طالب تربويون وأولياء أمور وزارة التربية والتعليم بتعزيز خطتها التي تستهدف الطلبة في عطلتهم الصيفية، عبر تنفيذ برامج تصقل مواهب الطلبة العلمية وتكسبهم مهارات جديدة، ما يساهم في نهضتهم فكريا وإبداعيا، مؤكدين في الوقت ذاته، أهمية ما تقوم بها الوزارة من نشاطات من شأنها أن تدمج الطلبة في مجتمعهم بشكل تفاعلي. ودعوا الوزارة في حديث لـ"الغد"، إلى أن تستهدف مثل هذه البرامج الطلبة في جميع الصفوف وأن لا تقتصر على صفوف محددة. وأكدوا ضرورة التركيز على بعض المجالات التي تتناسب مع قدرات الطلبة وميولهم واستعدادتهم الشخصية، بحيث تبني لديهم المهارات المهنية في مجالات ومهارات حياتية يستفيد منها الطالب للقيام بواجباتهم المجتمعية، مشيرين إلى أن الطلبة الآن "أحوج ما يكونون إلى برامج تحاكي التطور، وتستغل قدرتهم، وتستشرف ماهية المستقبل". وكانت الوزارة أعلنت أول من أمس عن النشاطات والفعاليات التربوية الخاصة بطلبة المدارس، التي ستنفذها خلال العطلة الصيفية في مختلف مديريات التربية، وتشمل برامج تثقيفة وتوعوية تعود بالنفع على الطلبة والمجتمع. وفي هذا الصدد، قال وزير التربية والتعليم الأسبق فايز السعودي "لا نستطيع الفصل بين العملية التعليمية بحد ذاتها عن الحياة العملية المعيشية، وفي هذه الحالة يجب أن نتحدث عن برامج تعليمية وأخرى تعطى خلال العام الدراسي ولا تقتصر فقط على طلاب الصفين التاسع والعاشر، وإنما تشمل جميع الطلاب، لأن التطرف والغلو وبعض النزعات السلبية تبنى لدى الطالب من الصفوف الأساسية الأولى". وأضاف السعودي أن "الأجدى بالوزارة أن تدرج تلك الأمور في خطتها، حتى تكون مقدمة في المناهج الدراسية من الصف الأول ولغاية التوجيهي حتى تبني شخصية الطالب بطريقة سليمة وجيدة". وبين أن الخطة يجب أن تتضمن التدريب على مهن معينة تناسب قدرات وذكاءات الطلبة المختلفة، لافتا إلى أنه "لا داعي لوجود مثل هذه الأنشطة والبرامج في العطلة الصيفية، بل يجب التركيز على بعض المجالات التي تتناسب مع قدرات الطلبة وميولهم واستعدادتهم الشخصية، بحيث تبني لديهم المهارات المهنية أو العلمية في مجالات معينة ومهارات حياتية يستفيد منها الطالب للقيام بواجباته المجتمعية". وأشار إلى أن "فصل موضوع التطرف عن الصف الأول وإعطائه لطلبة التاسع والعاشر في العطلة الصيفية، هو استخفاف بأهمية هذا الموضوع في بناء شخصية الطالب بالشكل الصحيح". بدوره، قال المعلم رائد عزام إن الخطة التي أعلنتها الوزارة للنشاطات التربوية هي "خطة نظرية، بعيدة عن الواقع، فنحن بحاجة الى خطة تعزز التنمية الفكرية والإبداعية لدى الطلبة". وبين أن هذه الخطة بشكلها الحالي "لن تفضي لنتائج إيجابية أو إلى أي نتاجات مفيدة عند الطلبة في المستقبل، لأن المشكلة ليست في الإعلان عن وجود مثل هذه النشاطات، وإنما في كيفية تعامل القائمين لترجمة المفاهيم التي تضمنتها الخطة". وأكد عزام أن هذه النشاطات "بعيدة عن تطوير المناهج المدرسية وستكون بلا فائدة، لأنه حتى يفهم الطالب معاني احترام الآخر والمواطنة الحقيقية والانتماء، يجب أن تكون هذه المفاهيم واضحة بشكل حقيقي في المناهج". ولفت إلى أن هناك بعض النشاطات المهنية مثل الحدادة والنجارة والنشاطات الثقافية والفنية التي يجب ان تضاف للخطة لتحقق المزيد من الفائدة لدى الطلبة. وشدد على ضرورة التوسع في الشريحة المستهدفة بحيث تشمل جميع المراحل، وإعطائها النشاطات المناسبة لكل فئة عمرية، داعيا إلى "الاستفادة من تجارب الاخرين من خلال حاجاتنا الى تعليم الطلبة منهجية التفكير، بالإضافة إلى تعليم الطلبة مهارات الاتصال والتواصل، بحيث نبني عقلية طالب قادر على الإبداع والعطاء، بعيدا عن الوسائل النظرية التي هي جزء من أساليب التلقين الموجود في المدارس". وأشار الى ان المناهج الدراسية الحالية "مبنية على التلقين، والنشاطات في العطلة الصيفية تدور في نفس الدائرة ولا تساعد الطلبة على الإبداع وتنمية مواهبهم ورغباتهم"، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالمواهب الفردية عند الطلبة "فنية وإبداعية ومهنية". من جانبه، اعتبر الخبير التربوي ذوقان عبيدات أن النشاط جزء أساسي من المنهاج المدرسي، ولذلك تسمى "النشاطات المنهجية"، مضيفا أنه "لا يمكن التحدث عن أنشطة غير منهجية، لأن المدرسة مسؤولة عن كل نشاط، وكل نشاط يمارسه الطالب هو نشاط منهجي". وقال عبيدات إن "أهداف النشاط يجب أن تكون متطابقة ومكملة لأهداف المنهج، وبشكل عام فإن أهداف النشاط يجب أن تصب في بناء شخصية حرة، مستقلة، منفتحة، باحثة، ناقدة، مفكرة، متكاملة". وأضاف أن هذا يعني أن "من يعد النشاط، حتى لو كان فنيا أو رياضيا أو اجتماعيا، هو نفسه من يعد المناهج المدرسية، وإلا أصبح المنهج في واد والنشاط في واد آخر"، لافتا إلى أن تقسيم العمل بين مديرية المناهج ومديرية التعليم أو النشاط، هو تقسيم "إداري لا فني". وبين أن محتوى النشاط "يفترض أن يكون معرفيا يضيف معارف وأساليب وخبرات جديدة، ومهاريا بحيث يضيف مهارات فكرية وعملية، إضافة الى محتوى قيمي يؤدي إلى بناء منظومة القيم". وأشار إلى أن النشاط "يعد من فنيي الوزارة العاملين في التعليم والمناهج، ويدار من قبل إداريي قسم النشاط، لكن مايحدث لدينا هو انفصال تام بين مديرية المناهج وأقسام النشاط، ومن هنا يصعب على الوزارة أن تفلح بوضع خطة نشاط تستند إلى حاجات الطلاب والمجتمع، وهي حاجات تتمثل في آليات مكافحة التطرف، من خلال التفكير الناقد والشك والتأمل وفحص المسلمات، وآليات بناء المواطنة، بما في ذلك العدالة والمساواة والكرامة". ودعا الى تكريس اليات احترام الآخر بما في ذلك مهارات التواصل وكسب الثقة والمصداقية والنزاهة،  كما دعا لبناء "مهارات الدفاع عن الحرية والاختلاف والتنوع، وآليات بناء مكانة المرأة، بما في ذلك تعزيز صورتها وتحسين أدوارها، وإعطاؤها الفرص المتكافئة، وهذا هو محتوى النشاط الذي لا تهتم به الوزارة في مناهجها الرئيسية للأسف، فكيف ستهتم به في أنشطتها؟". من ناحيتها، قالت والدة الطالب حمزة إيهاب إنها تفضل أن يشارك ابنها في أنشطة بالعطلة الصيفية تنمي مهاراته وتعزز التفكير الابداعي لديه. وأضافت: "أشركت ابني في دورة الحساب الذهني، لما لها من فائدة كبيرة لمستقبله، فهي تساعدة على التخيل والتفكير". وشاطرتها الرأي والدة الطالب مؤمن ياسر، التي أكدت أنها تستثمر العطلة الصيفية في بناء شخصية أبنائها، من خلال إدخاله في معهد تعلم اللغات الأجنبية، ليتقن لغتين إلى الآن". وبينت أن خطة الوزارة مهمة لكنها لا تلبي طموحات الأهالي في توفير برامج تساعد الطلبة على تعلم مهارات جديدة تفيدهم في حياتهم المستقبلية. بدوره، أوضح مدير إدارة النشاطات في وزارة التربية والتعليم فريد الخطيب أن هدف الوزارة الأساسي هو مصلحة الطلاب، سواء كانوا طلبة مدارس حكومية أو خاصة، حيث تتعاون الوزارة بكل أنشطتها مع مديريات التربية والتعليم لتنفيذ خطة الأنشطة، واستثمار أوقات الطلاب بما هو مفيد ويحقق العديد من الأهداف، التي تجعل الطالب قادرا على مواجهة الحياة والصعاب والتحديات، وحل مشكلاته بنفسه، ويخدم بيئته التي يعيش فيها، سواء المدرسية أو المحيطة به أو أي بيئة أخرى. وأضاف الخطيب "تسعى الوزارة إلى استثمار أوقات جميع الطلاب، بغض النظر عن جنسهم أو أعمارهم، وبما هو مفيد لهم، في ضوء الموازنة المرصودة والبالغة مليوني دينار، لإدارة النشاطات، وقد تزيد العام المقبل مع زيادة المبادرات المقرر إطلاقها وأعداد الطلبة المشاركين فيها من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية، ونستثمر جزءا كبيرا من هذه الموازنة للبرنامج الصيفي، لتأمين مواصلات وتغذية ومنامات، إلى جانب تغطية تكاليف المشرفين المرافقين للطلبة". وأضاف أن الوزارة وضعت خطة واضحة وإجرائية لاستثمار أوقات الطلاب في الصيف، سواء كانت نشاطات تتعلق بخدمة مجتمع أو تطوعية أو برنامج التدريب الوطني بالتعاون مع القوات المسلحة، والذي يستهدف كل عطلة صيفية ما بين 1500 و1600 طالب، ومدته شهر، ويشمل تدريبا عسكريا وتثقيفيا ورياضيا. وقال إنه سيتم بدءا من العام الدراسي المقبل إدراج البرامج العلمية إلى خطة الوزارة، حيث سيكون هناك أولمبيادات للمدارس في مجال اللغة العربية واستخدامها، تشارك فيها كل مدارس المملكة من مختلف الأعمار، وأولمبياد في الرياضيات والفيزياء، مع المشاركة في مسابقات دولية كاختبار "فيزا".

أوائل - توجيهي