موقع الاوائل - أسباب تدفع طلبة للبحث عن حجج للتغيب عن المدرسة!

تظاهر حسن رفاعي طالب الصف السابع بالمرض يوميا كي يتجنب الذهاب إلى مدرسته، الأمر الذي جعل والديه يشكان بأمره.  وتسرد والدته كيف كان ولدا نشيطا في الصف السادس ولكن مع بداية العام الحالي بدأ بالتراجع والتحجج يوميا بمرض ما ليتغيب عن المدرسة، وتقول “بعد جهد جهيد اعترف لي طفلي أنه يتعرض لسوء المعاملة من قبل زملائه في المدرسة” الأمر الذي جعله يفضل الجلوس في البيت بدلا من الذهاب إلى المدرسة والتعرض للتنمر. والتعرض للتنمر هو سبب من عدة اسباب تدفع الطلبة للتغيب عن المدرسة، ويستغرب الأهالي من “نفور” أبنائهم المفاجئ أحيانا من هذا التغيب “المصطنع”، دون ابداء أي سبب واضح لذلك. ويستيقظ الطالب محمود علي في الصباح متجهما ومتأفئفا، ويحاول بشتى السبل إقناع والديه بعدم الذهاب إلى المدرسة، ويستغل أقل فرصة لأجل الغياب وعدم القيام بالواجبات المدرسية. وتستغرب أمه من هذا السلوك المستمر وتقول هو ليس صغيرا فهو طالب في الصف الثامن وعليه أن لا يتحلى بمثل هذه المشاعر حيال مدرسته التي اخترتها له بعناية”. وحاولت كثيرا معرفة السبب الحقيقي من كرهه للمدرسة، رغم أنها تضعه في مدرسة خاصة وبتكاليف عالية وذات صيت ممتاز بين المدارس من حيث جودة التعليم، إلا أنه لا يحب معلميه ولا زملاءه من الطلبة. وبعد أن سألت أكثر من مرة اكتشفت، أن جدية ابنها في الصف وعدم التفاته لدروسه واللهو الدائم في الصف، جعلت معلميه يوبخونه أكثر من مرة، وهو لم يتقبل طريقة معلميه، فأصبح يبحث عن حجج دائمة لكي يتغيب. ويجمع الخبراء على أهمية الدور الذي تلعبه المدرسة والهيئة التدريسية في “تحبيب” الطالب بمدرسته، لكن مواقف معينة تجعل الطلبة ينفرون منها. ولا يمكن حصر تلك الاسباب فقد تكون مشكلة بين طالب وزميله، أو بين مدرس وطالب، أو اخفاق في أحد المواد، أو أجواء سلبية معينة. فعون السيد طالب الصف السابع يشكو من ظلم مدرسيه، و”مغاوزتهم” مع بعض الطلبة، خصوصا معلم الرياضيات، ويقول “كنت أحب المادة وكنت مبدعا ولكن هذا المعلم جعلني أكره المادة بل والمدرسة بأكملها”. تشكو والدة حياة من اصرار ابنتها على التغيب عن مدرستها، وبحثها الدائم عن الحجج، وكلما تسألها تقول لها “لا أحب المدرسة، واشعر وكأنها سجن”. وتبين أن علاماتها غير مرضية في بعض المواد الدراسية، بعد أن كانت علاماتها في السابق جيدة جدا. لهذا السبب راجعت مدرستها، لتتفاجأ بأن موقفا حدث بين ابنتها وإحدى المعلمات لتأخرها عن الصف واهمالها للواجبات المدرسية، وغضبت منها المعلمة كثيرا، ووبختها وحولتها إلى الإدارة. مدرسة اللغة الانجليزية في إحدى المدارس نجلاء تذهب إلى ضرورة أن يلجأ المعلم إلى تحبيب الطالب في العلم وفي مدرسته، وأن ينتمي للمكان الذي يتلقى العلم منه، مبينة أن المعلمين بامكانهم أن يلاحظوا أي تغيرعلى طلبتهم وإصلاح الأمر إن كان هنالك أية مشكلة، وتعزيز جانب حب الطفل للمدرسة، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي تجعل الطفل “نافرا” من المدرسة وايجاد حلول لها. وتشير اختصاصية السلوك التربوي لدى الأطفال اماندا واتسون أن على الاباء معرفة السبب الحقيقي الذي يدفع الطالب إلى كره المدرسة، سواء كان يتعرض للتنمر أو تحصيله الدراسي ضعيف أو يكره معلما ما، على الاباء مصادقة ابنائهم والتعرف على السبب الحقيقي ومحاولة مساعدتهم في معالجة الأمر، ويجب على الاباء بدء الاسئلة بكيف وماذا بدلا من هل، لا يجب أن يجاوب الطفل بنعم أو لا على الاباء استدراجهم من خلال الاسئلة للبوح بما لديهم من مشكلات.  كما تنصح سمانثا الاباء مساعدة ابنائهم على ايجاد حلول بانفسهم، أي لا يجب على الاباء التدخل المباشر في تلك المشكلات بل يجب حثهم وتشجيعهم على ايجاد الحلول، ولا ضير من أن يتحدث الاباء إلى المدرسين لكي يحصلوا على تصور أوضح للمشاكل التي يعاني منها الطالب. وخصوصا اذا كانت المشكلة أكاديمية فكلما انتبه الاباء إلى المشكلة اسرع كلما كان حلها اسهل. وفي حال كان الطالب يعاني من سوء معاملة على الاباء الوقوف الى جانب ابنائهم وتشجيعهم على الرد المناسب ولا ضير من القيام بتمثيل للمواقف في البيت لكي يتعلم الطالب كيفية التصرف والرد. ويتحدث التربوي د. محمد أبو السعود عن كراهية الطالب لمدرسته، والتي تظهر من خلال بعض التصرفات، ككثرة الغياب، إذ يصبح هذا الغياب مشكلة، مبينا أن العملية التدريسية هي عملية تكميلية بين الطالب والمدرس وعلى كليهما أن يعرفا واجباتهما وحقوقهما تجاه الآخر. وهنا يكون دور الأهل مهم جدا، من خلال توجيه ابنائهم، بأن المدرسة لها جانب كبير في تكوين شخصيتهم، وصنع مستقبلهم، حتى وإن كان بشكل حازم لكن يصب في مصلحتهم.  وعلى المدرسين اعطاء الحق لكل طالب لكي يعطي ويبدي رأيه بأي موضوع، وتشجيعهم الدائم على التميز والابداع لتنمية قدراتهم، والاستماع لاقتراحاتهم، بما يحسن مهاراتهم.  ويذهب إلى أن للمعلم دورا كبيرا في حل مشكلة نفور الطالب من مدرسته وتقوية الروابط بينهما،  لكي يستطيع أن يتحدث الطالب بأريحية مع معلمه، إن شعر بأمر ما أزعجه. وتبين مديرة إحدى المدارس ختام المومني أن أهمية المدرسة ايجاد وسائل لتعالج فكرة “كره” الطالب لمدرسته، وايجاد حلول حتى لا يتفاقم الأمر. منها استقبال المدرس أفكار طلابه وأخذها بعين الاهتمام، فضلا عن التواصل الدائم مع الأهالي، والاستماع لجميع الملاحظات سواء من الطالب أو المعلم أو الأهالي، لايجاد الحلول السليمة والايجابية لكلا الأطراف، والتي تصب بمصلحة الطالب.

اوائل - توجيهي