أكد خبراء تربويون وأكاديميون أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016-2025 التي أطلقت برعاية صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله وتتضمن إنشاء مركز مستقل للمناهج والتقييم، تدل على طموحات وطنية مدعومة بالإرداة السياسية لتطوير مقومات النجاح بالتعليم. وأكدوا في مقابلات أجرتها معهم وكالة الأنباء الأردنية، ان إنشاء مركز مستقل للمناهج والتقييم يحقق الطموحات حول متطلبات التعليم مع سوق العمل بالمهارات والمعرفة وتطبيقها بالمواصفات والمعايير الدولية. وقال مدير إدارة المناهج في وازرة التربية والتعليم الأسبق الدكتور موفق الزعبي ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية خطة وطنية تدل على طموحات مدعومة بالإرادة السياسية نحو تطوير مقومات النجاح والازدهار، وتحقق طموحات المجتمع الأردني لتنسجم متطلبات التعليم مع سوق العمل المحلي والعربي والدولي بالمهارات والمعرفة. وأضاف ان مراجعة المناهج مستمد مع المتطلبات بجميع مستوياته وينسجم مع المعايير والمواصفات الدولية للتعليم العام والتعليم والعالي، مبينا ان المناهج لا بد ان تكون طريقة تصميمها وعرضها وتقديمها وتطبيقها منسجم مع المواصفات والمعايير الدولية. وأوضح ان المناهج السابقة كانت مبنية على المحتوى المتضمن على المعارف والقيم والاتجاهات التي ينشدها المجتمع حسب قانون التربية والتعليم، بينما المواصفات والمعايير الدولية العالمية تبني على المهارات والكفايات والاداءات التي تمكن الطالب من ممارسة هذه المهارات في الحياة العملية وبالتالي يصبح العلم نافعا وفعالا بما يخدم الطالب نفسه والمجتمع. وأشار الزعبي الى اهمية اعداد المعلم الجديد ومن على رأس عمله على استراتيجيات تدريس وتقويم المهارات والكفايات والأداءات وليس على التحصيل المعرفي فقط، إضافة الى مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات ومهارات التفكير والإبداع والقيادة. وقال ان الاستراتيجية تنشأ جيل قيادي مبدع يحقق الطموحات والازدهار للمجتمع من خلال الاهتمام باعداد المعلم وتمكينه ورفع مستوياته العلمية وتطبيقه للتكنولوجيا، ما يستدعي الاستفادة من خبرات الدول التي حققت تطورا تربويا تعليميا. وأوضح ان إنشاء المركز فكرة طموحة وتحقق امنيات الخبراء التربويون والمهتمون بتطوير التعليم، لافتا الى أهمية سعي المؤسسات الحكومية وغيرها بتبني فكرة الاحتراف في تأليف المناهج وتضمينها وكتابة المواد التعليمية من كتب ومواد مرافقة مثل مواد التعلم الالكتروني، إضافة الى فتح فرص الاحتراف في التصميم الفني والرسم للكتب المدرسية والمواد التعليمية وانتاج الكتب وطباعتها. ونوه الى أهمية تنمية الخبرات بالمشاركة والتنافس وفتح المجال للقطاع الخاص بفعالية أكثر لتطوير التعليم لأنها مسؤولية مشتركة. وقال أمين عام وزارة التربية والتعليم الأسبق الدكتور فواز جرادات ان فكرة إنشاء مركز مستقل لأعداد المناهج التعليمية خطوة متقدمة تساعد في جعل عملية تطوير المناهج اكثر مرونة وأكثر حساسية لمتطلبات العصر، كونه مركز مستقل بعيد عن أي تأثيرات خارجية سياسية او حزبية. وأضاف ان هذا المركز سيستقطب كفاءات محلية وعربية وعالمية لتطوير المناهج، مشيرا الى دور وزارة التربية والتعليم بوضع الإطار العام للمناهج والأهداف العامة والخاصة للمواد التعليمية ومن ثم المحتوى التعليمي يضعه المتخصصون حسب كل تخصص. وأوضح ان المركز سيساهم في زيادة مشاركة المجتمع المحلي في عملية وضع المحتوى التعليمي والمناهج ومسائلة من المجتمع كمراقبة داخلية وخارجية لجودة المحتوى التعليمي، إضافة الى تخفيف العبء عن كاهل الوزارة لتقوم بمراقبة وتقييم والتأكد من المحتوى بما يتناسب مع الأهداف الموضوعية. وبين ان المركز يوسع ويسهل في عملية تقييم اداء الطلبة ويراعي التنويع التعليمي بما يتناسب مع التنمية الشاملة والبيئات الجغرافية في الاردن للتركيز على منافع مناطقهم والمجالات التي تتميز بها وتراعي البيئة الاقتصادية والاجتماعية. ونوه الى ان المركز سيساعد ويسهل عملية تقديم الاستشارات لمركز تدريب المعلمين بما ينسجم مع المناهج واحتياجاتهم، كما سيراعي الجوانب الفنية والمستويات العمرية للطلبة ومدى تتابع وتسلسل المناهج ويراعي الفروق الفردية بين الطلبة والمقومات الأساسية والأسس التي يجب ان تبنى عليها المواد التعليمية. واعتبرت الأستاذ المساعد بعلم النفس التربوي في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتورة نيفين ابو زيد ان إنشاء مركز مستقل لإعداد وتعديل المناهج ضرورة ملحة تصب في صالح محور العملية التربوية وهي الطالب نفسه، مشيرة الى الاهتمام ومراعاة الأسس النفسية للطالب والفروق الفردية والخصائص العمرية. واكدت ابو زيد ان المركز سيؤسس لبناء المنهج الناجح الذي نطمح ان يصنع التغيير في خصائص الطلبة ويُجنب الطلبة الخبرات السلبية التي يتعرضون لها مثل المفاهيم الخاطئة وعدم مراعاة المستويات المختلفة للطلبة، ما يعرضهم لضعف وخبرات سلبية كما يضعف دافعيتهم ويقلل من مستوى طموحاتهم وبالتالي فإن وجود مؤسسة مستقلة لإعداد المناهج أصبح ضرورة تربوية تلبي حاجات نفسية ويسترشد به المعلم لنقل خبرات نطمح لان تكون متكاملة ومتطورة ترقى لمستوى طموح المختصين وتبني جيل مستعد نفسيا وتربويا ومعرفيا للمستقبل. أوائل-توجيهي أردني.