمات المدرسة قبل فترة من الوقت، بالإضافة إلى أن الأم لديها القدرة على التخفيف من تلك الالتزامات خلال إعادة ترتيب وتهيئة بعض من المستلزمات المستعملة في السنوات السابقة، وخاصة الحقائب منها. ويشير خضر إلى أن هناك عائلات بحاجة إلى المساعدة للتحضير للموسم المدرسي، كون هذه العائلات لديها عدد من الأطفال في المدرسة ووضعهم المادي لا يساعدهم على شراء كل ما يحتاجونه، لذلك على الجميع أن يراعي هذه الناحية، ولا ضير من أن يكون هناك مساعدة من العائلات الميسورة للآخرين يمكن تقديمها كمبادرة أو كهدية للأطفال. “كل شيء يرتفع ثمنه عاماً بعد عام، ولكننا مضطرون لتلبية رغبة أبنائنا”، بهذا القول عبرت آمال نواصرة عن استعدادها للمدرسة؛ إذ ترى أن تزامن العيد من بداية العام الدراسي سبب أزمة مالية للكثير من العائلات التي تعد من ذوي الدخل المتوسط أو أقل. غير أنها مضطرة إلى تخصيص مبلغ مالي استلمته من جمعية شاركت بها مع قريباتها، لتغطية تكاليف المدرسة والعيد، كنوع من المساعدة لزوجها في تلك المتطلبات المالية، وتقول “ما زاد الأمر أن هناك حفلات أعراس خلال هذه الفترة ونحن مجبرون على دفع “النقوط””. وعلى الرغم من كل تلك الملاحظات الأسرية التي تتمثل في الوضع المالي والمبالغ التي يحتاجونها، إلا أن هناك أجواء فرح يجب أن يوفرها الأهل لأبنائهم حتى يكونوا على استعداد تام نفسي ومعنوي للتوجه إلى المدرسة بكل فرح. لذلك، تطلب الاختصاصية التربوية سناء أبو ليل من الأهل ضرورة مراعاة أن يكون هناك تدرج وتهيئة ومتابعة لأبنائهم الطلبة، وخاصة ممن هم في السنوات الأولى من دراستهم؛ إذ يجب أن يقوم الوالدان بترغيب الطفل بالأجواء المدرسية والبحث عن أجواء فرح وسعادة، ومن تلك الإجراءات الروتينية التي يمكن للأهل أن يقوموا بها؛ مشاركة الأبناء في التحضير لكل ما يحتاجونه من أشياء مدرسية وأن تكون مناسبة لأعمارهم، وأن تكون مستلزمات يحبونها ويختارونها بألوان وأشكال يفضلونها، حتى يستمتعوا باستخدامها فيما بعد."الغد" أوائل-توجيهي أردني.