التفوق الدراسي

هذه المقالة منقولة من كتاب الأستاذ حسام عواد في التفوق الدراسي : 

التعامل مع الأسئلة السهلة (ذات القدرات العقلية الدنيا ) :

كثيرًا ما نقع في فخّ الأسئلة المباشرة التي لا تتطلُّب منّا جهدًا عقليًا في تنفيذ عمليات ( الربط والتحليل والتركيب وحل المشكلات ) ، هذه الأسئلة الواضحة البسيطة يمكننا أن نقوم بحلّها بسهولة وسرعة ، ولكن للأسف كثيراً ما نقع في فخّ الإجابة الخاطئة للسؤال السهل ، والإجابة الصحيحة للسؤال الصعب .

هذه المشكلة يقع فيها الطلبةُ المتفوقون ، فحينما أقوم بمراجعة علامات الطلبة المتفوقين بعد الامتحانات الشهرية مثلاً ، أجدهم قد فقدوا علامة أو علامتين ، وحينما أناقشهم بالأسباب ، أجدهم مصدومين من أنفسهم ، كيف أخطؤوا بإجابة أسئلة تمكنَ جميعُ زملائهم من إجابتها .

هذا برأيي قد يعود في كثير  ٍ من الأحيان لشيء أسمّهِ : التكبُّر على السؤال السهل

فكأنّ الطالب هنا يقوم دون وعيٍ منهُ بعملية تقييم الأسئلة ، فيصنفها :

- سؤال سهل  

- سؤال صعب

وعند السؤال الصعب تجدهُ يشغلُ (محرّك) التركيز في عقله ، فيكون بأقصى حالات الدقة والانتباه ، لذا يقوم بحلّ الأسئلة ، بينما حينما يُقيّم السؤال بأنهُ سهل ، فإنه بلا وعيٍ يُغيّر وضعية (مُحرّك ) التركيز للحدّ الأدنى فهذا سؤال بسيط لا يحتاج لجهدٍ كبيرٍ وهنا يقع في الفخ ، وقديمًا قالوا : من مأمنهِ يؤتى الحَذر

سألتني أم رامي في اتصال هاتفي :

- مرحبا أستاذ حسام ، هناك نصائح متناقضة سمعتها بخصوص بدء الاختبار

- أهلا يا أم رامي ، تفضلي

- ما الافضل أن يبدأ رامي بقراءة الأسئلة كاملة ، ثم يبدأ بالإجابة أم يقوم باختيار الأسئلة الأسهل أم يبدأ الإجابة بدون تصفح الأسئلة ؟

- الله يفرحك بنجاح رامي ؛ سأقدم لك الوصفة التي أعتمدها لطلبتي :

أ. علينا أخذ نظرة سريعة على ورقة الأسئلة ، بدون قراءة جميع الأسئلة بدقة فهذا مدعاة للتوتر والتشتت ، مجرد تقليب سريع للأوراق ، ومعرفة عدد الأسئلة قد يساعدني في توزيع الوقت بشكل سليم ؛ فمثلًا لو كان عدد الأسئلة 30 فرع (ضع دائرة ) ، ومدة الإجابة 90 دقيقة ، فهذا يعني أنّ :

كل فرع = 3 دقائق بالمتوسط

طبيعي هناك أسئلة مباشرة قدْ تُحلّ بالنّظر فلا داعي للابتذال في التفكير بالإجابة ، بل التحليّ بالثقة والدقة ، فمثلاً لو ورد أمامي سؤال :

تاريخ استقلال المملكة الأردنية الهاشمية :

أ)1950  ب) 1948    ج) 1946      د) 1944 ، فهنا الإجابة حاضرة مباشرة ، لذا سأقوم باختيار الإجابة مباشرة ، وطبيعي أنّي لم أستغرق سوى بضعة ثوانٍ بحل السؤال ، وهكذا فأنا حققّتُ فائضًا من الوقتِ سأستفد منه في إجابة الأسئلة ذات القدرات العقلية العليا .

- ممتاز ، ولو كان هناك مثلًا 10 فروع مثل هذا السؤال ؟

- تخيلي معي ، 10 أسئلة (المفروض تستغرق معي نصف ساعة )

10 أسئلة * 3 دقائق = 30 دقيقة ، ولكنّي قمتُ بإجابتهم خلال 10 دقائق فقط ، لأنّها أسئلة مباشرة وذات قدرات عقلية دنيا ، هكذا فأنت وفرّتُ وقتًا كبيراً : 30 دقيقة – 10 دقائق = 20 دقيقة (ثلث ساعة ) .

هذه الـ 20 دقيقة ، سأستثمرها بشكل ذكيّ في حل الأسئلة ذات القدرات العقلية العليا ، والتي قد تستغرق وقتًا يزيد على 3 دقائق .

- نعم ، الآن فهمت الجملة التي قلتها في آخر بثّ لك للطلبة

- ماهي ؟

- أنتَ قلت : حسنُ تعاملكَ مع الأسئلة السهلة يساعدك على حلّ الأسئلة الصعبة

- صحيح ، فالأسئلة المباشرة تتطلب مني أمرين : 1- الثقة بنفسي   2- الدقة   وهكذا لن أتردد بالإجابة والانتقال للسؤال الذي يليه .