الطفيلة – تعاني نحو 15 مدرسة بالطفيلة من اكتظاظ الطلبة في الغرف الصفية من أصل حوالي 90 مدرسة، خصوصا تلك المدارس المملوكة القديمة والأخرى المستأجرة، التي تتواضع فيها مساحات غرفها الصفية، بشكل لا يحقق شروط التهوية والإنارة. ويتسبب اكتظاظ الطلبة وفق طلبة وأولياء أمور بعدم قدرتهم على التحصيل الجيد في الدروس، بسبب عدم قدرة المعلم على تخصيص وقت كاف لكل طالب، حيث يتواجد نحو 35 – أكثر من 40 طالبا في الغرفة الصفية الضيقة المساحة، والتي لا تتراوح بين 24 –30 مترا مربعا، في ظل ضرورة أن يتوفر للطالب الواحد متر مربع على الأقل في غرفته الصفية. ويرى أولياء أمور أن معاناة تواجه طلبة المدارس خصوصا الطلبة في المراحل الثانوية، حيث يدرس في الغرفة الصفية نحو 30 – 40 طالبا في مساحة ضيقة ، يحشرون فيها بشكل يعرقل قدراتهم على التحصيل التعليمي الحقيقي. وبينوا أن طبيعة المناهج الحالية تقتضي مشاركة الطلبة جميعا في الدروس التي تتطلب مشاركة فعلية منهم أو أحيانا جوانب عملية، مؤكدين أن القليل منهم يمكنه المشاركة في الدروس لعدم قدرة المعلم على توزيع وقت الحصة بينهم ليشارك به البعض منهم. وأشار خالد سلمان ولي أمر أن المدرسة القديمة البناء التي يدرس ابنه فيها يضطر نحو 35 طالبا للدراسة في الغرفة الصفية التي لا تزيد مساحتها على 23 مترا مربعا، في الوقت الذي لا يمكن للطالب أن يجلس بشكل مريح في مقعده لكون الطلبة يكتظون فيها بشكل يسهم في عدم قدرتهم على التحصيل الجيد. وأضاف أن المعلم لا يمكنه أيضا الحصول على مشاركة الطلبة، والتي تقتضي أن يشرك أغلبهم في الدرس ليكون فاعلا، ويتأكد من فهم الطلبة لهم ، نتيجة ضيق الغرفة الصفية. وترى أم محمود أن ابنتها التي تدرس في مدرسة مستأجرة تعاني غرفها الصفية من الضيق، وقلة عدد الغرف الصفية فيها، حيث تقسم الغرف العادية بالكرتون المقوى للحصول على غرف إضافية لسد النقص بهذا الجانب، ولتوفير غرف إضافية لمدرسة صغيرة المساحة وقلة عدد الغرف الصفية فيها. وبينت أن ابنتها تجلس مع 28 طالبة في شبه غرفة صفية لا تتجاوز مساحتها 24 مترا مربعا، بما يضطر إلى أن يخصص المقعد الواحد لثلاثة، بما يتسبب بمعاناة لهم في الجلوس الصحيح داخلها. وأشار المواطن محمود أحمد من بلدة العيص، إلى أن مدرسة أسامة بن زيد المجاورة للمدرسة الثانوية والتي كانت جزءا منها تعاني غرفها الصفية من اكتظاظ الطلبة فيها، حيث يجلس في الغرفة الواحدة التي تبلغ مساحتها نحو 32 مترا مربعا أكثر من 40 طالبا. وبين أن مدارس أخرى مملوكة وقديمة البناء تعاني من غرفها الصفية ضيقة المساحة، بما ينعكس على الطلبة داخلها من حيث الاكتظاظ فيها، حيث تصل مقاعد الطلبة إلى اقل من ربع متر من السبورة، بما يحد من تحرك المعلم ويجعل الطلبة في مواجهة اللوح مباشرة دون فاصل أمان صحي. وقال إن المساحة بين المقاعد الأولى وبين السبورة لا تتعدى في الكثير من الغرف الصفية في بعض المدارس نصف متر، بما يتسبب في تعرض الطلبة الجالسين في المقاعد الأمامية لغبار الطباشير الذي يثير التحسس للجهاز التنفسي لديهم. ولفت إلى أن عدم وجود مساحة أمان كافية بين الطلبة في المقاعد الأولى وبين السبورة يتسبب أيضا في مشاكل في النظر لدى الطلبة، بشكل غير صحي. ودعا إلى التخلص من الأبنية المستأجرة التي لا تتوفر فيها حتى شروط الصحة المدرسية، وزيادة عدد الغرف الصفية في المدارس المملوكة التي تعاني من ضيق غرفها الصفية، ليكون الطلبة قادرين على التحصيل العلمي السليم، ولتوفير البيئة المدرسية الصحية المتمثلة في التهوية والإنارة الكافية فيها. من جانبه أقر مدير التربية والتعليم في الطفيلة بهجت الحجاج بوجود مدارس في الطفيلة تعاني من اكتظاظ الطلبة في غرفها الصفية، خصوصا تلك القديمة منها والأخرى المستأجرة، مرجعا ذلك إلى قدم الأبنية المدرسية المملوكة والأخرى المستأجرة، والتي صممت كمساكن لا تزيد مساحة الغرفة الصفية فيها عن 24 مترا مربعا. وأكد الحجاج أهمية أن يخصص للطالب الواحد داخل الغرفة الصفية نحو متر مربع على الأقل لتحقيق شروط الصحة والبيئة المدرسية الصحية بما يلا يتوفر في بعض المدارس. وقال إن ضيق مساحات الغرف الصفية في بعض المدارس لا يحقق شروط التهوية والإنارة فيها بشكل جيد، فيما وضع أعداد من الطلبة تفوق مساحات الغرف الصفية، يشكل سببا لعدم قدرة الطلبة على التحصيل التعليمي الجيد. وأضاف أن مدارس في العيص وعين البيضاء والطفيلة لا تتوفر فيها غرف صفية كافية المساحة مقارنة مع أعداد الطلبة فيها ، مؤكدا السعي لإيجاد حلول من خلال إضافة غرف صفية في مدارس مملوكة، مشيرا إلى أن المدارس التي بنيت حديثا تتوفر فيها شروط المساحة للغرفة الصفية لكونها نفذت وفق أفضل المعايير والمواصفات الفنية الخاصة بالمدارس.

أوائل - توجيهي أردني