رغم الضغط الهائل الذي سببه اللجوء السوري على قطاع التربية والتعليم بكافة جوانبه ، وهو بالمناسبة ضغط متزايد ولا يتوقف مع مرور الوقت ، الا ان الرسالة في هذا الشان واضحة تماما كما يلخصها نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات بان ( حق التعليم ) مصان لكل من هو على الارض الاردنية جبنا الى جنب وبذات السوية مع الطلبة الاردنيين. هذه هي رسالة الدولة الاردنية يضيف الدكتور الذنيبات بل ان ترجمتها على ارض الواقع التي لا تتردد فيها بان تصل الوزارة بالتعاون مع كافة الشركاء الى معادلة ( صفر طالب ) خارج المدارس لكل طالب مقيم في الاردن وبالتاكيد فان الطلبة الاردنيين في مقدمتهم بان لا يكون أي منهم خارج المدارس تحت أي سبب. المهمة في هذا الجانب ليست سهلة بالتاكيد خصوصا بوجود الضغط الهائل الذي يشكله اللجوء السوري على قطاع التعليم في الاردن الذي لا زالت الاستجابة الدولية لاسناده ليست في مستوى الطموح ، اذ ان المدارس الاردنية تستقبل 145 الف طالب سوري على مقاعدها وهناك 90 الف طالب سوري في انتظار دخول المدارس كما ان هناك نحو 40 الف طالب من جنسيات مختلفة موجودين على مقاعد الدراسة بحكم اقامة عائلاتهم في الاردن. ومع اقتراب العودة الى المدارس مطلع الشهر المقبل ، تتحرك وزارة التربية بقوة ، لاستيعاب اكبر عدد من الطلبة ، وفق معادلة حق التعليم للجميع ورفض السماح لاي طالب البقاء خارج اسوار المدرسة لاي عذر او سبب . وفي هذا الصدد لا يمكن ترك اي ذريعة لتردد الشركاء والمجتمع الدولي للبقاء في المراوحة في ذات المربع بعدم تقديم الاسناد اللازم للاردن في مهمته الجليلة بتعليم الطلبة السوريين وعدم السماح باي حال لخطر تفشي الامية بان يصل اليهم. تبدو جهود الوزارة مثمرة افضل مع شركاء مثل منظمة اليونسيف بشكل مشجع ، وخلال جلسة نقاشية امس الاول بين الوزارة والمنظمة اعلن مديرها في الاردن روبرت جينكز وبعد ان قدر عاليا جهود الاردن في تعليم الطلبة السوريين والاعباء الكبيرة لذلك ان تمويل السنة الدراسية المقبلة ل 200 مدرسة انشأتها وزارة التربية والتعليم تستوعب 50 الف طالب اضافي سيكون موصولا على مدار العام الدراسي اذ حرص وزيرالتربية الدكتور الذنيبات على التاكد ايضا بان يكون هذا الالتزام متواصل بلا مفاجات حدثت في الاعوام الماضية ادت الى اغلاق بعض المدارس في منتصف الطريق. الوزارة و»اليونسيف» ينفذان في هذه المرحلة خطة طموحة تحت عنوان (العودة الى المدارس) وكذلك برنامج التعليم الاستدراكي، وحقيقة فان الوزارة قالت (نعم) لكل مطلب يحقق هدف التعليم للجميع وتصفير رقم الطلبة خارج المدارس. وقال الوزير أمام ممثلي المنظمة واركان الوزارة «من لا يصل الينا من الطلبة سنصل اليه ونقرع باب بيته للالتحاق بالمدارس». وأضاف «لا اريد ان تصلني اي ملاحظة بان أي مدرسة ترفض استقبال اي طالب لأي سبب» حتى الاكتظاظ ليس سبباً فحق الطالب ان يسجل وواجب الوزارة ان تؤمن كل شيء يتعلق بهذه المسألة على ذلك اكد الدكتور الذنيبات ايضا. في الاردن ليس هناك امكانية لتفوت فرصة التعليم على احد خاصة ان التعليم الزامي في المدارس، واذا ما اضيف اليه اليوم البرنامج الاستدراكي الذي اعلنت عنه الوزارة واليونسيف فان الطالب حتى سن 12 عاما يستطيع الحصول على التعليم ضمن البرنامج ويعطي تقييما لمستواه الصفي ثم يحصل على شهادة معتمده في الاردن والخارج تؤهل الطلاب لاكمال فرص تعليمهم في المراحل اللاحقة مرة تلو الاخرى. إن هذه الجهود الاردنية الجبارة، لانقاذ جيل كامل من الطلبة السوريين من خطر الامية وتامين حقهم في التعليم، توجب على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته في هذا الشأن، اذ ان ملف اللجوء هو مشكلة دولية، قام الاردن بما يفوق قدراته نيابة عن الاسرة الدولية، اذ فقط في قطاع التعليم يتحمل الاردن سنويا مبلغ 250 مليون دينار على حساب الموازنة العامة لتامين حق التعليم للطلبة السوريين في المدارس الاردنية في حين مستوى الدعم الدولي الكلي لم يتجاوز الثلاثين بالمئة لملف اللجوء.(الرأي) أوائل-توجيهي أردني.