اقر مجلس التربية والتعليم في اجتماع عقده أمس برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات اعتماد تقرير اللجنة المكلفة بمراجعة الكتب المدرسية كمرجعية رئيسة عند اعادة طباعة الكتب المدرسية للعام الدراسي القادم. وأشار التقرير الذي أعدته لجنة مراجعة الكتب المدرسية بناء على الملاحظات التي وردت من الميدان التربوي ومن نقابة المعلمين وما تم تداوله في مختلف الوسائل، إلى أن الكتب المدرسية المطبقة في الميدان تنسجم انسجاما تاما مع فلسفة التربية والتعليم في الأردن، التي تقوم على الفهم العميق للعقيدة الإسلامية وعلى القيم العليا المنبثقة من الشريعة الإسلامية ومبادئها، وتراعي ثوابت الأمة العربية والإسلامية. كما أشار التقرير إلى أن الكتب المدرسية (التجريبية) موضع النظر اشتملت على تنوع في أساليب العرض والموضوعات، وركزت على مهارات التفكير الناقد والتحليل والربط والحوار والمناقشة والاستنتاج وترسيخ قيم المواطنة والمحبة والتسامح والتعايش وتقدير إنسانية الإنسان والاستناد إلى القيم الإسلامية الراسخة ووحدة الرسالات السماوية ومراعاة سهولة العرض وسلامة اللغة والتكامل بين الموضوعات ما يشكل نقلة نوعية في هذه الكتب. وبين التقرير أن هذه الكتب علمية في نهجها، واقعية في طرحها، وتقدم مواقف حياتية وتطرح مشكلات واقعية تثير تفكير الطلبة لإيجاد حلول منطقية، وترتكز كذلك على الدليل العلمي والبرهان العملي، وتسهم في إثارة القدرات الذهنية ومهارات التفكير. وأوضح التقرير أن الكتب المدرسية أضحت أكثر تخصصاً وعمقاً في العرض والتحليل وتناول الموضوعات المختلفة مع المحافظة على التكاملية بين المباحث والتسلسل المنطقي والإثرائي، فيما ركزت على مهارات ضرورية وأساسية مثل الاستماع والمحادثة في كتب اللغة العربية، إضافة إلى تنوع النشاطات المرافقة. ومن أبرز ملاحظات وتوصيات اللجنة المتصلة بكتب التربية الوطنية والمدنية، ان هذه الكتب تضمّنت مفاهيم واسعة عن المواطنة، والديموقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والأمن، والمشاركة السياسية، ومبادئ العيش المشترك. وقال التقرير ان الكتب المدرسية عرضت المشكلات المحلية والعالمية، والقضايا الوطنية والمعاصرة بشكل متتابع حسب الفئة العمرية والنمو الذهني، وراعت تعزيز الاتجاهات الإيجابية للطلبة التي تحترم التعددية والتنوع، وتقبّل الرأي الآخر، والاهتمام بالعمل الجماعي والمصلحة العامة؛ لإنشاء جيلٍ قادرٍ على التفاعل مع بيئته ومجتمعه، ومواطنٍ فعّال في مجتمع ديموقراطي. واوصى التقرير بإحالة الملاحظات الواردة حول كتاب التربية الوطنية للصف التاسع إلى وزارة التربية والتعليم، والمتعلقة بدروس: المساواة، والعمل، والمرأة، والشباب، والوقاية من المخدرات (حقوق الإنسان)، ومقارنتها بما جاء في مفردات الفكر الإسلامي، وتدعيمها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية المناسبة لهذه الموضوعات، ودراسة تضمينها في طبعة 2017. وبخصوص كتب التربية الإسلامية، قامت لجنة التربية الاسلامية بجمع الملاحظات الواردة من الميدان والصحف والمواقع الإلكترونية، وعقدت اجتماعات تشاورية بين أعضاء الفريق واطلعت على جميع كتب التربية الاسلامية للصفوف الأول الأساسي وحتى الحادي عشر، ونظرت في محتوى المادة العلمية للتأكد من سلامتها وموافقتها للإطار العام والنتاجات وانسجامها مع فلسفة التربية والتعليم، والتأكد من تحقق القيم الإيمانية والأخلاقية المنبثقة من شريعتنا الغراء. وأكدت اللجنة أنه وبعد النظر والتدقيق والتمحيص العلمي والتحليل المنهجي، توصلت اللجنة إلى النتائج الآتية ومنها: بدى جهد المؤلفين ولجنة الإشراف والمناهج واضحاً في كتب التربية الإسلامية وأن ما ورد من ملاحظات منها ما هو مبرر ومنها ما يمكن معالجته، إذ لا يعيب هذه الكتب، ولا يجعلها غير صالحة لأبنائنا الطلبة. واشار تقرير اللجنة الى ان كتب التربية الاسلامية راعت في محتواها وأنشطتها وتقويمها وصورها الإطار العام والنتاجات، وجاءت منسجمة مع فلسفة وزارة التربية والتعليم، وقيم الإسلام ومبادئه، وراعت توضيح حقيقة الإسلام وأسسه؛ من خلال الدروس التي تعالج موضوعات العقيدة الإسلامية، إضافة إلى ما تم بثه في ثنايا الدروس وارتباطه بالعقيدة الإسلامية وحقيقة الإسلام ومبادئه وتنوع القيم الأخلاقية وتعددها كالصدق والأمانة والوفاء والإخلاص واحترام الرأي والرأي الآخر، والتركيز على أساليب الخطاب وآداب الحوار والابتعاد عن الجمود أو التعصب الفكري، والانفتاح المضبوط والملتزم على الآخر. واوضح تقرير اللجنة كذلك ان كتب التربية الاسلامية تضمنت دروس تعظيم شعائر الله تعالى، والحث على المحافظة على المقدسات والأماكن الإسلامية والتاريخية؛ وإظهار واضح لمكانة المساجد في الإسلام وخاصة المسجد الأقصى الذي أفرد في دروس خاصة، إضافة إلى التأكيد على عمارة المسجد وفضلها في الإسلام والحث على صلاة الجماعة، ودرس آداب المسجد. كما بين التقرير ان الكتب الجديدة راعت توضيح حقيقة الجهاد في سبيل الله تعالى، وترسيخ قيم الدفاع عن الدين والوطن والعرض، حيث تم عرضها في صورة حوار شيق، مبسط مناسب لطلبة المدارس، تم فيه توضيح حقيقة الجهاد ومفهومه وغايته في الإسلام. كما أكد التقرير أن الكتب الجديدة راعت تقدير قيمة الشهادة، وأهميتها، ودورها في حفظ الدين والوطن، وخاصة الشهداء الذين استشهدوا على ثرى الأردن، فهناك درس شهداء على ثرى الأردن، ودرس حديث عينان لا تمسهما النار، ودرس الشجاعة...الخ. واحترام الصحابة وتقديرهم والدفاع عنهم، وخاصة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تم افراد دروس خاصة بهم كما في درس أعلام آل البيت في الصف التاسع، وغيرها من الدروس، مع مراعاة التأكيد في كل مناسبة على ضرورة احترامهم وتقدير مكانتهم. وتقدير التراث الإسلامي والإرث الحضاري المتميز الذي تركه المسلمون، والعمل على إغنائه والعودة إلى تصدير المشهد الحضاري في العالم، فهناك دروس تناولت الحديث عن الحضارة الإسلامية، وترسيخ قيم الاعتزاز بهذه الحضارة.

أوائل - توجيهي أردني