ايمن عبدالحفيظ  - المقبولون مجددا في الجامعات الرسمية غصة في حلق المتفوقين والذين لم ينالوا فرصهم في إكمال مشوارهم التعليمي الجامعي لظروف قاهرة  اهمها مادية.. هي قصة لفتاة سردت قصتها المؤلمة وهي تذرف الدموع على استحياء، وكانت برفقة مثيلات لها من الفتيات الاخريات ممن شابهنها في وضعها. الفتاة انتفضت في حركة هستيرية وقالت طالبة متفوقة انا وعلاماتي بالشهادة الثانوية تبين ذلك وبدأت ترسم احلامها «غير الواقعية» كل ليلة تخلد فيها الى فراشها على امل ان تصحو وقد وضعت قدمها على اول السلم الذي يوصلها الى حياة عملية طالما حلمت بها.   وبصوت خافت يعكس مدى الالم والمرارة التي تجرعتها بسبب ضيق ذات اليد بالنسبة الى والدها قالت «قدمت طلبات الى الجامعات الرسمية لكن وبسبب ارتفاع معدلات قبول التخصصات لإرتفاع علامات الناجحين  في شهادة الثانوية العامة في العام الذي تخرجت منه لاسباب منها فساد المراقبة في قاعات الامتحانات وتسريب اسئلة المادة المراد الفحص بها وغير ذلك.. ما الزمها الجلوس في منزل ذويها انتظارا لعريس يدق بابه طلبا لها، كما قالت».  وهنا سألتها عن السبب في طرح الامر الان فأكدت ان الدنيا اسودت في نظرها آن ذاك ، بالاضافة الى انها لا تعرف من يوصل صوتها الى الاخرين، لكن املها بالله وثقتها بمجتمعها لم يقتل حلمها بإكمال مشوارها التعليمي الجامعي حتى يتسنى لها خدمة مجتمعها على اكمل وجه. فتاة اخرى تدخلت في الحوار واكدت ان ظلم سياسات القبول حتم على والدها تسجيلها ببرنامج الموازي في الجامعات والذي يجبره على دفع اضعاف المبلغ اللازم لاكمال متطلبات شهادة البكالوريس الجامعية والسبب ان والدها وبالرغم من وضعة المادي المتردي لم يستحمل دموع فلذة كبده المتفوقة وايضا رغبته بأن تتمكن ابنته من إنتشال اسرته من براثن فقرها وحاجتها المستمرة. المضحك المبكي ان الفتاة كما قالت سجلت في الفصل الاول بداية عامها الدراسي بعد ان استدان الاب كامل المبلغ حتى يحقق رغبته الا انها اضطرت في الفصل الثاني الى عدم اكمال دراستها بسبب نقص المبلغ الواجب تسديده الى الجامعة.. بالرغم من ان والدها طرق مختلف الابواب حتى يتسنى له اقتراض كامل المبلغ لكن لم يتمكن من تحقيق نصفه.. وايضا لجأت هي الى صناديق إقراض الطالب في الجامعة لكنه رفض استقبال معاملتها اساسا بسبب انها سجلت ببرنامج الموازي والذي يعني ان اهلها قادرون ماديا على تسديد نفقات دراستها. وفي لحظة صمت  قالت فتاة ثالثة تواجدت معهن في ذات المكان ان ظلم سياسات القبول ادى الى افراغ المجتمع من كفاءات هو في امس الحاجة لها، ثم شردت في افكارها في لحظة صمت مرعبة، وقالت «هذا ظلم والله ظلم ان اخسر مقعدي الجامعي لأن والدي لايستطيع اكمال تعليمي بالرغم من اني متفوقة». اخرى اكدت ان الفتاة في مثل حالتهن إما ان تنتظر زوجا يطرق بابها او تنخرط في العمل وبمهن غير ماهرة في حال ان تمكنت من الحصول عليها او قد تجد البعض منهن إجبرن على الانحراف  في سلوكياتهن وبذلك يكون المجتمع والذي لم يعطهن فرصتهن في التعلم قد ظلمهن بسبب ضيق ذات اليد ونظرته المتشائمة لتعليم المرأة وتفضيله الذكور عنهن بالرغم من انهن اثبتن جدارتهن في العمل بمختلف انواعه. فيض من غيظ بثته فتيات اوجعهن وضعهن المادي وعمل على قتل احلامهن الوردية والتي قد يكتب لهن ان يفدن  مجتمعهن في حال استكملن سلم تعليمهن الجامعي. - الدستور .

أوائل - توجيهي أردني .