سهير بشناق - بعد مرور نحو اسبوعين على اعلان نتائج شتوية «التوجيهي» , ما تزال تبعات النتائج مدار حديث لدى الطلبة واسرهم وادارات المدارس والمعلمين لجهة الاسلوب الذي تتبعه وزارة التربية بتصحيح اوراق الامتحانات. الطلبة واولياء امورهم , أسرين لحالة من الشك بالنتائج التي تحصلوا عليها باعتقادهم بانها غير دقيقة ولا تعكس مستواهم الحقيقي , فيما وزارة التربية تؤكد ان عملية التصحيح تمر عبر مسار دقيق جدا ولا مجال للخطأ فيه. وفي الوقت الذي نصت به المادة 30 من قانون التربية والتعليم على اعتبار قرارات الوزارة المتعلقة باجراءات الامتحان العام ونتائجه قطعية ولا تخضع للقطع امام مرجع قضائي او اداري فان مراجعة اي طالب لدفتر الامتحان باي مادة غير ممكن ما يترك هامشا من التوقعات حول كيفية تصحيح اوراق الامتحانات لتثار العديد من الاسئلة المشروعة عقب اعلان النتائج منها على..هل كان هناك تشددا من قبل المصححين اثناء عملية التصحيح قادت الى الالتزام الحرفي بالاجابة النموذجية ،واعتبار اي سؤال خطا بالكامل ان لم يكتب الطالب كماورد في المنهاج نصا ؟ والتساؤل المطروح هل هناك توجيهات مسبقة لواضعي اسئلة الامتحان بتضمينها اسئلة صعبة او تعجيزية لتخفيض نسب النجاح ؟ مدير ادارة الامتحانات في وزارة التربية والتعليم زيدان علاوين نفى ان يكون هناك اي توجيه مسبق من قبل المسؤولين بالوزارة لواضعي اسئلة امتحان الثانوية العامة بتضمينها اسئلة صعبة كما يصفها بعض الطلبة. وقال الى (الرأي) ان الوزارة لا تتدخل قطعيا بعمل اللجان المختصة لوضع الاسئلة باي مادة كانت وانما تمر عملية وضع الاسئلة بخطوات عديدة من قبل اصحاب الاختصاص ومن هم على خبرة ودراية كاملة من كوادر وزارة التربية العاملة في مجال التعليم وكل حسب اختصاصه المتعلق بمواد الامتحان. واشار علاوين ان اللجان المكلفة بوضع الاسئلة تجتمع مع مدير ادارة الامتحانات قبل وضعها ليصار الى الاتفاق على مجموعة معايير تتضمنها الاسئلة كمراعاة الفروقات الفردية بين الطلاب ومراعاة جدول المواصفات « وحدات الكتاب « واحتمالية اجابة الطلاب على الاسئلة باكثر من طريقة خاصة فيما يتعلق بالمواد العلمية. واوضح مشرف تصحيح اوراق الامتحان لمادة الرياضيات عاصم المومني ان عملية التصحيح تمر باجراءات في غاية الشفافية والدقة حيث يجتمع رؤساء لجان التصحيح لكل مبحث وبحضور مشرفين تربويين و معلمين مختصيين ممن عرفوا بالنزاهة والكفاءة لمناقشة الاسئلة واجاباتها المقترحة واعتماد اجابات الاسئلة بصورتها النهائية التي يتم التصحيح على اساسها. واضاف ان عملية التصحيح تتم ضمن الية محكمة بموجب ارشادات رؤساء لجان التصحيح الصادرة عن ادارة الامتحانات التي تحدد اجراءات التصحيح ومسؤولية المصححين بحيث يصحح كل سؤال اربعة مصححين المصحح الاول يصحح السؤال باللون الاحمر ويدقق التصحيح المصحح الثاني باللون النهدي ثم الثالث باللون الاخضر ويدقق التصحيحج المصحح الرابع باللون النهدي ليصار بعد الانتهاء من تصحيح كافة الاسئلة عملية التفتيش الاول والمطابقة الاولى والتفتيش الثاني والمطابقة الثانية للدفاتر للتاكد من ان كل شيء قد صحح وان العلامات رصدت حسب الاصول. و يتم بعدها عمليتي الجمع الاول و الثاني للعلامات ووضع المجموع على جلدة الدفتر في المكان المخصص له ليتبعها عملية التفتيش الثالثة والنهائية. وبين المومني ان اسئلة الرياضيات تكون ضمن المنهاج الا ان هناك سؤالا يتضمنه الامتحان وهو سؤال للتمايز , بمعنى انه يوضع ليس بهدف تعجيز الطلاب بل لقياس قدراتهم. وعن سؤال المنشور الذي ورد في امتحان الرياضيات /علمي خلال الدورة الشتوية لامتحان الثانوية بين المومني انه سؤال يقيس قدرات الطلاب خاصة وان مادة الرياضيات مادة تراكمية والمعلومات التي درسها طالب الفرع العلمي في سنوات سابقة يقاس عليها في قدرتهم على حل مثل هذا النوع من الاسئلة مؤكدا ان هناك ثمانين طالبا حصلوا على علامات متقدمة بسؤال المنشور. واشار مدير ادارة الامتحانات ان تصحيح اوراق امتحان الرياضيات وعلى وجه التحديد سؤال المنشور وضعت له اكثر من طريقة للحل واكتشف مصححو السؤال ان هناك طالبا قام بحل السؤال بطريقة مختلفة عن الاجابات النموذجية العديدة التي وضعت لحل السؤال وكانت طريقته صحيحة وتم اعلام مدراء التصحيح في جميع مراكز التصحيح بها واعتمادها كاجابة صحيحة اذا قام غيره من الطلاب بحل السؤال بذات الطريقة. وقال ان هذا الامر يعتبر مؤشرا على انه لا يوجد تشديد كما يشاع في عملية تصحيح اسئلة الامتحان انما هناك العديد من الطرق خاصة فيما يتعلق بالمواد العلمية يؤخذ بها ويتم احتساب علامات على طرق الحل التي يتدرج بها الطالب للوصول الى الجواب النهائي. واعتبر علاوين ان مصححي الامتحانات ملتزمون بما ورد بالكتاب وهذا يقود لقضية اخرى تتعلق بدراسة عدد من الطلاب « للدوسيهات» المتداولة والتي تختصر المنهاج بطريقة سلبية وتكون الاجابات الواردة غير كافية اسوة بالكتاب ما يؤثر على تحصيل الطلاب الذين يتفاجئون بان علاماتهم في بعض المواد لم تكن كتوقعاتهم والامر لا علاقة له بكيفية ومنهجية التصحيح بقدر ما هو مرتبط باجاباتهم التي تكون ناقصة وليست كما وردت بالمنهاج. واضاف علاوين بعد الانتهاء من تصحيح الامتحانات يتابع رئيس لجنة التصحيح ومساعده الفني والاداري عملية دقة التصحيح من خلال اختيار عدد من دفاتر الاجابات المصححة ومراجعة تصحيحها للتاكد من دقة التصحيح والتزام جميع المصححين بمعايير التصحيح بهدف تحقيق العدالة بين الطلبة وحسب ما هو وارد في ارشادات رؤساء لجان التصحيح ليصار بعد ذلك بادخال البيانات لكل مشترك حسب الرقم السري وعلامة كل سؤال والمجموع الكلي الى الحاسوب في لجنة التصحيح ضمن برمجية معدة في قسم الامتحانات في ادارة الامتحانات والاختبارات مؤكدا على انه لا يمكن الدخول وترصيد العلامات الا وفق الرقم السري. وبعد ذلك اعادة دفاتر الاجابة بعد الانتهاء من التصحيح لادارة الامتحانات مع القرص الممغنط عليه البيانات المدخلة. ويرى رئيس لجنة تصحيح اللغة الانجليزية الدكتور محمد العبادي ان اي منهاج جديد لا يخلو من الصعوبة ورغم ذلك فان الامتحان راعى الفروقات الفردية ولم يخرج عن ما ورد في المنهاج. واكد العبادي ان لجان التصحيح مسؤولة عن عملها وان ما يشاع حول ظلم الطلاب اثناء التصحيح او وجود تعليمات بالتشديد باستثناء توجيهات ادارية عامة خال من الصحة لافتا الى انه في مادة اللغة الانجليزية يتم وضع بدائل صحيحة لاجابات الاسئلة خاصة وانها مادة لغوية تحتمل اجابات متعددة شريطة ان تكون صحيحة. وبين العبادي ان السؤال الواحد من مادة اللغة الانجليزية يقوم بتصحيحه اربعة اشخاص مؤهلين وعلى كفاءة عالية وتمر عملية التصحيح باربع وعشرين خطوة قبل وضع العلامة النهائية. وبين علاوين ان اجراءات امتحان التوجيهي متكاملة وجرى تخفيض عدد المدارس التي يقدم بها الطلاب الى 426 مدرسة فيما كانت سابقا 1640 مدرسة وتقليل عدد الايام التي يقدم بها الطالب الامتحانات من 24 يوما الى عشرة ايام واجراءات ضبط سير الامتحان قبل بدء الامتحان وخلاله وطريقة نقل اوراق الامتحانات الى القاعات والتزام الطلاب بالدوام المدرسي والنجاح بالامتحانات التجربيية المدرسية وتخفيض حالات الغش بشكل كبير ، وهذه جمعيها اعادت للتوجيهي هيبته ومكانته لافتا الى ان دور وزارة التربية ليس غربلة الطلاب وتعجيزهم من خلال امتحان الثانوية العامة انما دورها بايصال طلاب وطالبات الى الجامعات تمكنوا من اجتياز امتحان الثانوية بصورته الحالية والذي يعتبر مقياسا حقيقيا وعادلا للطلاب قبل التحاقهم بالجامعات. واشار ان مصححي الثانوية العامة ملتزمون بقسم خاص يلتزمون من خلاله بتصحيح دفاتر الاجابة للطلاب بامانة واخلاص والمحافظة على دفاتر الطلاب والالتزام بنموذج الاجابة المعتمدة علما بان اي مخالفة او اساءة لمهمة المصحح تعرضه للعقوبة التي يستوجبها قانون حماية اسرار ووثائق الدولة رقم ( 50 ) لسنة 1971- الرأي.