اكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، ان الوزارة لن تبعد الاسلام عن مناهجنا، وانها حريصة على غرس قيم الثقافة الاسلامية لدى النشء الجديد، وان مضامين الكتب الجديدة تشكل نقلة نوعية في تكوين الكتاب المدرسي الذي لم يتعرض لأي تطوير منذ 10 سنوات. وقال الدكتور الذنيبات، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، ان تأليف الكتب تم من خلال لجان تم اختيارها بالتنافس بين المشرفين التربويين والمعلمين المتميزين، واختيار الافضل منهم، فيما تم تكليف لجان من خيرة علماء الاردن والمتخصصين في مختلف المجالات كلجان توجيه واشراف واختيار مستشار لكل مبحث. واضاف، خلال المؤتمر الذي عقد في رئاسة الوزراء، ان المناهج الدراسية لا تخضع لأي نوع من انواع الدعم الاجنبي، ولم يتدخل اي شخص اجنبي في تأليفها، وان من يقوم على تأليفها ومراجعتها هم اردنيون وقامات وطنية ومن اصحاب العلم والمعرفة والدراية. واعتبر ان ما حصل هو حملة ترويجية سلبية ضخمة ترفض التعديلات على المناهج دون تحديد اي منهاج، وان المقصود من هذه الحملة ليس الكتب المدرسية، وانما تشويه قصص النجاح التي حققتها الوزارة ويشهد لها الجميع، بعد ان تأذت مصالح البعض الخاصة من الخطوات الاصلاحية التي اتخذتها الوزارة نتيجة لتطبيق القانون. وقال وزير التربية والتعليم، ان تقييم الكتاب المدرسي او المنهاج بشكل عام لا يتم بالاجتزاء، وعلينا ان نحتكم في هذا الامر لجهة علمية وخبراء ومختصين لدراسة المناهج، مؤكدا ان اي مواضيع او دروس او عبارات وردت في المناهج واحدثت خلالا في الفهم، يمكن مراجعتها وتعديلها باعتبار ان الكتب الحالية هي طبعة تجريبية وليست مقدسة. ورصدت وزارة التربية والتعليم بحسب الدكتور الذنيبات، 49 صفحة من التغذية الراجعة حول المناهج، حيث كان جميع ما ورد في هذا الرصد هو الرفض دون ابداء اي وجهات نظر، مبينا ان المناهج موجودة بين 1.8 مليون طالب ولدى 400 الف اسرة اردنية، وان من يريد الاصلاح عليه ان يمسك بقلمه ويقرأ الكتاب ويرفع تقريرا متكاملا لإدارة المناهج ووزارة التربية. وقال ان اللجنة المكلفة بدراسة المناهج قاربت من الانتهاء من عملها وان الوزارة ستأخذ بتوصياتها، فيما اكد ان المناهج الاردنية لا يوجد فيها ما يدعو للتطرف والتعصب، وهي تركز على الاعتدال والتسامح والوسطية وقبول الآخر والعيش المشترك والحوار واحترام انسانية الانسان واحترام المرأة وحقوقها والانفتاح على حضارات العالم، وتراعي كذلك التنوع وابعادا كثيرة. كما اكد وزير التربية والتعليم، ان المناهج الاردنية من افضل المناهج في العالم الاسلامي وتعزز القيم الانسانية والاسلامية ولا تحتوي على اي كلمة او نص يتصادم مع ديننا أو نص شرعي واي عقيدة، وتنطلق من حقيقية ان الاسلام دين الرحمة والتسامح والوسطية. وقال ان الجهد الذي بذل في اعداد هذه الكتب والمناهج هو جهد بشري قد يصيب وقد يخطئ ويمكن مراجعته، وان الوزارة تتبنى عملية المراجعة بين الحين والآخر، وتحترم كل رأي بناء وناقد ويقدم دليلا بناء، مثلما حذر من زج الخلفيات الفكرية والسياسية في الحديث عن المناهج دون ادلة وبراهين. وحول حذف بعض الآيات القرآنية والاحاديث النبوية، قال الوزير الذنيبات انه تم توزيع بعض الآيات والاحاديث في الكتب لتوظيف هذه الآيات والاحاديث في خدمة العديد من القضايا، مشيرا الى وجود العديد من الآيات في كتب العلوم بالإضافة الى اللغة العربية. وقال" لو كان الهدف هو حذف الآيات والاحاديث، لحذفت اللجان الآيات الواردة في كتب العلوم"، مبنيا ان هذه الكتب من الصف الاول وحتى الصف الثامن تضمنت 71 اية تم وضعها لربط الانسان بخالقه، بالإضافة الى آيات في كتب التربية الاسلامية وضعت لتعميق الايمان بالله وتوسيع معارف الطالب وثقافته المستمدة من الاسلام والحضارة العربية والاسلامية دون افراط او تفريط كما جاء في فلسفة التربية واهدافها. وقال الدكتور الذنيبات، ان ما اردنا ان نبنيه في مناهجنا من سلوك سوي وقويم في نفوس ابنائنا واحترام الرأي والرأي الآخر، هدمه سلوك من احرق الكتب وحرض على الاضراب وهاجم المناهج دون علم او دراية، معتبرا ذلك تحريفا للحقائق وتجييشا للناس وتضليلا للرأي العام. واكد ان التعليم لا يدار بالمجاملات والعواطف والاهواء ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وانما يحتاج الى علم وحلم وحكمة وعلماء دون الطعن بهم. وعرض وزير التربية والتعليم خلال المؤتمر، لعدد كبير من الامثلة والمغالطات التي تم توظيفها وتداولها في مواقع التواصل الاجتماعي ونسبت للمناهج الجديدة بأنها تشكل هجوما على الاسلام والدين، وذلك كله تجن وافتراء على المناهج الدراسية وتشكيك بلجان التأليف والاشراف والمراجعة. كما اكد ان المناهج الاردنية الجديدة تضمنت دروسا معمقة عن القضية الفلسطينية والحقوق العربية التاريخية في فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وتعزز كذلك حق العودة في نفوس الطلبة، فيما حرصت كذلك على غرس القيم الحقيقة في نفس النشء وحضور الشكل الديني للمرأة والاسرة المسلمة في حياتها، بالإضافة الى الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة. وتضمنت كتب التربية الاسلامية بحسب الوزير الذنيبات، صورا للمسجد الاقصى، وتضمنت كذلك دروسا عن شخصيات وطنية واردنية دافعت عن ثرى فلسطين وقصائد شعرية تتحدث عن العروبة والمواطنة، فيما تضمنت 170 اسما متداولا بهدف توسيع مدارك الطلبة ومهاراتهم واكسابهم معارف جديدة. ودعا الوزير كل مواطن مخلص وعالم في مجاله ان يزود الوزارة برأيه مكتوبا ويعطي بديلا او اقتراحا بناء، مبينا ان الوزارة بدأت تستقبل الملاحظات والتغذية حول المناهج على العنوان الالكتروني الذي خصصته لذلك وهو "[email protected]". وفي تعقيبه على دور نقابة المعلمين في اعداد المناهج الجديدة، اكد الدكتور الذنيبات ان قانون النقابة يحدد طبيعة عملها، وليس لها ان تتعامل مع المناهج بحسب قانونها الا من خلال النقيب باعتباره عضوا في مجلس التربية، مؤكدا انه ليس من حق النقابة بالقانون ان تتدخل في المناهج، وانما عليها ان تزود الوزارة بملاحظات المعلم والمشرف التربوي على المناهج. وحول ما يجري من تصرفات واحتجاجات على المناهج وتشهير بوزارة التربية والتعليم، اكد الذنيبات، ان هذه التصرفات غير قانونية، وان هناك قنوات قانونية يجب ان يسلكها الجميع بعيدا عن الاضرابات والاعتصامات والاحتجاجات. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، اكد ان هذا المؤتمر هو جزء من سلسلة الخطوات والخطة الشاملة لتوضيح ابعاد هذا الشأن المتعلق بالمناهج للرأي العام والمحلي. وقال "اننا دائما نتابع ما يجري ونستجيب له بالطرق المختلفة"، مشيرا الى ان الايام الماضية شهدت سلسلة من النشاطات كان معظمها على مواقع التواصل الاجتماعي للتأكد من ان الصورة قد وصلت وان التعديلات قد وضعت في اطارها الوطني المعروف. واكد الدكتور المومني ان الحكومة رصدت طريقة التعامل مع هذا الامر والنقاش الدائر حوله، مبينا ان هناك فئة ناقشت هذا الموضوع وكان لديها بعض الاقتراحات والتساؤلات المشروعة والمتوازنة في اطار من الحوار المسؤول الذي نعتز به في الاردن ونحرص عليه ونقدره. واشار الى فئة اخرى ناقشت الموضوع بطريقة غير علمية وفيها كثير من التضليل للرأي العام، وهذا امر غير مقبول وطارئ على مجتمعنا، فيما استهجن بعض الممارسات حول حرق الكتب المدرسية معتبرا ذلك اسلوبا ليس جيدا للحوار، ومدان ويجب ان لا نتعايش معه او نقلبه. واكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، انه سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق كل من قام بهذه التصرفات غير المسؤولة التي لن تمر دون محاسبة. وقال "ان التطور هو سمة من سمات الدولة الاردنية التي نعتز ونفتخر ونتميز بها، وان تطوير منهاجنا وتطوير قطاع التعليم يجب ان يحسب للحكومة لا عليها"، مثلم اكد ان الخطوات الاصلاحية الكبيرة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم هي مؤشر على ان الدولة الاردنية تسير نحو نهج التطور والتقدم. كما اكد اهمية ان يكون هذا الشأن بمنأى عن اي تجاذبات وسجالات سياسية من اي نوع، وبأي شكل من الاشكال، وان يعهد هذا الامر الى القامات الوطنية والخبرات العلمية التي تتعامل مع شأن التربية والتعليم، مبينا ان المناهج السابقة والحالية وضعتها قامات وطنية يشهد لها بالكفاءة والعلم والمصداقية.الرأي أوائل-توجيهي أردني