عمون - أعلن المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية اليوم نتائج مستوى أداء طلبة الأردن في الدراسة الدولية للرياضيات والعلوم الذي أجري مطلع عام 2015، بحضور نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات ورئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبدالله العبابنة وممثلي عدد من وسائل الإعلام.

وأكد الدكتور الذنيبات ان نتائج اختبار التيمز TIMSS تعتبر مؤشر مهم لعملية التعليم وتطويرها، وهي في غاية الأهمية لشرح كيف سيتم الاستفادة منها في تطوير منظومة التعليم والتنبه إلى جوانب الضعف.

وأشار إلى أن مشاركة الأردن في هذه الاختبارات بدأت قبل عدة أعوام، وهي مستمرة، تشارك بها الوزارة بشكل اختياري لأنها توفر أداة فعالة لقياس مستوى أداء الطلبة ومدى تحقيق الأهداف المنشودة، والحصول على مؤشرات وبيانات مهمة.

واظهرت النتائج تراجع مستوى الأردن في اختبار الرياضيات للصف الثامن في التيمز 20 نقطة من 2011 إلى 2015 ، حيث جاءت نتيجة الطلبة في اختبار الرياضيات لعام 2015 (386). كما تراجع مستوى الأردن في امتحان العلوم للصف الثامن في التيمز 23 نقطة من 2011 إلى 2015. وكانت العلامة الإجمالية لطلبة الصف الثامن في العلوم 426.

وبينت المؤشرات ان نتائج طلبة المدارس الحكومية كانت الأقل تأثراً في الرقم المطلق لأداء الطلبة مقارنة بمستوى اقرانهم في المؤسسات التعليمية المختلفة، وهذا يؤكد ضرورة الاستمرار وبقوة في تطوير العملية التعليمية، والتركيز على تطوير المناهج العلمية خاصة الرياضيات والعلوم لتمكين الطلبة من مهارات أساسية للمنافسة في أسواق العمل العالمية.

واشار الدكتور الذنيبات أهمية الاستمرار في دعم المعلمين وتوفير جميع أسباب النجاح لهم، كالتدريب وتحسين البنية التحتية للمدارس لتمكينهم من القيام بمهامهم بكفاءة، مؤكداً أنه أمام الوزارة الكثير من العمل للاستمرار في تطوير العملية التعليمية، باعتبار ان ذلك جهدا وطنيا تكامليا يتطلب تكاتف جميع الجهود.

وأضاف أن الوزارة كانت وستبقى منفتحة على جميع الأطراف والجهات للعمل معاً لتطوير العملية التعليمية من أجل مستقبل أبنائنا، فهم رأسمالنا الوطني.

وأوضح أن نتائج اختبار التيمز تشير إلى نقاط ضعف واضحة، لكن تجارب الدول التي كان لديها مثل هذه النتائج وتمكنت من تجاوزها وتحقيق تقدم، تثبت إمكانية إحداث التغيير الإيجابي، وتحويل التحدي إلى فرصة، إذا ما تم جعل التعليم أولوية وطنية وتم العمل ضمن الخطط الاستراتيجية وبروح الفريق الواحد لتطوير الأنظمة التعليمية بشكل شامل، وتمكين المعلمين وتدريبهم، وتطوير المناهج، وتوفير التعليم النوعي المبكر.

ولفت إلى أن التعليم قضية وطنية ومسؤولية مجتمعية مشتركة، مشيراً إلى انه لدينا القدرة للاعتراف بالمشكلة وأسبابها والقدرة على مواجهتها والتعامل معها.

ولابد من التأكيد على أن هذه الاختبارات تقيس المهارات التي يحتاجها الطلبة لمواجهة تحديات الحياة اليومية ، مشيراً إلى أن التراجع في النتائج بدء منذ عام 2003 ولا زال مستمراً ، مبيناً أن نتائج الامتحانات التي اعلنت اليوم تقيس الفترة ما بين الأعوام 2011 إلى 2015 .

وأكد أننا نبهنا مراراً إلى جملة من التحديات التي واجهت مسيرة التعليم في الأردن وكانت سببا في تراجعه حيث تراكمت اثار هذه التحديات لتظهر نتائجها السلبية في مؤشرات أداء الطلبة في هذه الدراسة ، مشيراً إلى أن نتائج الدراسة المسحية الوطنية التي أجرتها الوزارة للصفوف الثلاثة الأولى في عام 2014 أظهرت أن هناك 130 ألف طالب لا يجيدون مهارات القراءة والكتابة والحساب وأن جزءاً منهم قد شارك في هذه الاختبارات مما انعكس سلباً على النتائج ، إضافة إلى أن غيرهم من الطلبة في المراحل المختلفة اكتشف اثناء امتحانات الثانوية العامة والتحصيلية للصفوف الأخرى التي اجريت في العامين الماضيين بأنهم لا يجيدون مهارات القراءة والكتابة والحساب وهذه السلبيات تراكمت لسنوات طويلة ولم يتم معالجتها خلال تلك الفترة ، متسائلاً كيف نتوقع تحسنا في النتائج في ظل هذه المعطيات المتراكمة لسنوات طويلة .

وأكد الدكتور الذنيبات أن الوزارة ستضع الخطط الكفيلة بتحقيق التحسن المطلوب في هذه الامتحانات الدولية وذلك من خلال خطط سريعة ومتوسطة وبعيدة الأجل بحيث تتضمن الخطط السريعة مأسسة عملية الاستعداد للاختبارات الدولية واستحداث قسم خاص للتدريب على الامتحانات الدولية وإضافة انماط مثل هذه الأسئلة في الكتب المدرسية ، والمضي في تنفيذ ما جاء في خطة التطوير التربوي التي اقرت عام 2015 ، والمساءلة للمدارس ذات الأداء المتدني والحوافز للمدارس الجيدة، وكذلك للمعلم والطالب .

كما أشار إلى أن الخطة متوسطة المدى تتضمن الاهتمام بالتعليم ما قبل المدرسة، والاهتمام بالمرحلة الأساسية الأولى ( 1- 4 ) وإعادة النظر في القضايا الهيكلية لإدارة التعليم في المؤسسات التعليمية، واستقطاب المعلمين المتميزين وفق التنافس والحوافز.

وبين أن الخطة في المدى بعيد الأجل سوف تعزز من جعل المعلم محورا لأي خطة تطوير مستقبلية، كما ستعمل على تحسين بيئة التعلم التكنولوجية والبنية التحتية والمناهج.

وأشار إلى أن النتائج يجب أن تشكل حافزاً لنا للتطوير، مؤكداً أن العملية التعليمية لا تقاس نتائجها خلال سنة أو سنتين وإنما بناء تراكمي يحتاج لعدد من السنوات أملاً ان تتحسن نتائجنا في الدورات القادمة، معربا عن أمله في قراءة هذه النتائج مع نتائج اختبارات النافكي الوطنية والتي اظهرت تحسناً واضحاً في أداء المدارس الحكومية مقارنة بالسنوات الماضية.

من جانبه أشار رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبدالله العبابنة أن الأردن من أوائل الدول العربية التي تشارك في الاختبارين الدوليين البيزا والتيمز ويتولى المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية عملية الإشراف وإدارة هذين الاختبارين بالتنسيق والتعاون مع وزارة التربية والتعليم ، مشيراً إلى أن عدد الدول التي تقدمت للاختبار لهذه الدراسة بلغ 39 دولة من ضمنها 10 دول عربية احتلت الأردن المرتبة الخامسة بينها فيما تحسنت مرتبة الأردن بين الدول المشاركة في هذا الاختبار .

ويشار إلى أن امتحان التيمز هو اختبار عالمي يُجرى تحت إشراف الهيئة الدولية لتقييم التحصيل التربوي، ويركز على قياس قدرة طلاب الصفين الرابع والثامن على التحليل والتفسير وحل المشاكل وتمكنهم من 'العناصر المشتركة' في مبحثي العلوم والرياضيات حول العالم، مثل استخدام الكسور والكسور العشرية وتحديد دورة حياة النباتات، وحل مشاكل الجبر، وفهم التفاعلات الكيميائية.