قرية "صالحية النعيم" تقع إلى الشرق من الرويشد بحوالي 35 كلم. فيها مدرسة مختلطة لجميع الصفوف، كان الأهالي قد بادروا إلى بنائها على نفقتهم الخاصة عند تأسيس القرية واستقرار السكان في العام 1988، ثم أنشأت لهم وزارة التربية مبنى جديداً. باختصار، هذا العام وبعد أيام على بدء العام الدراسي، جرى إبلاغ طلاب الصف الأول ثانوي أن مديرية التربية (البادية الشمالية الشرقية) لم توافق على تخصيص شعبة لهم بسبب قلة عددهم، وأن عليهم إما أن ينتظروا عاماً دراسياً كاملاً في بيوتهم، أو أن ينتقلوا إلى مدرسة تبعد عنهم حوالي 40 كيلومترا. قصة البقاء عاماً أو عامين في البيت بانتظار فتح شعبة، أمر اعتيادي للأسف في هذه القرية، وسبق أن نشرت "الغد" قصة مماثلة قبل 3 سنوات. إدارة المدرسة والمعلمون في المدرسة على استعداد – كما هم دائماً - لتحمل تبعات فتح شعبة بسبب تفهمهم لظروف طلابهم، والغرف الصفية متوفرة. وسبق أن فتحوا شعبة لطالبة واحدة كانت دراستها مهددة للسبب ذاته.  وفق ظروف المنطقة وخصائصها وتركيبة سكانها العشائرية وتباعد المساكن وصعوبة البيئة العامة، يبدو مستحيلاً الالتحاق الفعلي بمدرسة أخرى تبعد 40 كيلومترا، وربما أكثر بالنسبة لبعضهم، بسبب انتشار المساكن على بقعة واسعة. بالتالي فإن الاستمرار بالخطوة يعني القضاء على "فوج" من أبناء القرية، يتشكل من ستة طلاب، وهم: موفق صبحي عبدالعزيز الرويلي، ومحمد عرار محمد النعيم، ومحمد جمعة هلال النعيم، وبدر زعل مظهور النعيم، وناصر زعل مظهور النعيم، وعبدالله حافظ شلال النعيم.  مع التفهم لقرار الدمج وشروطه، لكن منطق العملية التنموية ينبغي أن تكون له الأولوية، ذلك أن مصلحة الطلاب تتفوق على تطبيق القرار الذي يتحول هنا إلى إجراء شكلي. إن إتاحة الفرصة أمام طالب لإكمال دراسته في مثل هذه القرى هو استثمار طويل الأمد في الإنسان، وفي هذه الحالة يتعين تطويع القرارات لخدمة هذا الهدف السامي.

أوائل - توجيهي أردني