معان– بعد 6 أشهر على توصية جهات رسمية مختصة، خصوصا وزارة التربية والتعليم، بضرورة إغلاق مركز تعليمي ومدرستين أهليتين في مدينة معان، نفذت قوة أمنية مشتركة من الدرك والأمن العام صباح أمس مداهمات أمنية، أدت إلى إغلاقها جميعا، إضافة إلى القبض على 4 مطلوبين بقضايا جنائية، بحسب مصدر أمني. وبحسب مطلعين على أوضاع المركز والمدرستين والتي تحمل جميعها اسم "مركز عثمان بن عفان"، فإن القائمين عليها كانوا يدرسون مناهج دينية مخالفة لمناهج وفلسفة وزارتي التربية والأوقاف، وقريبة من أفكار تيار ديني متشدد. وبينوا لـ"الغد"، أن هذه المدارس التي تتواجد في حيي البترا وطريق أذرح في مدينة معان كانت تقوم منذ العام 2007، بالتدريس لصفوف تبدأ من الصف الأول وحتى الصف السادس. وأضافت المصادر ذاتها أن هذه المدارس، والتي يقدر عدد طلبتها بنحو 180 طالبا، يتم فيها تدريس اللغة العربية والرياضيات وتحفيظ القرآن فقط، من الصف الأول إلى الثالث، فيما يتم تحفيظ القرآن الكريم ودراسة السيرة النبوية والفقه وأصول الدين والأحاديث النبوية فقط من الصف الرابع إلى الصف السادس. ووفق مصدر أمني، فإن الحملة الأمنية أغلقت المركز والمدرستين "لأنهما تمارسان أعمالا ونشاطات تعليمية بدون إذن أو ترخيص رسمي، كون المناهج التعليمية التي يتم تدريسها مخالفة لمناهج وفلسفة وزارتي التربية والتعليم والأوقاف". وبين أن الجهات الرسمية المعنية بشؤون التعليم قامت سابقا بالكشف والاطلاع على المدرستين وواقعهما التعليمي، وأوصت بضرورة إغلاقهما، لافتا إلى أنه جرى التحفظ على محتوياتهما لحين تصويب أوضاعهما واستكمال جميع إجراءات الترخيص، وبحضور مندوبين من مختلف الجهات المعنية في المحافظة. وقال شهود عيان إن قوات الأمن فرضت طوقا أمنيا كثيفا على مداخل ومخارج المدينة. وشهدت المنطقة تعزيزات أمنية على المقار الرسمية والأمنية في المدينة كإجراءات احترازية، أعقبها تنفيذ مداهمات لعدد من المنازل بهدف القبض على عدد من المطلوبين. إلى ذلك عقد شيوخ ووجهاء في معان وبمشاركة فاعليات شعبية وشبابية لقاء في مبنى البلدية، بحضور رئيس البلدية أكرم كريشان، بحثوا خلاله تبعات العمليات الأمنية في المدينة. وأصدر المشاركون بيانا طالبوا فيه بإعادة جميع الممتلكات التي تمت مصادرتها من المدرستين والمركز. وانتقد البيان ما قامت به الأجهزة الأمنية من مداهمات "بحق مراكز تدريس ومصادرة ممتلكات خاصة بها، بحجة عدم الترخيص".

أوائل - توجيهي أردني