عمان- فيما تدرس وزارة التربية والتعليم؛ التوجه نحو نظام جديد في احتساب علامات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)، فإن خبراء تربويون اكدوا ان النظام الجديد لا يتعارض من حيث المبدأ مع نظام الدرجات المعمول به حاليا. وبحسب الخبراء في احاديثهم الخاصة لـ"الغد" أمس، فإن محور الاحتساب في الحصول على مقعد جامعي في كلا النظامين، يتم عبر وحدة القبول الموحد، إذ أن التوجه الجديد الذي يتوقع بدء تطبيقة اعتبارا من العام الدراسي المقبل، يعتمد حسابا لدرجات الطلبة من 1400 نقطة وإسقاط وصفي ناجح او راسب لنيل شهادة "التوجيهي"، باعتماد تراكم النقاط لا الاوصاف لمن حصلوا على هذه النقاط. ولفتو الى أن النظام الجديد، مرن، ويحتاج لاحقا لدراسة التعامل مع مرحلة الثانوية العامة ضمن فصولها الدراسية الاربعة، وليس الامتحان لدورة واحدة. وفي هذا الصدد، قال وزير التربية والتعليم الأسبق وليد المعاني ان "التوجه الوزارة الجديد لا يختلف عما هو المعمول به حاليا فستبقى وحدة القبول الموحد تنفذ أسس القبول الصادرة عن مجلس التعليم العالي. وأضاف المعاني أن التوجه الجديد، ألغى تصنيف الطلبة في النجاح والرسوب، مؤكدا وجود حدود دنيا وعليا لكل مبحث من مباحث الثانوية العامة، وان العلامة النهائية للطالب الناتجة عن احتساب مجموع علاماته في الامتحان من أصل 1400، ستخلو من ذكر كلمتي النجاح والرسوب، وستعتمد فقط على العلامة التي نالها الطالب. واشار الى انه عمل على هذا التوجه خلال توليه منصب وزير التربية العام 2009، إذ كان هذا المقترح يؤكد ان الثانوية العامة امتحان لقياس تحصيل الطالب، يجري في نهاية المدة المقررة للدراسة ضمن التعليم العام. وبين المعاني ان ذلك يقيس تحصيل الطالب الذي يمتحن في 10 مواد، ضمن مجموعتين الأولى: المواد الأساسية، وهي أربع مواد إجبارية يدرسها الطلبة دون استثناء وهي: اللغتان العربية والإنجليزية والتربيتان الدينية والوطنية. الثانية: المواد التخصصية، وهي مجموعة اختيارية يختارها الطالب من بين مجموعات، تحتوي كل منها على ست مواد ذات ارتباط بحقل معرفي معين. وكمثال على الحقول، بين انه يمكن أن يكون هناك حقل للمجال الحيوي والطبي وما شابهه، وفيه ست مواد، وحقل للمجال الإنساني والاجتماعي وما شابهه، وفيه ست مواد، وحقل للمجال الهندسي والحاسوبي وما شابهه، وفيه ست مواد وغيرها، وتحدد هذه الحقول لجنة مشتركة من مجلسي التربية والتعليم والتعليم العالي. وأوضح المعاني، انه بهذا المقترح لا يجوز الالتحاق بتخصص معين في الجامعة من ضمن حقل معرفي معين، إلا إن كانت مواده قد درست في المجموعة المعينة. ولفت الى أن الطالب يعطى بعد انتهائه من أداء الامتحانات في المواد العشر كلها، شهادة رسمية تسمى شهادة الدراسة الثانوية العامة الأردنية، رصدت فيها المواد التي درسها، والحدود الدنيا والعليا للنجاح فيها، وما ناله من علامات، ويحسب له معدل من 100 يكتب رقما وكتابة، ويوقع الشهادة من ينص عليهم القانون، (تستخدم هذه الشهادة في الدول والجامعات التي تشترط وجود وثيقة مجمعة للالتحاق بالجامعة). وأكد أهمية تبدل المناهج والمقررات الدراسية بما يتفق مع المواد المحددة في حقول المعرفة، وأهداف التعليم الحديث، وتستخدم التقنيات وأساليب التدريس الحديثة ما أمكن، وتختصر المناهج ويزال الحشو واللغو الموجود فيها.  ولفت الى ان شهادة الدراسة الثانوية، يجب ان توضع في مكانها الحقيقي (هي امتحان قبول جامعي وليست وثيقة لأي هدف آخر)، اذ تصدر المدرسة التي تخرج فيها الطالب شهادة تسمى شهادة إكمال الدراسة الثانوية (تصدقها أوتوماتيكيا وزارة التربية والتعليم)، وهي شهادة لا علامات فيها، ولا نجاح أو رسوب.  وأفاد أنها شهادة تقول إن هذا الطالب أنهى مرحلة الدراسة الثانوية، وهي شهادة يشغل أو يعني على أساسها من نريد منهم أن يكونوا مؤهلين لهذا الحد من الدراسة، لأنه على هذا المستوى من التأهيل لا يوجد ضرورة لبيان النجاح أو الرسوب، فالهدف هو التأكد من معرفة القراءة والكتابة وما شابه ذلك. وبين ان المواد التي تدرس في صف "التوجيهي" من نوع مواد 101 الجامعية وتعادل بها، ويعفى الطالب الجامعي منها، ولا تعاد دراستها بعد الالتحاق في الجامعة، وتعتبر مواد جامعية من ضمن الخطة الدراسية، ولكن لا تحسب علاماتها ضمن المعدل الجامعي. وشدد المعاني على تحديد الحدود الدنيا والعليا لكل مبحث في الشهادات، فاذا حصل الطالب على علامة اقل من الحدود الدنيا، وهذه المادة مطلوبة لدخول تخصص معين في الجامعة، فيطلب من الطالب إعادة المادة ليستطيع الالتحاق بهذا التخصص. واكد المعاني ان تصنيف الطالب بكلمة ناجح أو راسب، يجب ان يؤخذ على المعدل التراكمي لا على المواد، لافتا الى ضرورة توضيح هذه الآلية للطلبة وذويهم بطريقة سهلة وبسيطة، مبينا ان من يلتحقون بنظام (I G) لم نسمع برسوب أحد منهم، بل يقال ان هذا الطالب نجح في 4 مواد وبقي عليه مادتان ليتمكن من الالتحاق بالجامعة. بدوره، كشف الخبير التربوي ياسر السالم ان توجه الوزارة في احتساب علامات امتحان "التوجيهي"، يهدف لازالة "وصمة العار التي تلحق بالطالب الراسب، موضحا ان هذا النظام معمول به في دول كثيرة، فالاتحاه العالمي الحديث في التعليم، لا يركز على ما يسمى معيار النجاح والفشل في الامتحان، بل على محاولة الكشف عن مستوى قدرات واستعدادات الطالب. واضاف السالم ان الفكرة الأساسية من هذا التوجه، تغير المعيار التقليدى الذي نستخدمه منذ اكثر من 50 عاما، وهو ان من يحصل على 50 % يعتبر ناجحا وما دون راسبا (فاشل)، لذا فمن يحصل على  50 % اعتباريا، يعد راسبا، كونه لا يستطيع الالتحاق بالجامعة، لان علامة القبول في الجامعات الحكومية 65 % والخاصة 60 % ليتساوي مع من حصل على علامة 49 %. وأوضح السالم عدم جواز وصم طالب امضى 12 عاما دراسيا على مقاعد الدراسة بالفشل، وتحميله مسؤولية ذلك، اذ ان الذي يتحمل هذه المسؤولية هو النظام التعليمي باكمله، لا الطالب وحده. وبين ان الفكرة تكمن في إلغاء النجاح والرسوب والاستعاضة عنها بالعلامات، كما اعتمدته دول كثيرة، لنبعتد عن كلمة الرسوب والنجاح، مشيرا الى ان التعليم العالي سيحدد لكل تخصص علامة القبول، بناء على مستوى العلامات سنويا، فالطلبة ممن لم يحالفهم الحظ بدخول الجامعة كون مجموع علامات الواحد منهم، لم يمكنه من ذلك، سيضعهم امام خيارات اعادة "التوجيهي" او الالتحاق بسوق العمل او التخصصات المهنية والتقنية، كما هو حال الطالب الذي حصل على معدل 50 % في النظام الحالي. ولفت الى ان كل ما نحتاجه في التوجه الجديد، إعطاء مجموعة درجات لكل مادة دراسية حسب وزنها وأهميتها؛ فقد نعطي اللغة العربية 120 درجة، والرياضيات 100، عليه فإن نتائج أي طالب في مرحلة "التوجيهي" لن يشملها النجاح أو الفشل، فنلغي بذلك معيار الـ50 % المستخدم حالياً للتمييز بين الفشل والنجاح، وننظر بدلاً من ذلك إلى مجموع علامات الطالب فقط. وأوضح السالم انه اذا كانت مجموع علامات المواد في "التوجيهي" 1400 درجة، وحصل طالب ما على 800، فيما حصل آخر على 300، فليس هناك معيار للنجاح أو الفشل، بل هناك مجموعة درجات حصل عليها الطالب، ثم نترك الخيار للجامعات لتقدر مستوى الدرجات التي تقبل به في كل عام، بل في كل فصل دراسي أيضاً، فاحدى الجامعات قد لا تقبل أي طالب درجاته اقل من 940، والجامعة الاخرى قد تقبل الطلبة دون ذلك. واشار الى ان التوجه الجديد، يترك لصاحب العمل اختيار موظفيه من طلبة ذوي مستوى يراه مناسباً لمؤسسته، أي أن معيار القبول أو عدمه، تحدده الجامعات وأصحاب العمل لا الوزارة، وهكذا لا يمكن وصف أي طالب "توجيهي" بأنه ناجح او راسب، فما يحدد مستقبله هو مجموعة درجاته في اختبار "التوجيهي" لا المعيار التقليدي السائد حالياً.  

أوائل - توجيهي أردني