فارس الحباشنة - ترتيب الجامعات الاردنية في تقارير دولية تصنف جامعات العالم وتعده شركات أبحاث بعضها مرموق علميا وأخرى تجارية ومغمورة، يؤكد من جديد على استمرار تراجع الجامعات الاردنية، وأفضل ما يحقق من رتب في التصنيفات تقارن بدول فاشلة في الاقليم تعاني من الحروب والخراب والدمار والفوضى. عناوين الاحباط الجامعي لا تنتهي، وما ينشر في الاعلام يخبرنا عن قصص فاجعة ومؤلمة ومخجلة عما يجري في بعض الجامعات. كيف يترقى الاكاديمون ؟ وكيف تباع وتشترى الابحاث الاكاديمية ؟ وكيف ينجح الطلاب ويرسبون ؟ وكيف يعين أعضاء الهيئة التدريسية ؟ وكيف تتحكم الواسطات والمحسوبيات والشللية في ادارة وتوجيه العقل الاكاديمي ؟ عناوين لوقائع مطلقة تؤكد أن التعليم العالي في الاردن يعاني من معضلة حقيقة، وأن بعض الجامعات الحكومية تتعرض لعملية تفكيك وهدم عابثة ومدمرة  أدت الى ولادة أجيال من خريجين أردنيين بلا عقل، وأدت أيضا لنمو الجامعات الخاصة التي ولدت على ركام خراب ودمار التعليم الجامعي الحكومي. طبعا، هناك صروح جامعية عريقة، قاومت وقهرت لأعوام طويلة لوثة افساد وتخريب التعليم الجامعي ، ولكنها وقعت أخيرا في الفخ، وبدأ الخراب يتسرب الى أحشائها محسوبيات وشللية، وأفراغا للوظيفية والدور الوطني للجامعة أكاديميا وعلميا وبحثيا. جامعات حكومية مرموقة تفشت بها لوثة «المال الاكاديمي «، والجميع يعلم أن بعضها انفتحت بشراهة على مساقات وبرامج التعليم الدولي والموازي، ولم يؤد ذلك الى تقليص حجم مديونيتها بل تفاقمت بشكل جنوني. جامعات تسير أبعد ما يكون عن انتاج أجيال مزودة بالعلم والمعرفة والثقافة، وامتحان الكفاءة الجامعية فضح بعض الجامعات الحكومية والاهلية، وكيف تحولت الى مؤسسات تروض عقول الطلاب على الجهل والظلام وقصقصة أفكار رؤوسهم . الجامعات التي كانت ممرا وسلما للصعود الاجتماعي لابناء الحراثين والعسكر والعمال، استقالت من دورها التنويري البطولي الوطني، وعادت لتكون مؤسسات تكتظ بمن يتعاطون مع الشان الاكاديمي كوظيفة بعيدا عن البحث والابداع وأصبحوا عبئا ثقيلا على فاتورة الانفاق على الجامعات،وهو ما يفسر تدني المخرجات وتخريج من لا يحملون الا شهادات من ورق - الدستور .