بعد ظهور نتائج الثانوية العامة الشهر الماضي وتدني نسب النجاح والمعدلات بشكل عام توجه الكثير من طلاب الثانوية هذا العام الى فكرة تأجيل بعض المواد وتقسيمها لعدة فصول ليتسنى لهم دراستها بشكل جيد. كهذا التوجه بفكر الطلاب لم يكن حاضرا في سنوات سابقة باستثناء من لم يتسن له اكمال متطلبات النجاح والرسوب بمادة او مادتين ليصار الى تقديمها بالدورات المتتالية للثانوية والتي تسمح للطالب بتقديم اي مادة رسب بها اربع دورات متتالية فقط فيستنفذ حقه بعد ذلك بالاعادة ويجبر ان يعيد كافة المواد الدراسية. التوجه الجديد يتطلب اعادة التقييم بآلية الثانوية العامة من جديد ليس من جهة وزارة التربية والتعليم فحسب بل بادارات المدارس والاسرة كوحدة مشتركة تسهم في توجيه الطلاب بالشكل الصحيح وتجنبهم الوقوع باخطاء ناتجة عن التوتر والقلق لتدفعهم لاتخاذ قرارات قد لا تكون سليمة. خوف الطلاب من عدم اجتياز النجاح في مواد الامتحان او الرسوب بمواد معينة دفعهم للتفكير بتاجيل بعضها فصلا او فصلين مما يعني تاخرهم بالالتحاق بالجامعات في الوقت الذي كل ما يحتاجونه هو التخطيط الصحيح بهذه السنة المصيرية من عمرهم التعليمي والتعلم بادارة الوقت والتركيز والدراسة الصحيحة دون الخوف والتوتر المبالغ فيه. وتتحمل ادارات المدارس جزءا من مسؤولية تفكير الطلاب الجديد وتوجههم الى تاجيل بعض المواد لتنازلها عن مسؤوليتها بتوجيههم توجيها سليما والاكتفاء بالجانب الاكاديمي فقط وحرصها على انهاء المنهاج بوقته المحدد دون مراعاة الجوانب النفسية للطلاب وادراك مخاوفهم وتوترهم الذي يقودهم الى التعثر بمرحلة هامة من حياتهم. يقول مشرف تربوي فضل عدم الاشارة لاسمه ان ما يحدث مع الطلاب من توجه لتأجيل بعض مواد التوجيهي لعدة فصول امر جديد لم يكن مطروحا في تفكيرهم سابقا فالطالب بسنوات مضت لم يكن يفكر بتاجيل اي مادة الا اذا لم يحالفه الحظ بالنجاح بها فيجبر على اعادتها بالرغم من ان طلابا كانوا يرسبون باكثر من مادة ويقدمونها بالدورة اللاحقة للامتحان في حين ان ما يحدث الان من تاجيل مواد لعدة فصول جانب يستدعي دراسته ومعرفة اسبابه. واضاف: المسؤولية في ذلك تتشارك بها الاسرة والمدارس والوزارة خاصة وان هناك اسئلة في بعض المواد كالرياضيات والفيزياء والانجليزي على قدر من الصعوبة وعدم الوضوح تربك الطلاب وتحتاج لقدرات متفاوتة لاجتيازها. واشار ان قرار التأجيل لفصل واحد او اكثر يتطلب اعادة توجيه طلاب الثانوية بشكل صحيح يبعدهم عن هذا الكم الكبير من مشاعر الخوف والتوتر فامتحان التوجيهي ليس معقدا لدرجة لا يمكن للطالب ان يقدم جميع المواد المطلوبة كما هو مقرر لها بدورتين شتوية وصيفية خاصة وان نظام الحزم يسمح لهم بتقسيم بعض المواد على دورتين. المرشدة التربوية والاجتماعية منال طهبوب اشارت الى ان مرحلة التوجيهي مرحلة لا تحتاج الى هذا التوتر والقلق الذي يعيشه الطلاب ويدفعهم الى ذلك توتر اسرهم بالدرجة الاولى وضغط المدارس اتجاههم الذي لا يعنى بتوفير اجواء الراحة النفسية لهم. واضافت: اذا اراد الطالب ان ينهي هذه المرحلة بنجاح وسلام عليه ان يواظب على الدراسة الصحيحة وتقسيم اوقاته بشكل مناسب بحيث يكون له وقت للترفيه او ممارسة هواياته والخروج مع اصدقائه ولو ليوم واحد في الاسبوع ليشعر بانه مرتاح ويتمكن من الاستمرار بطريقة صحيحة. واكدت ان الضغوطات التي فرضها التوجيهي على الاسر وابنائها اسهم بتفكيرهم في تاجيل مواد لفصل اخر او تقسيمها لفصول بحيث يفكر الطالب بان هذا التقسيم سيساعده بتحقيق النجاح واحراز علامات مرتفعة في حين يمكنه تحقيق ذلك اذ ما تعامل مع التوجيهي من منظور مختلف بعيدا قدر الامكان عن التوتر والقلق. ودعت طهبوب المدارس الى التركيز على الجانب النفسي لطلابها وعدم الاكتفاء بالجانب الاكاديمي خاصة وان هناك مدارس بدات دوام طلاب التوجيهي مبكرا وتفرض عليهم دوام العطل لتتمكن من الانتهاء من المنهاج غير مراعية الضغوطات الكبيرة التي تعرض طلابها اليها وتدفعهم للتراخي او اتخاذ قرارات بتأجيل مواد دون الحاجة الحقيقية لذلك. وزارة التربية والتعليم تترك خيار التأجيل للطلاب انفسهم فهي تمنح لهم الفرصة للتأجيل او الاعادة اربع دورات متتالية ليستنفذ الطالب بعد ذلك حقه ويجبر ان يعيد المواد كاملة وهي حسب ما تراه الوزارة امر منصف فاربع دورات متتالية كفيلة بان توصل الطالب للنجاح او اجتياز اي مواد لم ينجح فيها سابقا في حين ان قرار التأجيل دون ان يكون الطالب راسبا باي مادة شان الطالب واسرته فقط. فأن يختار طالب توجيهي طوعا تأجيل انهائه للثانوية العامة وتاجيل التحاقه بالجامعة ليحرز معدلات اعلى باتت ظاهرة منتشرة بين الطلاب يحكمها خوفهم وقلقهم من الفشل او رغبة منهم باحراز معدلات عالية فان كان طالب التوجيهي غير قادر على الدراسة وتقديم المواد المقررة له في دورتين اساسيتين « الصيفية والشتوية « كما تقرها الوزارة فكيف يمكنه ان ينتقل الى المرحلة الجامعية بثقة وقدرة على النجاح والتفوق. تأجيل الفرح المنشود ولحظة التخرج وانتهاء عام يصنفه الكثيرون بانه عام مصيري بحياة الطلاب دون الحاجة الحقيقية لذلك قرار غير منصف بحياة هؤلاء الطلاب كان يمكنهم النجاح والتفوق لو ابقوا انفسهم ضمن الالية الطبيعية للتوجيهي بدورتيه الصيفية والشتوية فقط. أوائل -توجيهي أردني