تقرير الصحفيّة "رغدة خليل" عن برنامج الامتحان الوزاريّ : أعلنت وزارة التربية والتعليم منذ يومين عن مقترحين أوليين لبرنامج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للدورة الشتوية المقبلة للفروع الأكاديمية والمهنية. وأتاحت الفرصة للطلبة ابتداءً من الأربعاء الماضي وحتى مساء اليوم السبت إبداء ملاحظاتهم وآرائهم ومقترحاتهم حول البرنامجين المقترحين. وجرت العادة لدى وزارة التربية والتعليم منذ حوالي ثلاث سنوات تقريبًا إشراك الطلبة لاعتماد برنامج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، كما ذكر مدير موقع أوائل حسام عواد . التخفيف من رهبة الامتحان وقال حسام عواد إن ثلث الطلاب المتقدمين لدورة الامتحان العام الماضي شاركوا في الاستبيان الذي أعلنت عنه الوزارة بتقديم مقترحين للامتحان، وهو يمثل نسبة كبيرة من المشاركة. وبيّن أنّ ذلك قد يساهم في التخفيف من رهبة الطالب قبل الامتحان، ويجعله أكثر انسجامًا مع ما تتطلبه فترة امتحانات الثانوية. وقال عواد: "إن إسهام الطلبة في المشاركة في وضع برنامج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة يهدف إلى عدة أمور، أهمها إعطاء الطالب مساحة تامة في إبداء رأيه حيث يكون شريك في القرار". وفي سياق ذلك، أضاف "إن إشراك الطلبة في اختيار البرنامج، هو إعطاء الطلبة مساحة في اختيار المادة الأولى التي يرغب الطلبة بداية الامتحانات بها". وبيّن، أن سبب تقديم مقترحين للبرنامج من قبل الوزارة، لكي لا يشعر الطالب أنه قد ظلم في مقترح معين تعتمده الوزارة لبرنامج امتحانات الثانوية. وأشار حسام عوّاد إلى أن التصويت على الاستبيان يتم بناءً على نقطتين أساسيتين؛ الامتحان الأول الذي يبدأ به الطلبة في الدورة، فمثلًا الابتداء بامتحان مادة صعبة مثل الرياضيات والذي لديه شقان، الشق الأول وهو الشق الإيجابي الذي يتيح للطلبة اكتساب وقت أكبر لدراسة الامتحان، والشق السلبي " من منظور التجارب السابقة" أن الطالب إذا لم يُحسن التعامل مع امتحان الرياضيات فإنّ ذلك سيؤثر سلباً على نفسيته وأدائه بباقي المواد. ومن جانب آخر، أكّد عواد أن البدء في مادة أكثر بساطة وتركز على سمة الحفظ أكثر من الفهم وبالتالي وقت أقل مثل تاريخ الأردن ، قد تساهم في دخول الطالب لدورة الامتحانات بنفسية جيدة وهذا شق إيجابيّ إلا أن الطالب يفقد الفرصة في الاستعداد لمادة أكثر صعوبة "من وجهة نظر الطلبة" كالرياضيات ؛ ولذا فكلا المقترحين له إيجابيات وسلبيات . وتطرّق عواد في حديثه حول المقترحين إلى أهم المعايير التي تعتمدها الوزارة في رصد ملاحظات الطلبة بعد الاستبيان؛ - الفترة "طول المدة" التي تعقد فيها امتحانات الوزارة "14،16،18" يوما، وغالبًا الطالب يرغب بالمدة الأطول، بعكس الوزارة التي تفضل أقصر فترة مقترحة لعقد امتحانات الوزارة فيها. - أيام الفراغ ما قبل كل امتحان "حسب طبيعة المواد تخصص أو مشتركة". - رغبة الطلبة في الامتحان الأول الذي يبدؤون به في الدورة، وكذلك الأخير، بحيث يكون التوتر عاليًا لدى الطلبة قبل الامتحان الأول، وأقل حتى آخر امتحان مع همة واستعداد أقل للطلبة. - المواد التي يرغب الطالب أن يأتي امتحانها يوم السبت بسبب وجود يوم فراغ يسبقه . - الموازنة ما بين مواد الحزم في نفس التخصص، فمراعاة أن تحقق (حزم المواد) العدالة بين الطلبة أمرٌ يتطلب تصميماً مرناً حيث يمكن تشكيل عدد كبير من احتمالات الحزم في الفروع الأكاديمية والمهنية ولك مثلاً أن تأخذ حزم الفرع العلمي التي يمكن تشكيلها من مواد ( الفيزياء ، الكيمياء ، الأحياء ، علوم الأرض أو الحاسوب) . نهج ديمقراطي من جهته، اعتبر الخبير التربوي فرج طميزة أن تقديم مقترحين أوليين لبرنامج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للدورة، هو نهج من الديمقراطية لوزارة التربية والتعليم لأنها تدمج الطلبة في آلية البرنامج. وبيّن طميزة لـ"البوصلة" أنه يأمل ألا يكون ذلك عبارة عن قضية إعلامية فقط، إنما الأخذ بعين الاعتبار حقًا، إذا كان هناك رأي من غالبية الطلبة المشاركين في إحداث تغيير معين في البرنامج. وأكّد طميزة أن الطلبة غالبًا ما يرغبون في وضع برنامج مناسب لتوقيت كل مادة حسب مستواها "صعب-سهل"، وأن توزيع المواد بشكل مناسب للتوقيت، يكون بمراعاة وضع مادة "نتائج الطلبة غالبًا فيها تأتي مرتفعة" في بداية دورة الامتحانات، حتى لا يتفاجأ الطلبة وتصدم نفسياتهم.