بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: (يا أيها الذي آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التوبة، 119.

إيمانا منا بدور نقابة المعلمين الأردنيين الوطني والتربوي والأخلاقي تجاه أبنائنا الطلبة وأجيال الأمة الناشئة والمناهج التي يقع واجب تنفيذها على المعلم الذي تمثله النقابة وتدافع عن حقوقه، فكان لنا كلمة وموقف منذ أن سمعنا عما يسمى بالتعديلات على المناهج الوطنية الأردنية؛ حيث أن وزارة التربية والتعليم ممثلة بمعالي الوزير صاحب الحول والطول فيها واليد العليا والذي لا تغيب عنه شاردة ولا واردة فيها ولا يجري قلم أو كتاب إلا بعلمه وأمره، فإننا وصلنا إلى المطالبة بإقالته بناء على ما يلي:

1 - ابتداع قانون وزارة التربية المعدل لعام 2016 والذي تغول فيه على المعلم والطالب وولي الأمر بإبعاد عشرات الألوف من المعلمين بتعريفه الجديد وسلخهم من نقابتهم ومن مسمى مهنة التعليم ليتم حرمانهم من علاوة التعليم.

2 - السياسة الممنهجة في إضعاف نقابة المعلمين من خلال التقليل من شأنها أمام المعلمين والمجتمع أو التهويل من دورها وتسويد صورتها من جهة أخرى أمام المسؤولين في دوائر القرار السياسي والتشريعي أو من خلال حجز أموالها وتفويت حقوقها المكتسبة منذ تأسيسها.

3 - الإنقضاض وبدون رحمة متدرعا بالقانون والنظام على تربويين أفنوا عمرهم في التعليم بالتقاعد والاستيداع بأسلوب مجحف انتقامي مضر وبدون أسس أخلاقية ومحاربتهم بأرزاقهم وكسر شوكتهم، وبالتالي بث الرعب والارهاب في نفوس الآخرين من المعلمين وفقدانهم للأمن الوظيفي.

4 - التنصل من الاتفاقات السابقة مع النقابة والمتمثلة باستحقاقات حصل عليها المعلمون عبر لجان وساطة من أعضاء مجلس النواب وغيرهم أنهت اعتصامهم السابق وبالتالي تفويت حقوق مالية ووظيفية مثبتة مستحقة للمعلم.

5 - قرار دمج المدارس والذي أفضى إلى ترحيل وتهجير أبناء الأردنيين في الأرياف والقرى والبوادي تحت مسوغ التوفير على الوزارة، وتحميل أولياء أمورهم أعباء مادية ونفسية واجتماعية كبيرة أو دفع هؤلاء الطلبة لترك مدارسهم إلى مواطن الجريمة والعبث والمخدرات، وكل ذلك تحت مبررات الوفر المالي الموهوم ، وكأن الطالب الطالب الأردني هو المسؤول عن المديونية الأردنية والفساد ونهب ثروات الأردنيين.

6 - قذف مئات الآلاف من طلاب الثانوية العامة الى البؤر الموبوءة من الشوارع أو الإرتماء في سوق العمل الصهيوني كعمالة رخيصة في بناء المستوطنات اليهودية على الأرض المقدسة هناك، ويتعمد إفشال الطلاب بصواعق امتحانات معقدة لا تبقي ولا تذر طامح للنجاح.

7 - توزيعات ما بعد العاشر (المهني التطبيقي) الذي كان بقرارت ارتجالية وغير مدروسة ولا مخطط لها، وإنما بأسلوب الفزعة والإستئثار بالرأي دون إيجاد تلك المدارس ذات الامكانات المهنية لاستيعاب هؤلاء الطلاب ودون توفير الامكانات المادية واللوجستية في مراكز التدريب المهني المخصصة لذلك.

8 - اختلاق قضية الأنصبة وتعمد إنهاك المعلم وتحميله فوق ما يطيق من برنامج حصص وواجبات وأعمال لا حصر لها وكأن بالأمر استهداف للمعلم وسحقه نفسيا وجسديا علاوة على الناحية المادية، ومحاولات إلحاق الهزيمة به من كل النواحي في وقت تسعى الأمم المتحضرة إلى الرقي بالمعلم والرفع من سويته وبناء الثقة به وبعمله وعلمه ومهنته ورسالته، فكأنه يعاقب على ما لم يفعله ، فليس هناك إلا رائحة مؤامرة ممنهجة على المعلم تصاعدت بحقه في السنوات الأخيرة بشكل كبير.

9 - السلبية بل والعدائية غير المسبوقة مع مجالس النقابة من شخص الوزير والتعامل بريبة وشك واستعلاء مع ممثلي المعلمين، بالرغم من اتباع كافة الأساليب لإقناع الوزير بضرورة التشاركية وآصرة العلاقة الممتدة بين المعلمين والوزارة وحتميتها، إلا أنه كان يتفنن في قتل أي شكل من أشكال العلاقة المتبادلة على أساس المصلحة العليا والملحة في إنصاف المعلم ونقابته وتمكينهم من حقوقهم المشروعة.

10 - إطلاق يد بعض مديري التربية في ممارسات تعسفية بحق معلمين ومعلمات وصل إلى حد الإهانة والاضطهاد، من خلال النقل التعسفي المشوب بالمزاجية وتصفية الحسابات وتسديد الفواتير تحت ما يسمى (تذويب الزوائد).

11 - محاولات القمع المتكررة لأصحاب الكلمة الحرة، ومعاقبتهم إما بالنقل أو العزل أو الإحالة على التقاعد والاستيداع وتكميم الأفواه والتصدي لكل من يخالفه الرأي أو معارض له في سياسته، معتدٍ برأيه واجتهاده وقراراته بنرجسية خارقة للاستيعاب متجاوزة كل حدود الإدراك.

12 - وأخيرا.. جاءت قاصمة الظهر، فاضحة الصدر، مقشقشة التوالي، كالحة الوجه، ألا وهي (كارثة المناهج) ، فلم يكتف وزير التربية بما هدم وحطم حتى تجرأ وفريقه على أن تمتد أياديهم لتعبث بمناهجنا الوطنية، وبصورة مكشوفة فجّة ساحلة، لا تنطلي على ذي لب، ولا تخفى على عاقل، فيتم إيقاع تشوهات متعمدة وحذف نصوص قرآنية وأحاديث نبوية بأكثر من إثنين وعشرين موضعا ونزع الأسماء والرموز والمصطلحات والإشارات ذات الدلالات الدينية والموروث الثقافي والوطني واستبدالها بما هو تغريبي مميع فارغ، ولكل ما يربط النشء بأمته وعروبته وقضيته الأولى (فلسطين) بلغة تطبيعية إذعانية متصهينة، مخالفين بذلك دستور الدولة بأن دينها الإسلام، وأن شرعية النظام القائم في المملكة الأردنية الهاشمية مستمدة من الشرعية الدينية (الاسلام) ومن نبينا العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم.

بالإضافة الى أن من الأسس الفكرية لفلسفة التربية والتعليم وأهدافها في الأردن، الإيمان بالله والمثل العليا للأمة العربية والعلاقة العضوية بين العروبة والإسلام؛ كما أن من الأسس الوطنية والقومية، التمسك بعروبة فلسطين وإنها قضية مصيرية للشعب الأردني و(العدوان الصهيوني على فلسطين) تحدي عسكري وسياسي وحضاري للأمة عامة وللأردن خاصة ، فكيف بكم إذ حذفتم مصطلح "مجازر الاحتلال الصهيوني" واستبدلتموه بـ "الممارسات الإسرائيلية"؟؟!! وحذف الأسئلة التي تتحدث عن القضية الفلسطينية ودور الأردن في دعم هذه القضية في منهاج اللغة العربية/ الصف السادس.

ما الذي يضركم في سؤال: عدد أركان الاسلام الخمسة؟ أو حذف الآية الكريمة من منهاج الصف الخامس اللغة العربية، قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً) أو آية (وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي) وغيرها.

إنها التبعية بكامل صورتها المهينة والإذعان لإملاءات سياسية تحط برحلها على جيل أردني عربي مسلم تهدده الأخطار من كل جانب ليفقد قوته الذاتية والمادة التي تجعل روحه وثّابة لمستقبل مشرق، لا ذنب له إلا أن تسلّم زمام أمره من انحنى وخضع لغير الله.

وبناء على كل ما سبق فإننا في نقابة المعلمين الأردنيين توصلنا إلى قناعة تامة بأن وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات وكل القائمين على المناهج الوطنية غير أمناء على أبنائنا الطلبة وفكرهم وثقافتهم ومصادر تعلمهم، والمساس بثابت من ثوابتنا الدينية والوطنية والقومية، وأنه قد أضر بتماسك المجتمع الأردني كما في الأسس الاجتماعية لفلسفة التربية وأهدافها، وبالانتقاص من مكانة المعلم العلمية والاجتماعية في إجراءاته المتلاحقة مخالفا بذلك المادة (5) فقرة (ي) من مبادئ السياسة  التربوية، كما وأنهم بإيقاع هذه التغييرات على المناهج الوطنية الأردنية قد أفقدوا المعلم وهو منفذ لهذا المنهاج، أفقدوه الثقة بالمنهاج الأردني وكذلك الطالب وولي الأمر، مما قد يضطره التوجه إلى مصادر معلومة أخرى غير موثوقة ولا موثقة، فيتيه في خضم الأفكار الشاذة، وتخطفه عواصف ورياح التطرف والانحراف. فعليه نعلن ما يأتي:

1. رفضنا التام لما يسمى بتعديلات المنهاج الجديدة والماسة بثوابتنا والعودة إلى المنهاج السابق.

2. إقالة الوزير وكل من تسبب بهذا العبث أو امتدت يده لمناهجنا الوطنية، ومحاسبتهم على ذلك.

3. إيجاد الضمانات بعدم العودة مستقبلا لمثل هكذا أفعال.

4.سيتم دعوة ادارات الفروع لاجتماع بغرض وضع الخطط والاجراءات للمرحلة القادمة. 

عاش الأردن حرا أبيا وعاشت أمتنا العربية والإسلامية.

أوائل - توجيهي أردني