7

لم يدع التراجع الملحوظ في مستوى الطلبة تحصيلياً مجالاً لمناقشة ( مدى جدوى استمرار التعليم الوجاهي) ؛ فما حدث بالتعليم من تراجع جراء الانتقال للتعليم عن بعد لم يقتصر على التحصيل الأكاديمي ؛ بل امتدّ لحدوث اختلال بالقيم وتراجع بمهارات التواصل الاجتماعي لدى طلبتنا ؛ عوضاً عن الجانب النفسيّ والتربويّ ، والميل للراحة وقلة الحركة ؛ وادمان الإلعاب الالكترونية مما أدى لملاحظة وجود سمنة لدى أبنائنا ، وميل للجلوس في البيت على الأجهزة بدلاً من ممارسة اللعب والرياضة وكسب الأصدقاء . 

يتحدث المعلمون عن تراجع سنة وسنتين في مستوى طلبة الصفّ الدراسيّ ؛ فكأنّ طلبة الصف الثامن بمستوى السادس أو السابع بأحسن تقدير ؛ لم توثق تلك الملاحظات على شكل دراسات ؛ ولكنّ المعلمون والمعلمات يكثرون وصفّ هكذا مشهد على مواقع التواصل الاجتماعي .

يقول الأستاذ أنس محمد ؛ طلبتي باللغة العربية بالصف الخامس ؛ درستهم مهارات الصف الثالث وراجعتها لهم طوال الأسابيع الأول ؛ وتقول المعلمة غدير نور أنّ مستوى طلبة الصف الثالث باللغة الإنجليزي لا يختلف كثيراً عن طلبة الصف الأول ؛ وتركز على فقدانهم مهارات التعامل مع القلم والدفتر ، وكثرة السرحان و الملل السريع وكثرة الطلب للخروج من الغرفة الصفية ؛ وتضيف أم محمود (ولي أمر طالب سابع ) أنّها عانت الكثير مع ابنها لاقناعه بالدراسة البيتية وحلّ الواجبات ؛ وأنّه تعوّد الاتكال على غيره في نسخ الإجابات من المجموعات والتطبيقات .

في حالة عودة الوباء بموجة جديدة ؛ على الوزارة أن تكون قد صممّت خططاً وقائية تضمن استمرار التعليم ؛ والتكيّف والتعايش مع الوباء ؛ لا الذهاب للحول السهلة ومنصتها التعليمية التي لم تتمكن من تأمين القدر المقبول من التعلّم بدلالة اضطرار المدارس لإعطاء الفاقد التعليمي .

نحتاج خطة وقائية معلنة ويشارك في تصميمها الجميع ؛ كي نتمكن من استمرارنا بالتعلّم والتعليم في ظل انتشار هذا الوباء ؛ فلا يصح أن نُخيّر بين : الصحة والتعليم ؛ بل أن نخطط لرفع جودة الصحة والتعليم بآنٍ معاً .