عمان- ورشات وجلسات حوارية، تناولت كل ما يتعلق بالعملية التعليمية والتربوية، من معلم وطالب ومنهاج، جاء جميعها خلال ملتقى مهارات المعلمين الذي حمل عنوان “تفكيك وتركيب” واستمر ليومين، بتنظيم من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وبالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية، لتزويد المعلمين في الوطن العربي باستراتيجيات التعلم الحديثة وأساليب التدريس المبتكرة. وكانت جلالة الملكة رانيا العبدالله افتتحت الملتقى وقدمت من خلاله كلمة دعت فيها المعلمين والمعلمات الى تعليم طلبتهم التخطيط والإرادة والعمل الجاد “وكيف يصدون الرياح حين تشتد العواصف، وكيف يبنون بيوتا وأوطانا أساساتها التعايش والسلام”. وعلى هامش الملتقى، التقت “الغد” بمجموعة من المشاركين في الملتقى الذي شارك فيه حوالي 925 معلماً ومعلمة من الأردن، فلسطين، مصر، العراق، الكويت، لبنان، المكسيك، المغرب، هولندا، عمان، قطر، السعودية، سورية، تونس، الإمارات، لندن، وأميركا وغيرها. المشاركة سمر أبو حجلة من فلسطين مشرفة في وزارة التربية التعليم، تشارك للمرة الأولى في الملتقى؛ حيث استطاعت من خلاله أن تستفيد من خبرات جميع المشاركين، وتستعد لنقلها لباقي زملائها في فلسطين. وتضيف أبو حجلة أنها استفادت من استراتيجيات التدريس الحديثة، وكيفية إكساب الطالب مهارات جديدة ونقله من التعليم النمطي الى التفاعلي، مبينةً أنها من خلال الملتقى استطاعت أن تضع تصورا كاملا، وكيف يمكن أن تعود لعملها بفكر وتصور جديدين، خصوصاً وأن الطلاب حالياً في تسارع تكنولوجي كبير، لذلك لا بد من مواكبة هذا التطور والسعي من أجل أن تكون البيئة المدرسية جاذبة وممتعة. الدكتورة نجلاء العمري، وهي أستاذة زائرة في معهد الإعلام الأردني وأحد مقدمي الورشات، اعتبرت مشاركتها تجربة مفيدة جدا، وفكرة تواجد معلمين من العالم العربي مع خبراء من مختلف أنحاء العالم أمر بغاية الأهمية، لتبادل الخبرات والأفكار، والأساليب الجديدة في التربية والتعليم. ولفتت الى أن المعلم هو العنصر الأساسي الذي ينبغي الاهتمام به، فهو من يبني شخصية الطلبة، مبينة أن التربية الإعلامية والمعلوماتية هي المشروع الذي تقدمه باسم معهد الإعلام الأردني، ويشمل تقديم المعلومات الكافية للتلميذ في المدارس أو الطلاب في الجامعات بحيث يصبحون واعين لوسائل الإعلام التقليدية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأن يمتلكوا مهارات إنتاج الرسالة الإعلامية التي تعبر عنهم. وتضيف العمري أن المشروع بدأ مع ثماني مدارس حكومية في عمان للذكور والإناث، كخطوة أولى على أمل أن يقدم في مدارس المملكة كافة كمرحلة ثانية، بعد أن يتم تدريب المعلمين. المشاركة فاطمة الرئيسي من سلطنة عمان، تعتبر مشاركتها في الملتقى استفادة كبيرة خصوصاً بما يتعلق بسلوكيات الطالب وأساليب التعامل معه وكيف يمكن حل مشاكله، والتعامل معها بطريقة صحية، مبينةً أن الملتقى كان فرصة رائعة لاكتساب الخبرات والتعلم من خلاله. منى الحلواني هي مشاركة أخرى من مصر جاءت للملتقى من أجل عرض مشاريع تربوية هي وزملاؤها، كذلك تبادل الخبرات مع باقي المشاركين من المجال نفسه. وبينت أنها وزميلاتها عرضن ثلاثة مشاريع تربوية بالتعاون مع جامعة كامبردج وجامعة لندن ومشروعا ثالثا عن التصوير. أما رامي مشعشع، وهو مسؤول الوفد الفلسطيني، فيقول أن مشاركتهم لهذا العام كانت مختلفة وجديدة؛ حيث قدموا من خلال معلمي مدينة القدس ورقة عمل بحثية عن استخدام اللوح التفاعلي في تعليم اللغة العربية والتعلم الجوال، وكيفية تشجيع الطلاب على تعلم اللغة العربية من خلال الأدوات التي يستخدمونها بحياتهم اليومية. في حين عبرت لبنى العنزي، وهي مشاركة من الأردن، عن مدى استفادتها من اللقاءات والجلسات الحوارية وورشات العمل التي حضرتها من خلال الملتقى واندماجها مع باقي المعلمين وتبادلهم الخبرات، فضلا عن اكتسابها مهارات جديدة مثل البرمجة وإدخالها في عملية التعليم، كذلك كيفية التعامل مع المجتمع المدرسي من أجل إيجاد حلول للطلبة تمكنهم من الوجود في بيئة صحية آمنة وجاذبة لهم. وكان الملتقى عقد لهذا العام على مدار ثلاثة أيام في فندق جراند حياة عمان ومركز المؤتمرات زارة اكسبو، وقدم 136 ورشة عمل مبنية على 6 محاور هي: الصحة النفسية للطلاب، التعلم التفاعلي، القيادة، الطفولة المبكرة، المتعلمون الاستثنائيون، والريادة والابتكار. وتحدث في هذه الورشات 138 متحدثا ومتحدثة من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وجامعات ومعاهد تربوية مرموقة في العالم كجامعة هارفرد وجامعة كونيتيكت ومعهد التعليم- جامعة عبدالمحسن القطان والمجلس الثقافي البريطاني ومنظمة البكالوريا الدولية، بالإضافة إلى رؤساء تطوير البرامج وأساتذة من جامعات تعليمية أخرى. أوائل - توجيهي أردني