التقى نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات في مبنى الوزارة وفد جماعة عمان لحوارات المستقبل برئاسة الأستاذ بلال حسن التل . وأكد الدكتور الذنيبات خلال اللقاء أهمية التشاركية والتعاون مع منظمات المجتمع المدني وبما يسهم في تعزيز العمل التربوي وإثرائه ، مبيناً أن هذا اللقاء يأتي بهدف اطلاع الوفد على انجازات وزارة التربية والتعليم وخاصة فيما يتعلق بتوصيات مؤتمر التطوير التربوي الذي عقد في شهر أب من العام الماضي . وأشار الدكتور الذنيبات إلى أهمية الدعم الكبير والمستمر الذي توليه القيادة الهاشمية الحكيمة لقطاع التربية والتعليم والمبادرات الملكية السامية التي تستهدف الارتقاء بهذا القطاع وبما يسهم في تقدم الأردن وتعزيز مسيرته التنموية . وعرض الدكتور الذنيبــات الأهداف المنشودة لتطوير التعليم والتي تتضمن تطوير بنية السلم التعليمي ، ومراجعة مساراته ، والتوسع في مرحلة رياض الأطفال ، وتطوير المناهج الدراسية لمراحل التعليم المختلفة ، إضافة إلى تطوير التعليم المهني وإعادة هيكلة تخصصاته ، وزيادة مشاركة القطاع الخاص بما يحقق المواءمة مع احتياجات سوق العمل والتنافسية وزيادة نسبة الملتحقين بهذا الفرع . وأشار إلى ان عملية تطوير المناهج والكتب المدرسية هي جهد مشترك قام عليه معلمون ومشرفون تربويون من ذوي الكفاية والخبرة تم اختيارهم على اساس تنافسي إضافة إلى جهود أكاديمية من أساتذة الجامعات الأردنية شاركت في اللجان القائمة على عملية التطوير ومراجعة وتقييم مستفيض من الميدان التربوي لافتاً إلى أن هذه العملية تلاقي الإشادة والاستحسان من معلمينا العاملين والخبراء التربويين وأصحاب الاختصاص . ولفت الدكتور الذنيبات إلى ما قدمه معلمون مختصون من عروض خلال الندوة الحوارية التي اقامها مجلس التربية والتعليم في أكاديمية عمان مؤخراً وما تضمنته هذه العروض من تحليل دقيق للمناهج المطورة مبينين أنها أقرب للواقع بتضمينها مواقف حياتية ، وأسهل للفهم والتعليم وتراعي قدرات الطلبة وتنسجم مع البيئات التعليمية المتاحة إضافة إلى انسجامها مع مبادئنا وقيمنا العربية الإسلامية ووسطية الإسلام كنهج أردني معاش . كما أشار الذنيبات إلى سعي الوزارة إلى تحسين كفاءة نظام الموارد البشرية واستثمارها وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلبة تتيح فرص التعليم للجميع وتحقق المساواة والعدالة في توفير الخدمات التربوية كما ونوعاً . وبين الدكتور الذنيبات أن الوزارة اعتمدت أسساً وإجراءات جديدة بانتقاء المعلِّمين المرشّحين للتعيين من قِبَل ديوان الخدمة المدنيّة إذ قامت بتشكيل لجان فنية لإعداد امتحانات تخصصية إلكترونية للمرشحين للتعيين والإشراف على عقدها بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنيّة ، وإجراء مقابلات للمرشحين الذين اجتازوا الامتحان للتأكد من أهليتهم للتعليم وإلحاق من يجتاز الامتحان بدورات تدريبية لإعداده أوليًّا لمهنة التعليم بالتعاون مع أكاديمية الملكة رانيا العبدالله لتدريب المعلمين . وأوضح الدكتور الذنيبات أن الوزارة تبنت خطة إصلاحية لتحسين نوعية التعليم في المدارس من خلال مجموعة من التدخلات أحداها دمج المدارس ضمن مدارس مجمعة، وبما يوفر بيئة تعليمية غنية بكوادرها البشرية المؤهلة والمدربة والمستقرة، وضبط نوعية التعليم فيها، إضافة إلى توفير المرافق الداعمة للتعلم، والتخلص من المدارس المستأجرة التي يدرس فيها أعداد قليلة من الطلبة ولا يتوفر فيها بيئة تعليمية مناسبة . وأشار الذنيبات إلى أن الوزارة تعمل على تفعيل دور الإشراف التربوي مؤكداً حرصها على تفرغ المشرف لوظيفته وتوجيه جهوده للميدان التربوي بما ينعكس على عمل الإدارة المدرسية والغرفة الصفية . وبين الدكتور الذنيبات أن الوزارة أرست العديد من الإجراءات التي تسهم في تعزيز المؤسسية والمساءلة في العملية التربوية، مشيراً إلى أن الوزارة استحدثت وحدة خاصة بالمساءلة والمتابعة للعمل التربوي. وأكد الدكتور الذنيبات أن الوزارة تعمل على إعادة تأهيل الأبنية المدرسية القائمة وإنشاء أبنية مدرسية جديدة والتوسع في فتح شعب لرياض الأطفال ، وتبني مبدأ المدارس المركزية المجمعة لتحسين العملية التربوية ومواجهة الاحتياجات المتزايدة للأبنية المدرسية نتيجة لزيادة السكان وانتقال الطلبة من المدارس الخاصة إلى الحكومية . وأكد الدكتور الذنيبات اهتمام الوزارة في بناء شخصية الطالب المنتمية لوطنها وقيادتها الهاشمية ، مشيرا إلى جملة البرامج التي اتخذتها الوزارة بهذا المجال مثل برنامج التدريب الوطني لطلبة الصفين التاسع والعاشر ، ومعسكرات الحسين للعمل والبناء الذي تنفذه بالتعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية ، واستحداث كتاب تاريخ الأردن الذي سيبدأ تدريسه أبتداء من مطلع العام الدراسي القادم ، وفتح مدارسها أثناء العطلة الصيفية للطلبة وأبناء المجتمع المحلي ، وفعاليات الكشافة والمرشدات والدورات الرياضية المدرسية ، إضافة إلى برامج العمل التطوعي أثناء العام الدراسي والعطلة الصيفية . وأشار الدكتور الذنيبات إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في مجال تحسين مهارات القراءة والكتابة والحساب لدى الطلبة في الصفوف الثلاثة الأولى ومنها توزيع كراسة الخط العربي والقصص الهادفة التي اشتملت على العديد من المضامين والمفاهيم التي تكرس مبادئ الوسطية والأعتدال وحب الوطن واحترام الرأي والرأي الأخر ، وتنمية العادات والقيم النبيلة في نفوس الطلبة . وعرض الدكتور الذنيبات خلال اللقاء أثر اللجوء السوري على الأردن وتداعياته على موارده المحدودة وبخاصة في قطاع التعليم ، مؤكداً أننا في الأردن وانطلاقاً من إيماننا المطلق بالتعليم كحق أساسي لكل طفل وباعتباره خدمة عالمية فقد فتحنا مدارسنا للأطفال السوريين وغيرهم على الأراضي الأردنية بغض النظر عن جنسياتهم وأسباب قدومهم إلى الأردن، معتبراً أن الأردن يقوم بخدمة إنسانية جليلة في هذا المجال نيابة عن المجتمع الدولي . وأكد الدكتور الذنيبات أن الوزارة تؤمن أن التربية والتعليم مسؤولية وطنية مجتمعية مشتركة الأمر الذي يتطلب تظافر كافة الجهود لتحقيق أهدافها وبرامجها التطويرية . وثمن الدكتور الذنيبات زيارة وفد جماعة عمان لحوارات المستقبل لوزارة التربية والتعليم ومبادرتهم لمساندة الوزارة ودعم جهودها في الخطط والبرامج التطويرية التي تنفذها ، مبدياً استعداد الوزارة للاستفادة من التغذية الراجعة التي من شأنها الاسهام في تحسين وتطوير العملية التربوية . من جانبه ثمن رئيس وأعضاء وفد جماعة عمان لحوارات المستقبل جهود وزارة التربية والتعليم في كافة المجالات سعياً لتحسين جودة ونوعية التعليم ، مؤكدين أنهم سيكونون شريكاً للوزارة في توجهاتها الساعية لتطوير العملية التعليمية والتربوية . وجرى خلال اللقاء حوار موسع حيال مختلف القضايا المتعلقة بالتربية والتعليم والبرامج والسياسات التطويرية الهادفة إلى إحداث التطوير المنشود . وتم الاتفاق على عقد اجتماعات لاحقة للتنسيق بين الطرفين في كافة المجالات . وحضر اللقاء الأمينان العامان للوزارة محمد العكور وسامي السلايطة وعدد من المسؤولين التربويين في الوزارة . أوائل-توجيهي أردني