أثارت القرارات الجديدة لوزارة التربية والتعليم في الآونة الاخيرة تفاوتاً في آراء طلبة الثانوية العامة وأولياء أمورهم وخبراء تربويين، والمتعلقة بإعادة تقييم النجاح والرسوب لشهادات وكشوفات الثانوية العامة، وبإعادة النظر بامتحان شهادة "التوجيهي" بكافة جوانبه، من حيث المضمون وشكل الامتحان وطبيعة أسئلته وطريقة احتساب نتائجه.
وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، قال في تصريحات إعلامية أمس الأحد، إن الوزارة ستعمل في العام الدراسي المقبل اعتماد المجموع العام لطالب الثانوية العامة والمواد التي يتفوق فيها الطالب مع حذف كلمة راسب أو ناجح من كشف الثانوية العامة.  وأضاف الرزاز أن الوزارة ستبدأ العام العام الدراسي القادم، باحتساب مجموع علامات الطالب على أساس 1400، ومنه سيتم تحديد تخصص لكل فئة من المتقدمين للامتحان، موضحا أن من يحصل على 1300 فأكثر يحق له التقدم لتخصص الطب، ومن يحصل على 1100 فأكثر يحق له التقدم لتخصص الهندسة، ومن يحصل على 800 يحق له التقدم للتخصصات الإنسانية ثم التخصصات المهنية وهكذا.  وأوضح أن الجديد الذي سيطرأ على امتحان "التوجيهي"، يتمثل بأن مجموع العلامات سيصبح من 1400 علامة، ليُحدد بعدها تخصص لك، وعلى سبيل المثال، إن تخصص الهندسة الآن لا يمكن قبول أي طالب فيه من لم يحقق معدل الـ 85%، وعليه فإن المعيار الحقيقي لنجاح هذا الطالب 85 وليس 50، وعليه فإن معدل 85 يعني الحصول على 1150 علامة من أصل 1400.  وأكد الرزاز أن القرار الجديد سيعمل على إعادة النظر في أسس القبول الجامعي، حيث سيتم تحديد مجموع العلامات لكل تخصص، ويتم إعطاء كل مادة وزنا خاصا بالعلامة في ذلك التخصص، بحيث يصبح التركيز على علامات المباحث ذات العلاقة المباشرة بالتخصص الذي يريد دراسته الطالب في الجامعات، فمثلا في تخصص الطب سيتم التركيز على الأحياء والكيمياء كمواد أساسية في التخصص، أما الهندسة فيتم التركيز على الرياضيات والفيزياء، والمواد الأدبية ستركز على الحقوق وهكذا، وفق كل اختصاص.  ونوه إلى أن الوزارة لم تتخذ قرارا نهائيا متعلقا باحتساب مجموع علامات الطالب في الامتحان وربطه بالتخصص الذي سيدرسه في الجامعة، وانه سيخضع خلال الايام القادمة الى التشاركية في الآراء من قبل اللجان التربوية في مجلسي النواب والاعيان ومجلس التعليم العالي ونقابة المعلمين والخبراء التربويين، وكل جهة تربوية تُعنى في هذا الشأن، ليكون القرار في محصتله عائداً بالتغذية الراجعة التي تصب في مصلحة الطالب أولاً وأخيراً، لافتاً إلى انه سيتم خلال الاسابيع القادمة الاعلان عنه وعن كافة تفاصيله، لكي يكون معلوماً وموضحاً لكافة طلبة الثانوية العامة واولياء امورهم، مؤكداً ان القرار سيكون له نقلة نوعية في الأردن، حيث سيميز الطلبة من خلال مجموع علامات المواد التي يبدع بها وليس المعدل العام.  وأشار إلى أن ضبط امتحان الثانوية العامة سيبقى مستمراً ولن يتم التهاون في ضبطه، وذلك بعد أن بذلت جهود كبيرة لعملية الضبط خلال السنوات الثلاث الماضية، مع الاستمرارية المستمرة في تطويره والعمل على انشاء قفزة نوعية ومميزة في كافة جوانبه، وخاصة أن الكثير من الطلبة بدأوا بالتوجه للخارج لدراسة الثانوية العامة بعد ان انتهت كافة الفرص المستحقة لهم، وان رؤى الوزارة واهدافها المستقبلية ستتماشى مع التوجهات الملكية كما أرادها الملك عبدالله الثاني في ورقته النقاشية السابعة.  من جهته، بين الخبير التربوي الدكتور ياسر السالم، ان القرار الجديد للوزارة سيسهم في تخفيف حدة التوتر والضغط النفسي الذي تشهده اجواء العائلة الاردنية وعلى مدار عام كامل عند وجود احدهم مشتركا بامتحان الثانوية العامة، وانه لابد من خوض التجربة الجديدة لنظام التوجيهي وتقييمه، لما في ذلك من تخفيف للضغط على المعلم والطالب على حد سواء.  وأردف الدكتور سالم، أن النظام الجديد للوزارة معمول به في مختلف الدول الاوروبية، وأن اعتماد مبدأ "ناجح/ راسب" في "التوجيهي" دون النظر إلى المجموع العام لعلامات الطالب وميوله واتجاهاته التعليمية، مشدداً على ضرورة اختيار الطالب للتخصص الذي يرغب بدراسته، وانه من المؤكد ان الوزارة ومن خلال قراراتها الجديدة الاخيرة ستصب في مصلحة الطالب، وسيعمل على منح الطالب اختيار التخصص الذي يرغب بدراسته في الجامعة، مدللاً ان طالب "التوجيهي" في التخصص العلمي كان يضطر سابقاً لدراسة تخصص ادبي في الجامعة كونه لم يحصل على مجموع يؤهله لدراسة الهندسة مثلا.  ولفت سالم الى أن التعديلات الجديدة ستعمل على تجاوز العديد من الطلبة في المرحلة الثانوية لمختلف العوامل النفسية مثل؛ الرهبة والخوف والقلق والاكتئاب، حيث كانت تلازمهم لسنوات طويلة، والتي كانت تؤثر على تحصيلهم العلمي بشكل أو بآخر. 
أوائل - توجيهي أردني