كتبت : كوثر صوالحة في الاونة الاخيرة كثيرا ما سمعنا عن وجود خلل في النظام التربوي وكان يصدر على لسان اكاديميين ومسؤولين واصحاب قرار. هذا الحديث لم يات من فراغ ،فقد عانت مخرجات التعليم مما عانت ويبدو ان الحلول لم تكن سوى برامج وخطط توضع في الادراج دون تفعيل لها وكأن المسؤول في موقعه الحذر في اي وزارة او مؤسسة تعنى بالتعليم جاء فقط ليشغل هذا الموقع لسنوات ويغادر وتبقى الخطط حبيسة الادراج ومن ثم يبدأ بتوضيح الخلل والوجع ويضع الحلول وهو بعيد عن موقع الاصلاح وموقع المسؤولية وقلة منهم من يتحدث وهو في مكانه من اجل ذلك .   الخلل في منظومة التعليم يعني خللا في المجتمع لانه خلل في مخرجات التعليم العالي وقبل ذلك في بيئة هذا التعليم اي الجامعات سواء كانت جامعات حكومية او خاصة ،ومخرجات التعليم الظالمة هي السبب الحقيقي وراء كل ما شاهدناه ونشاهده في الجامعات وكل ما نجده من ضعف في المخرجات التعليمية لان عددا لاباس به من الطلاب دخل الجامعة وخطف حق الاخر لان نتيجته لم تكن يوما مبنية على اسس العدالة بل كانت على اسس غير مشروعة وهذا ما يؤكده وزير التربية .  وزير التربية الدكتور محمد ذنيبات يقول وعلى مراى ومسمع الجميع ان مخرجات التعليم في السنوات الماضية كانت تتم على اسس غير مشروعة وتساءل هل يعقل انه في احدى السنوات يتحصل 167 طالبا من اولاد العاملين في وزارة التربية والتعليم على معدلات 98 % .   هذا يدفعنا الى القول انه من المخجل ان نتحدث عن منظومة الفساد في بعض الاحيان ونؤطرها فقط بالفساد المالي متناسين ان هذه الكلمة تشمل كل نواحي الحياة وقد يكون اخطرها الفساد في النظام التعليمي لان التعليم منظومة تبنى عليها اجيال وفسادها هو فساد مجتمع كامل شئنا الاعتراف بذلك ام ابينا فاخذ حق الاخر ظلم وفساد .  الثانوية العامة تفتح الكثير من التساؤلات وهي مشروعة لانها اللبنة الاساسية في مخرجات التعليم والمسؤولية لا يمكن ان تتحملها جهة معينة بل يشارك فيها الجميع : الاهل والمدرسة والمعلم وصاحب القرار الذي لم ير ولم يصلح ولم يحدد ولم ينظم .  عندما يعترف وزير في موقعه بهذا الخلل يعني ان هناك مؤشرات ومعطيات رقمية واضحة تنبئ ان هناك فسادا واضحا وخللا اوضح في تركيبة النظام التعليمي، فالوزير قال ان نتائج الثانوية العامة قبل اربع سنوات لم تكن يوما مبنية على اسس العدالة بل كانت تبنى على اساليب غير مشروعة دفع ثمنها باهظا في منظومة التعليم ومخرجات التعليم العالي .  سنوات كثيرة غضضنا الطرف عما يجري حتى بدأت الامور تتكشف وبدات الرؤية اوضح وبات الخلل واضحا في عدد لاباس به من خريجي الجامعات في السنوات الماضية على المستوى الاكاديمي   في السنوات الماضية كانت ترتفع اعداد الطلبة الحاصلين على المعدلات العالية وكنا نعتقد انها مؤشر ايجابي على تقدم اسس التعليم لدينا لنتفاجأ بعذ ذلك وعلى لسان مسؤوليها ان ما كان يحدث امرا غير طبيعي لان حصول 3400 طالب على معدل 95 % في احدى السنوات يعني ان مخرجات التعليم العالي يجب ان تكون لدينا في افضل حالاتها وان لا تتراجع جامعاتنا ضمن المؤشرات العالمية وان يكون هذا الطالب جاء ليكمل مسيرة حياته بالجد والجهد والتعب ولكن الواقع لم يقل يوما ذلك بل سجلت مخرجات التعليم لدينا تراجعا واضحا ناهيك عن التاثير ايضا وما طرا على البيئة الحاضنة للعلم من مدارس وجامعات .  كثيرا ما تعود العديد ان يضع راسه بالرمال ولا يعترف ولكن لو استطعنا التدقيق بلغة الارقام التي عادة ما يكون هامش اللامعقول فيها قليلا نجد ان حصول 237 طالبا فقط على معدل فوق الـ 95 رقم منطقي واقرب للعقل لان من اجتاز الامتحان بهذا المعدل اجتازه بارادته ودراسته وتعبه وجهده ولم تستخدم لاجله اساليب غير مشروعة .  عندما تسود العدالة يسود الاطمئنان وهذا ما نراه اليوم من قبول لنتائج الثانوية العامة ومخرجاتها من الاهالي والطلبة ولا يخلو الوضع من بعض الاستثناءات ولكن الغالبية العظمى تشعر بالارتياح على صعيد الثانوية العامة ولكن لا بد ان يشعر الجميع بالارتياح الى مخرجات التعليم منذ اللبنة الاساسية اي منذ الصفوف الاولى لا ان يكون خريجو المدارس او طلابها لايستطيعون القراءة والكتابة وهذا ما تفعله وزارة التربية الان .  منظومة التعليم يجب ان نساهم في اصلاحها وندعم الايدي التي تعمل لذلك لاننا في امس الحاجة لرفعها فالعلم هو الحياة وهو السبيل لدرء المخاطر الفكرية والعلم وسيلة الانتصار لمواجهة الاخر فكريا وعلميا ، فالمحاربة بالعلم سلاح لا يمكن قهره على الاطلاق.

أوائل - توجيهي أردني