امتحان بيزا

يعقد اختبار بيزا الدولي كل ثلاثة أعوام ، ويعد بمثابة ( كأس العالم ) للتعليم ، ويستهدف المجالات التالية : 

- الرياضيات   - العلوم  - المهارات القرائية 

وشاركت عدد من الدول العربية في اختبار PISA في النسخة الأخيرة التي صدرت للعام 2022 ، حيث شاركت الإمارات وقطر والسعودية والمغرب وفلسطين والأردن بهذا الاختبار .

أظهرت نتائج الاختبار الدولي بيزا PISA أنّ نتائج طلبة الدول العربية هي أقل من المتوسط العام لنتائج الاختبار لجميع الدول المشاركة كما يظهر بالصورة : 

وتراجع الأردن بشكل كبير بعدما حقق قفزة إيجابية في امتحان بيزا 2018 ، حيث كان التراجع في كافة المجالات ( العلوم ، الرياضيات ، القرائية ) ويظهر بالجدول التالي مقارنة بين مستوى طلبتنا في المملكة الأردنية الهاشمية على مدار المشاركات السابقة 

نرى في موقع الأوائل أنّ سبب هذا الانهيار يعود لعدة أسباب : 

1- سبب مشترك مع جميع الدول : أزمة كورونا ، وانتقال الطلبة من التعليم الوجاهي للتعليم عن بعد 

2- أسباب خاصة بنا تتمثل فيما يلي :

أ. تقديم الطلبة للامتحان لا شغف أو اهتمام لعدم وجود توعية مسبقًا بالشكل المطلوب ، فالنتائج قد لا تعكس حقيقة مستوى طلبتنا 

ب. قلة نصيب الطالب من شرح المعلم بسبب الاكتظاظ المدرسيّ ؛ فبعض المدارس يصل فيها الطلبة لأربعين طالب بالصف 

ج. تركيز المعلمين على أسلوب التلقين : يستهدف نظام بيزا فهم واستعياب الطالب وقدرته على التحليل والتركيب وحلّ المشكلات ، في حين يركز التلقين على الحفظ والتذكر واستهداف الاختبار ، وهذا يقلل أداء الطالب في الاختبارات الدولية 

د. ضعف المعلمين الجدد : من زاوية التحصيل المعرفي ، ومن زاوية عدم وجود أيّة دراية بالعملية التربوية التعليمية ، فالجامعات تخرج مثلًا رياضيين وفيزائيين وكيميائين لا معلمي رياضيات وفيزياء وكيمياء 

هـ. قلة اهتمام الطلبة بالتعلّم : فلم يعد حرص المجتمع الأردني على التعلم المدرسي كما كان سابقًا ، بسبب انتشار البطالة في صفوف خريجيّ الجامعات حيث وصلت نسبة البطالة في صفوف المهندسية 40% وفي صفوف الصيدلة 30% مثلأً 

و. تمّ عقد الاختبار الدولي بيزا في وقت تم اعتماد مناهج جديدة تتسم بالزخم و العمق المعرفي ، ورغم تأكيدنا على وجود قفزة نوعية في هذه المناهج إلا أنّ المعلمين لم يتدربوا كفاية على تدريس هذه المناهج ، وكذلك واجه الطلبة صعوبات في التكيف معها ، وأدى ذلك لتراجع مؤقت في مستواهم ؛ لذلك نتوقع أن تؤثر هذه النتائج استراتيجيًا على تحسين مستوى أداء طلبتنا بناءً على هذا البند   

عمومًا تمرّ الدول التي تشهد انخفاضًا بمستوى أداء طلبتها بما بات يعرف ( صدمة بيزا  PISA shock ) وهذا جرس انذار للمؤسسات الرسمية وجميع المؤسسات التعليمية لبدء حوار مجتمعي متخصص ؛ وبناءً عليه يتم تصميم خطط إصلاح لواقعنا التعليمي والتربوي ، لكنّ هذا كله يعتمد على وجود  ( إرادة التغيير + إدارة التغيير) فهل نملك هاتين ؟!

موقع الأوائل 

حسام عواد