قال خبراء ان وقائع العنف في المدارس بحق ( المعلم والطالب) وبمختلف اشكاله تشكل احد ابرز التحديات التي تعيق العملية التعليمية والتربوية حيث تجعل عمليات التعنيف من المدرسة مكانا غير محبب وتتحول الى مصدر للقلق والخوف.

ولفتوا ل «الرأي» الى انه فيما تبذل وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع عدد من المؤسسات المعنية بتطوير جودة العملية التعليمية وتحويل المدرسة الى مركز ابداعي يحاكي فيها الطلبة أحلامهم، الا أن رواسب عمليات التعنيف التي تمارس تؤثر سلبا على هذه الخطط وتهدم من قيمها.

واشاروا الى انه في حين لا يمكن وصف (التعنيف في المدارس) بالظاهرة الا أن وجود بعض الحالات حتى وإن كانت فردية تتطلب اجراءات حاسمة من وزارة التربية والتعليم لضبطها والقضاء عليها.

وقال إستاذ علم الاجتماع الدكتور فهمي الغزوي يقع التعنيف نتيجة لاسباب عديدة منها العلاقة التبادلية مابين الطالب والمعلم والبيئة الصفية المحيطة غير السوية في بعض الحالات التي تشجع على خلق اجواء سلبية داخل الوحدة الصفية بما تؤثر على مسار العملية التعليمية.

وتابع الغزوي تتأثر نفسية الطلبة المعنفين أو الذين يشاهدون هذا النوع من العنف اللفظي سلبا وتستقر هذه المشاهد في اذهانهم ويحملونها معهم وتولد بداخلهم الخوف من الصف والمدرسة كما تؤثر على صورة المعلم أو المعلمة من خلال ممارسة العنف أمام الطلبة.

واكد الغزوي ان مسببات العنف تقع بشكل موازٍ لكل من المعلم والطالب والمنهاج المدرسي فهي علاقة متكاملة وتشكل البنية التحتية لها، موضحا ان عدم اشباع الطالب من حاجته المعرفية يؤدي الى خلق فوضى فكرية مابين ما يقدمه المعلم ورغبة الطالب.

وبين الغزوي لا يقتصر دور المعلم أو المعلمة في الصف على اكساب المعارف والعلوم بل يتضمن نموذجا اشمل من خلال اكساب الطلبة الثقة بالنفس والعمل على توسيع مداركهم وتعزيز ثقتهم بانفسهم وتعزيز السلوكيات الايجابية ونبذ العنف بشكل متواصل، وراى ان عدم تنفيذ الاجراءات الصارمة يولد دافعا لدى الجهتين من التمادي والتطاول على بعضهما الاخر.

وقال المشرف التربوي الدكتور محمد الزعبي يجب الانتقال بالطالب من مرحلة التعليم الى التعلم وتحويل العملية التعليمية برمتها الى عملية ابداعية يطلق فيها العنان لعقول الطلبة الى مراحل الابداع والتفكير وصقل مهارات الطلبة القيادية واكسابهم مهارات العمل الجماعي وصنع القرار والبحث المستقل.

ووجد الزعبي ان المام المعلم بظروف الطالب الاجتماعية تسهم بشكل كبير من الصدام والحدية في التعامل، داعيا بضرورة تكثيف عملية التواصل مع اولياء الامور واعتمادها كوسيلة لتنشئة الطالب بسوية ولتتمكن الادارة المدرسية من التعامل مع الطالب بشكل صائب وفق ظروفه المنزلية والاسرية.

واكد الزعبي ان العبء الاكبر يقع في الحد من التعنيف على كاهل الادارة المدرسية ، وبوضع ضوابط دقيقة وصارمة بحق كل من يعتدي على المعلم او الطالب، وبين ان العنف في المدارس لا يرتقي الى مستوى الظاهرة بل تعد حالات فردية، مشددا باهمية الوقوف على مسبباتها للحد منها بما يتواءم والية التعليم.

من جانبه قال الناطق الاعلامي في وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد ان الوزارة ترفض العنف باي شكل من الاشكال، لافتا الى ان الوزارة لن تتهاون في تطبيق الاجراءات المناسبة بحق من يستخدم العنف سواء على الطلبة والمعلمين.

واكد الجلاد ان الوزارة ترفض بأي شكل من الأشكال الاعتداء على المعلمين والطلبة»، موضحا ان الوزارة سجلت 80 قضية بحق المعتدين على المعلمين.

وبين الجلاد ان الوزارة خصصت قسما للحماية من الاساءة لمتابعة كافة القضايا ويضع الحلول والمعالجات للتوعية لكل التحديات التي تواجه الطرفين سواء اكان طالبا ام معلما، مشددا ان الوزارة حريصة على تنفيذ التعليمات بحذافيرها بحق المعتدين.

أوائل - توجيهي أردني