أقر خبراء تربويون بأهمية حاجة النظام التعليمي في المملكة لمحطات تقييمية للطلبة؛ لقياس مهاراتهم بشكل دائم، وخاصة في الصفوف الأساسية. وأوضح خبراء لـ"السبيل" أن الحاجة لامتحانات وطنية ودولية وحتى مدرسية شاملة، لبعض الصفوف الاساسية تعد أولوية قصوى لقياس مهارات الطلبة وخاصة في القراءة والكتابة لكلا اللغتين العربية والانجليزية والحساب والعلوم. وأكد الخبراء أن من خلال تلك الاختبارات، يتسنى للوزارة اعادة ترتيب اولوياتها وتوضيح حاجيات الطلبة، وتفادي اخطاء ممكن الوقوع بها في النظام التعليمي، ومن ثم تدارك الأمر بشكل مبكر. من جانبه، قال وزير التربية والتعليم السابق فايز السعودي إن حاجة النظام التعليمي لمحطات تقييمية للطلبة ومهاراتهم ضرورية في ظل التعليم الحديث، الذي لا يسمح لرسوب الطالب في صفه وانتظاره ان يعيد تعليم بعض المهارات في سنة جديدة، "ومن هنا على كل طالب أن يمتلك المهارات الاساسية في الغرفة الصفية". وأضاف السعودي لـ"السبيل" أنه حتى نضمن بأن الطلبة امتلكوا المهارات الاساسية في اللغات من قراءة وكتابة ونحو ومحادثة، ومهارات الحساب من جمع وطرح وضرب وقسمة، يجب عمل محطات تقويمية للتأكد بأن الطالب امتلك تلك المهارات. وبين أن عند اجراء بعض تلك الامتحانات الوطنية، يتضح من خلال النتائج مدى تحصين الطالب بالمهارات الاساسية، وإن لم يمتلكها أو إن كان هناك ضعف فيها، تجرى له حصص تقوية ومعالجة سريعة، لإعادة الحاقه بزملائه في ذات الصف. وأكد السعودي أن نتائج الامتحانات الوطنية التي تجريها الوزارة للصفوف الاساسية، تكون بمثابة دراسة ميدانية لإعادة النظر والتقييم في تحسين وتجويد البيئة التعليمية والمناهج وحتى المعلم ومهاراته. ولفت إلى أن الامتحانات القيمية توضح بعض نقاط الخلل في البيئة التعليمية وخاصة في بعض المناطق التي تعاني من نقص الكوادر وعدم تدريب المعلم على مهارات التدريس الحديثة، وتسليط الضور على تلك النقاط ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لها. واشار السعودي إلى أن الامتحان الوطني للصف الرابع يهدف إلى قياس المهارات الاساسية للطلبة، اما الامتحان الوطني للصف الثامن فيهدف إلى قياس ميول ورغباته الطالب نحو التخصص الذي يرغب بدراسته وتوجيهه وارشاده. إلى ذلك، قال الخبير التربوي عدنان حسونة إن الاصل في أي اجراء تتخذه وزارة التربية والتعليم أن ينسجم مع الاستراتيجية العامة التي تتبعها، فإن كان الامتحانات التقويمية لبعض الصفوف ضرورة وضمن الاستراتيجية، فعليها اجراؤها. وأضاف حسونة الذي شغل منصب رئيس لجنة التربية النيابية سابقاً، لـ"السبيل" ان كان الغرض من الامتحانات التقويمية هو الوقوف على مهارات الطلبة والتحقق من امتلاكهم اياها، قبل العبور إلى المراحل العليا، فإن الامتحانات تصبح ضرورة قصوى، وحاجة وطنية نابعة من اهداف استراتيجية للتعليم. وبين أن التغذية الراجعة من الامتحانات الوطنية، تحتم على الوزارة مراجعة خططها بشكل دائم وخاصة بما يتعلق بالمناهج، وطرق التدريس؛ لأن من خلال تلك الامتحانات، تتمكن التربية من الاشارة الى نقاط الخلل ووضع خطط العلاج. يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم ستجري يوم غد الثلاثاء، اختبارا وطنيا لضبط نوعية التعليم لطلبة الصف الرابع الأساسي في مباحث اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم.  ويخضع 170 الف طالب وطالبة في المملكة للاختبار الذي تعده الوزارة، ويهدف إلى قياس مدى امتلاك الطلبة في الصف المستهدف لمهارات التعلّم الأساسيّة، وقياس مستويات أدائهم بدلالة مؤشرات الأداء، ومدى امتلاكهم مهارات المعرفة في المباحث التي تم اختبارهم فيها. ويطبق الاختبار سنويا في المباحث الأساسية الأربعة، وفق خطة منتظمة وبالتناوب على واحد من الصفوف المستهدفة وهي الرابع والثامن، والصف العاشر الأساسي، حيث تم هذا العام اختيار الصف الرابع لإجراء الاختبار، فيما سيطبق العام المقبل على طلبة الصف الثامن الأساسي، وعلى طلبة الصف العاشر في العام الذي يليه.  وتسعى وزارة التربية والتعليم من هذا الاختبار الى تزويد متخذي القرار بمعلومات عن جودة التعليم، تساعدهم على اتخاذ قرارات التطوير المناسبة، وتزويد المعلمين بمعلومات عن جوانب القوة وجوانب الضعف في أداء طلبتهم، وبما يساعد على متابعة الطلبة وتحديد مسار تقدمهم وتحسين تعلمهم. كما تسعى الوزارة من الاختبار أيضا إلى إبراز الجوانب التي يجب التركيز عليها في المناهج الدراسية أثناء ممارسة عملية التعليم، والوقوف على مستويات أداء الطلبة وفق مؤشرات الأداء. وستجري الوزارة الاختبار بصورة إلكترونية على 20 بالمئة من طلبة الصف الرابع، بحيث يتم منح كل طالب كلمة مرور خاصة به تمكنّه من التقدم للاختبار، فيما سيخضع بقية الطلبة للاختبار في صورته الورقية.  وستعمل إدارة الامتحانات والاختبارات في الوزارة بعد تطبيق الاختبار على إصدار تقرير إحصائي عام ومفصل بنتائج الطلبة، يتضمن مستويات أداء المديريات على مستوى المملكة، ومستويات اداء المدارس على مستوى المديرية، ومستويات اداء الطلبة على مستوى اوائل المدرسة والمديرية، بالإضافة إلى توصيات لكل المعنيين في الميدان التربوي في ضوء نتائج الاختبار. كما ستعمل الوزارة مع مديريات التربية والتعليم في الميدان على متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة بشأن الاختبار.