كوثر صوالحة - بدأ تطبيق الاحكام العرفية في المنازل مع بداية العد العكسي لامتحانات الثانوية العامة التي تفصلنا عنها اقل من شهر باستعدادات قصوى في 128 الف منزل بدءا من اغلاق التلفزيونات والهواتف ووقف الزيارات العائلية والاعتذار عن الزيارات وتلبية الدعوات كون الامتحانات هذا العام متزامنة مع شهر رمضان المبارك.  توتر تعيشه العائلة في كل عام مرتين شتاء وصيفا وكان الامتحانات باتت حربا ضروسا تخوضها العائلة جميعها.  الامهات الاكثر تعبا وارهاقا وتوترا في البيوت فهي المسؤولة عن ادارة المنزل في هذه الفترة وهي المسؤولة عن اضفاء جو من الهدوء والسيطرة الكاملة على ساعات الدراسة والنوم، كل ذلك يضفي على المنزل جوا مشحونا على الاهل والطالب ينعكس في كثير من الاحيان سلبا او ايجابا.  مع استعدادات التوتر وبداية العد العكسي للامتحانات اعلن وزير التربية محمد ذنيبات استعداد الوزارة الكامل لاجراء امتحانات التوجيهي ودعا في اجتماع موسع في وزارة التربية الى ابراز التعليمات المتعلقة بالامتحان في أماكن تضمن إطلاع الطلبة عليها وتوعيتهم بالمحاذير والتجاوزات التي من شأنها تعريضهم لأي عقوبة خلال تقديم الامتحان، مشدداً على ضرورة الالتزام التام بتنفيذ إجراءات الامتحان والتعليمات المتعلقة به.  ام طارق تقول لا اعلم متى ينتهي هذا العذاب، لقد قدمنا التوجيهي ولم نكن نشعر بهذا التوتر وهذا الارهاق وهذا التعب مرتين في العام نعيش ذات الاجواء اشعر انني قدمت التوجيهي مع اولادي الخمسة واشعر انني ارهقت وحملت من الامراض والعصبية ما يكفي، ارهاق طوال العام وارهاق في الاستعداد للامتحانات وارهاق من القرارات المتعاقبة وعدم ايجاد الحلول المناسبة التي تمنح الطالب والعائلة الهدوء والاستقرار، في كل عام من التوجيهي ننتظر قرارات جديدة ، محملة المسؤولية للوزارة لانها هي من اضفت اجواء الخوف والتوتر على الطالب والاهل، ولم تعط فكرة  ان الامتحان سهل وعادي وطبيعي، اجواء الشحن الموجودة في المنازل بثها فينا تخبطات الوزارة بكل معانيها. الخبراء في الطب النفسي يحملون الاهل المسؤولية من خلال الضغوطات غير المبررة على الاسرة والطالب ودعم الخوف في النفوس واخضاع الطالب للمقارنات الخاطئة بين قدرات الابن وإخوانه وأقاربه وجيرانه مع تاكيدهم ان مجرد وضع الانسان في موقف للتقييم والمقارنة يرفع بشكل اوتوماتيكي القلق لديه وعدم الاقتناع بان قدرات الناس تختلف وقدرات الاخوة والاقارب تختلف وميولهم وشخصياتهم.  ويؤكد الخبراء ضرورة ابتعاد الاهل عن التوتر في المنزل لان التوتر النفسي له اعراض جانبية تؤثر على اداء الجسم مثل سرعة دقات القلب، وجفاف الحلق، والتوتر والنرفزة وتصبب العرق، ورعشة اليدين، وضعف التركيز.  ويشير الاخصائيون الى ان الشخصية القلقة بطبيعتها اكثر عرضة لقلق الامتحان من غيرها لأنها تحمل سمة القلق اساسا ومع الامتحانات يزداد القلق اضعافا مضاعفة مضافا الى ذلك الصورة المرسومة للامتحان وقد تكون خاطئة طريقة الامتحانات وإجراءاتها ونظمها.. وربطها بأساليب تبعث على الرهبة والخوف..  الاخصائيون يحملون الاهل المسؤولية في القلق ويبررون للطلاب قلقهم بسبب الانشغال العقلي بالقادم واسئلة الامتحانات وارتباطها بالمنهاج من عدمه والنتائج والعلامات واحيانا الاهل يزيدون من الضغط باساليبهم واضفاء نوع من الرعب على المنزل وهذا ما يخلق التوتر للطالب والعائلة في المنزل تتحمل العائلة عبئ التوتر الحاصل والعائلة هي التي تقوم على تعزيز الخوف من الامتحانات وفق أساليب التنشئة التقليدية التي تستخدم العقاب مما يؤدي إلى خوف الطالب من النتائج السيئة.  ويرجع الاخصائيون القلق لدى الطالب بسبب أهمية التفوق الدراسي لدى البعض ، مضافا الى ذلك ضغط اسري على الطالب لتحقيقة ذلك ناهيك عن ما يبثه السلك التعليمي من رعب في نفوس الطلبة من الامتحانات .  ولو عدنا للاهل لوجدنا سها بغدادي تتوافق مع من سبقها وتقول وضعت قواعد صارمة في المنزل واوقفنا الزيارات منذ فترة وستبقى موقوفة طيلة الامتحانات وغيرنا بعض القواعد امعمول بها لدينا كعائلة في رمضان وحتى انتهاء فترة التوجيهي. وتضيف، نعيش اياما عصيبة في فترة الامتحانات صيفا وشتاء ،ولو كان الامتحان دورة واحدة في العام افضل للطالب وافضل للاهل اما ان نعيشه مرتين في العام امر صعب ، وتقول الاهل والطالب غير مسؤولين عن التوتر، الوزارة والقرارات والتخبط كل ذلك ساهم في هذا التوتر وهو ياتي من خارج البيت وليس العكس.  في كل عام يعود الحديث عن امتحانات التوجيهي بذات الصيغة: قلق وتوتر وخوف من القادم ورفع حالة التاهب في المنازل والمعاقبة على الصوت العالي والموسيقى والتلفزيون وهو موضوع تتجاذب به الاطراف وهي كثيرة ومتعددة : الامتحان والوزارة والاهل والطالب والبيئة المحيطة، فمتى نصل الى ان يعود الامتحان وقد خلا التوتر من المنازل والنفوس - الدستور.

اوائل - توجيهي .