قال وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور فايز السعودي "إن مهنة التعليم مهمة جداً ، ويفترض فيها أن تكون جاذبة ، غير أن الواقع يتحدث عن أنها مهنة طاردة" ، وأكد على أهمية الإنفاق على التعليم ، لما له من عوائد إيجابية على بقية القطاعات واعتبر السعوي خلال استضافته في برنامج إضاءات تربوية الذي يبث على قناة اليرموك الثلاثاء 27/1/2016 "أن قضية الإنفاق على التعليم هي قضية مهمة جداً ، وهي التي رفعت أسهم سنغافورة عاليا في مؤشر دافوس العالمي ، حيث تنفق سنغافوة سنويا على الطالب 10 آلاف دولار ، بينما تنفق الأردن حوالي 1000 دولار" ، مشيرا إلى "أن الاستثمار في التعليم هو الأولى ، لما لعائداته من مضاعفات إيجابية على باقي القطاعات".

وأشار السعودي إلى المبادرات السامية والأفكار النيرة التي يطلقها جلالة الملك والملكة في مجال تطوير التعليم والرقي به، غير أن هذه الأفكار لا يتم ترجمتها على أرض الواقع من قبل الحكومات المتعاقبة .

ولفت السعودي إلى أن هناك خلل حقيقي ينتاب المنظومة القيمية لدى المواطنين، وهو الخلل الذي قد ينشأ مع الطفل منذ ارتياده المدرسة ، بسبب تخلي الحكومات عن دورها في حراسة التعليم ، مشيرا بذلك لما قاله دولة الدكتور عبدالله النسور "قد سهونا عن التعليم مدة 30 سنة".

وذكر السعودي أن التعليم في السابق كان متميزاً، لأن المعلم كانت له مكانة اجتماعية مرموقة، وكان راتبه يكفيه، وكانت المعرفة التي يقدمها للطلبة غنية، وهذا ما لا يتطابق مع الواقع اليوم، على حد تعبير السعودي.

في سياق آخر اعتبر السعودي أن معلم اليوم يعاني من قصور حقيقي في مجال التدريب، في ظل غياب المعاهد المتخصصة في التدريب، وتقصير الجامعات في إعداد وتأهيل المعلم بالشكل الذي يجعل منه معلماً حقيقياً، وقبولها لمعدلات متدنية في الثانوية العامة لارتياد التخصصات التربوية.  

وارتأى السعودي أن الحلول تبدأ من زيادة راتب المعلم حتى يصبح التعليم في الأردن مهنة جاذبة، تضع حداً لهجرة الكفاءات وذوي الخبرة للعمل في الخارج، والبدء فعليا بتطوير محتوى البرامج الدراسية التربوية في الجامعات.