المؤلف:
الإشراف التربوي
مقالات الأوائل

كلنا نبحث عن أفكار جديدة لأسباب مختلفة، فعضو فريق التسويق يبحث عن فكرة مبتكرة يقدم بها منتجات شركته ليحقق النجاح المطلوب، والمدرب يبحث عن طرق جديدة لايصال المعلومة للمتدربين وتعليمهم بشكل أفضل، والكتّاب يبحثون طوال الوقت عن موضوع يكتبون عنه، عن قضية يتبنونها، عن أحداث تلهمهم لاستكمال بناء رواية جديدة. بينما البعض الآخر يبحث عن أفكار جديدة ليغير نمط حياته الروتيني، في النهاية كلنا هذا الشخص الذي يتعطش لكل ما هو جديد ومبتكر، وأحياناً تفشل كل جهود العصف الذهني ولا يوجد باباً لم يطرق ويأتي السؤال كيف نحصل على أفكار جديدة؟

دعنا نتفق أولاً أن الأفكار المبدعة والابتكار هو نتاج جهد شخصي وليس أمر مسلم به، حتى إذا كنت تمتلك 1000 فكرة جديدة فبعد مرور ألف يوم ستحتاج إلى أفكار أخرى لتواصل حياتك، وفي هذا المقال سنتعرف على بعض الطرق التي تساعدنا أن نفكر بطريقة مختلفة وفي النهاية نحصل على أفكار جديدة.

مخالطة الناس

لعل أحد أهم الطرق للحصول على أفكار جديدة هي مخالطة الناس، والجلوس معهم، وسماع قصصهم وخبراتهم المختلفة في الحياة، ولا تعتقد أن المقصود بالناس هنا صفوة المجتمع والمثقفين، فغالباً لا تثمر هذه التجمعات عن أي أمور جديدة، بل ربما كانت محادثة الـ 5 دقائق التي قضيتها مع حارس العمارة التي تسكن أحد أسباب تغيير طريقة تفكيرك.

اهتم بكل ما يحكي الآخرون عن أنفسهم وحياتهم، فهذه اللحظات المميزة يتمنى بعض الكتّاب أن ينعموا بها لأنها مصدر أبطالهم فيما يكتبونه من قصص وروايات.

يقول باولو كويلو في روايته “الألف”: ” الأمور المهمة التي تلازمنا هي اللحظات التي قضيناها نستمع إلى أشخاص يُغنون، يخبرون القصص، يستمتعون بالحياة”.

القراءة

لا سبيل للحصول على أفكار جديدة بدون أن تتعرض لما فعله الآخرون، تحتاج أن تجعل القراءة جزءًا من روتينك اليومي، وليس المقصود هنا قراءة الكتب والروايات، بل الصحف اليومية، المجلات والمواقع الإلكترونية المختلفة، رتم الحياة أصبح أسرع مما نتصور ويومياً تُحدَّث المواقع الإلكترونية بكميات هائلة من المعلومات والأخبار، لذا احرص على متابعة عدد من المواقع التي تعجبك وتابع الأخبار وحتى الصور التي يعرضونها فكل هذه الأشياء ستلهمك بالجديد.

ولا شك أن القراءة بلغات غير لغتك الأم سيكون رائعاَ جداً في فتح مجالات جديدة لك.

السفر

فوائد السفر لا تعد ولا تحصى، كم من المرات بعد رجوعك من السفر قررت تغيير شيئاً ما في حياتك، ربما حتى الوسيلة التي تسافر بها دوماً، دائماً ما يجعلنا السفر أشخاصًا آخرين لأننا مع اكتشافنا لأماكن جديدة، نكتشف أيضًا أنفسنا، بالتأكيد ستعود بخبرة جديدة وروح مختلفة وهي التي ستعطيك الدافع الأكبر للإبداع والابتكار.

تسجيل الملاحظات

من أهم الأشياء التي ستساعدك هي تسجيل الملاحظات، احرص على أن تضع معك دفتر صغير تتحرك به في كل مكان، وأنت في الطريق سجل الأفكار التي تخطر على بالك، سجل الأشياء التي تحلم بتحقيقها، بعد اجتماع أو جلسة سمر مع بعض الناس لابد أن لك مجموعة من الملاحظات، اكتبها، أثناء قراءتك لأحد الكتب أعجبتك بعض الجمل والحكم، سجلها، افعل ذلك باستمرار، وراجع دورياً هذا الدفتر وستندهش كيف يمكن لهذه الأشياء البسيطة غير المترابطة أن تلهمك.

متابعة التلفزيون والراديو

لا شك أننا لسنا في عصر التلفزيون على الإطلاق، ولكنه مازال جزء أساسي للإعلام في عصرنا الحالي، لا يشترط أن تفعل ذلك يومياً ولكن تعتبر البرامج والأفلام التسجيلية التي تعرض على القنوات الوثائقية من أكثر الأشياء الثرية التي ستقدم لك معرفة طائلة ونفس الأمر ينطبق على الراديو.

حضور العروض الفنية والثقافية

يؤثر فينا الفن بشكل غير مسبوق، تسحرنا الموسيقى العذبة، وتدغدغنا كلمات الشعر الصادقة، ويأخذنا الإبداع إلى جوانب غير مطروقة في حياتنا، لن تكون مبدعًا ومبتكرًا إلا إذا خالطت المبدعين لتأخذ من روحهم، لا أحد ينجح بدون جهد، حتى أمهر الفنانين قبل أن يبدعوا راجعوا أعمال من سبقوهم وتعلموا منها وفي النهاية أنتجوا مزيج من خبراتهم السابقة وذواتهم الشخصية. ستجد مئات الأفكار الجديدة في صحبة الفن والفنانين، فقط ابحث عنهم.