آلاء مظهر– تسعى حملة "تعلم القراءة والحساب"، التي أطلقت أمس، إلى رفع نسبة طلبة الصفوف المبكرة القادرين على القراءة بشكل استيعابي، وأداء المسائل الحسابية عن فهم، إلى 55 % بحلول العام 2019.  وأطلقت هذه الحملة وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، في مدرسة شيماء الأساسية المختلطة في منطقة الوحدات بعمان أمس، تحت شعار "اقرأ الكتاب وافهم الحساب". وتتبع الحملة لمبادرة القراءة والحساب للصفوف المبكرة، التي تمولها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (usaid)، ووزارة التنمية الدولية البريطانية (ukaid). وتهدف المبادرة التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله رسميا في الثامن والعشرين من نيسان (ابريل) العام الماضي، الى تحسين مهارات القراءة والحساب لدى جميع طلبة مرحلة رياض الأطفال والصفوف الأساسية الثلاثة الأولى، من خلال تنمية وتطوير وتعزيز مهارات وقدرات التعلم الأساسية التي يحتاجها الطلبة في هذه المرحلة. وعملت الوزارة على إطلاق مبادرة تعنى بالعمل على تنمية مهارات القراءة والحساب لطلبة الصفوف المبكرة، بعدما أعلنت الوزارة عن نتائج مسح نفذته العام 2012 على عينة من الطلبة، وأظهرت نتائجه أن "17 % فقط من الطلبة الذين شملهم المسح يستطيعون القراءة باستيعاب وتنفيذ العمليات الحسابية بفهم". واستكمالا للمسح الوطني، نفذت الوزارة تدخلا تجريبيا في العام الدراسي 2013/ 2014 يضم 40 مدرسة، ركزت من خلالها على تطوير المهارات الأساسية لطلبة الصفوف المبكرة في الحساب والقراءة، واظهرت نتائج التدخل أن "24% من الطلبة تحسنت مهاراتهم"، لتعلن الوزارة بعدها عن دمج الطرائق المطبقة في مرحلة التدخل التجريبي في مناهجها اعتبارا من العام الدراسي 2014 /2015، وتعميمها في مختلف محافظات المملكة. وتبلغ ميزانية مشروع القراءة والحساب للصفوف المبكرة 48 مليون دولار أميركي، لدعم جهود الوزارة في تحسين أساليب تدريس القراءة والحساب لدى 400 ألف طالب في 2500 مدرسة، من خلال تدريب قرابة 14 ألف معلم ومعلمة في الأردن. وتعمل المبادرة من خلال مجموعة آليات ومحاور، تتمثل في تطوير مواد تعليم وتعلم القراءة والحساب للروضة الثانية، والصفوف الثلاثة الأولى، والاستمرار في تدريب الكادر التعليمي والإداري والإشرافي في مدارس ومديريات التربية والتعليم، على كيفية تقديم طرق تدريس أكثر فاعلية، فضلا عن تشجيع المشاركة المجتمعية لأخذ دور إيجابي في تعليم القراءة والحساب للمراحل العمرية الأولى. من جهته، أكد خبير القراءة والحساب في المشروع ارنوت برومباتشر أهمية تطوير أساليب التعلم التي يتبعها المعلمون في تدريسهم، بحيث يتم الانتقال من مرحلة الحفظ إلى مرحلة الفهم. بدوره، قال أمين عام الوزارة للشؤون التعليمية الدكتور محمد العكور إن الإصلاح الحقيقي للتعليم يبدأ من الصفوف المبكرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التعليم مسؤولية مجتمعية تتطلب تعاون جميع الشركاء وأصحاب المصلحة سوية من أجل تحقيق أهدافه بنجاح. واكد العكور، في كلمته بحضور مدير بعثة وكالة (usaid) جيم بارنهارت وممثل وزارة التنمية الدولية البريطانية بالأردن جيفري تودور، أهمية دور وزارة التربية والتعليم الأساسي في زيادة الوعي حول هذه المبادرة وتعريف عامة الشعب بفوائدها. من جهته، أكد بارنهارت التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعمها لقطاع التعليم في الأردن. فيما قال تودور إن التعليم أحد أفضل الاستثمارات التي يمكن لدولة أن تعملها في المجتمع والاقتصاد المستقبلي- الغد .