أكد 66 % من طلبة الجامعة الأردنية أنهم "لا ينتمون لأي اتجاه فكري معين"، فيما أكد 50 % بأنهم "غير مهتمين بالسياسة" إجمالا، في حين شدد 94 % منهم على أن الجماعات والتنظيمات "المتطرفة" لا تمثل وجهة نظرهم. جاء ذلك ضمن دراسة "طلبة الجامعة الأردنية، الخصائص والقيم والاتجاهات"، التي أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة وأعلنت نتائجها بمؤتمر صحفي أمس، بحضور رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة ورئيس المركز الدكتور موسى اشتيوي. وقال الطراونة إن إدارة الجامعة ستعمل بما ورد في نتائج هذه الدراسة، مضيفا أن الدراسة تعد خطوة غير مسبوقة في الجامعات لوضع الحقائق بإيجابياتها وسلبياتها أمام الرأي العام. وبين أن مختصين ومجلس عمداء الجامعة سيعملون على دراسة ما جاءت به النتائج، من أجل مزيد من التفصيل والتحديد للجوانب السلبية ومعالجتها، وتعظيم الإيجابيات، مؤكدا أن الجامعة ستلتزم بنتائج الدراسة التي أظهرت أن غالبية الطلبة "تعارض إعادة توزيع العبء الدراسي على أربعة أيام في الأسبوع". وأظهرت نتائج الدراسة، التي أعلنها شتيوي، بشأن الرضا عن العملية التعليمية في الجامعة، وحول التجهيزات في القاعات التدريسية، أن 51 % راضون عن ذلك بدرجة كبيرة ومتوسطة.  وحول تجهيزات المختبرات في الأقسام، بين شتيوي أن 58 % أكدوا رضاهم بدرجة (جيد جداً وجيد)، وبأن الرضا عن المرافق الصحية للجامعة بلغ 48 %. أما حول الرضا عن مستوى النظافة العامة في الجامعة، فأظهرت نتائج الدراسة أن 60 % راضون بدرجة كبيرة ومتوسطة، فيما يشعر 52 % بأن أساتذتهم يعاملونهم بالتساوي، و57 % راضون عن أداء الهيئة الإدارية بدرجة كبيرة ومتوسطة. وأفاد 45 % بأن التدريس داخل المحاضرة يعتمد على "التلقين"، فيما يعتقد 53 % أن المناهج الدراسية "غير كافية لإعداد الطالب للحياة العملية". وأجاب 74 % بأن الجامعة هي جزء من هويتهم، فيما أفاد 76 % بأنهم "يشعرون بالفخر في القسم الذي يدرسون فيه". وبينت الدراسة أن غالبية الطلبة لديهم علاقات متنوعة في الجامعة وليست محصورة بفئة معينة، مثل القسم/ الكلية/ العشيرة/ المنطقة. وفي محور إدارة الوقت والجدول الدراسي أيد 41 % من الطلبة توزيع الجدول الدراسي على أربعة أيام، بينما عارضه 46 %، فيما يعتقد 34 % أن إعادة جدولة الدراسة على أربعة أيام ستؤثر سلباً على التحصيل الأكاديمي. وأفاد 56 % بأنهم سيقضون وقتهم في أمور غير أكاديمية في حال تم إعادة توزيع الجدول الدراسي. ويعتقد 23 % فقط من الطلبة، أن الجامعة "توفر الدعم الكافي لاتحاد الطلبة للقيام بدوره على أكمل وجه"، وقال 63 % إنهم لم يشاركوا في الأنشطة والفعاليات التي نظمها الاتحاد. وبشأن القيم والاتجاهات السياسية والفكرية، أفاد نصف الطلبة أنهم "مهتمون بالسياسة"، فيما أفاد النصف الآخر بأنهم "غير مهتمين. وقيم الطلبة مستوى الديمقراطية في الأردن بـ5.3 درجة على مقياس من 0-10، فيما قيموا مستوى ملاءمة الديمقراطية للأردن بـ5.7 درجات على المقياس نفسه. وأفاد 66 % من الطلبة بأنهم "لا ينتمون لأي اتجاه فكري معين"، بينما أفاد 12 % بأنهم ينتمون للاتجاه "الفكري القومي العربي"، و11 % للاتجاه الفكري الإسلامي، و7 % للاتجاه الوطني الأردني. وأكد 94 % من الطلبة أن "الجماعات والتنظيمات المتطرفة لا تمثل وجهة نظرهم". وفي المواضيع المتعلقة بالأنماط والسلوكيات، يعتمد 56 % من الطلبة على الإنترنت، كأهم مصدر للمعلومات حول الأخبار والمواضيع التي تهم الأردن.  وأفاد 85 % بأنهم يستخدمون الإنترنت لأغراض الدراسة والبحث العملي، فيما قال 74 % إن لديهم حسابا على موقع التوصل الاجتماعي "فيس بوك". وأيد 78 % من الطلبة حظر التدخين في الكليات ومرافق الجامعة، فيما أفاد  30 % أنهم يدخنون السجائر، وبنفس النسبة 30 % يدخنون الأرجيلة. وبخصوص التوجهات والتطلعات المستقبلية، اعتبر الطلبة أن أهم التحديات التي تواجه الأردن اليوم هي "الفساد المالي والإداري" (34 %)، والوضع الاقتصادي بشكل عام (22 %)، وأزمة اللاجئين (12 %). ويفكر 37 % من الطلبة في العمل بعد إكمال دراستهم، فيما يفكر 24 % بإكمال دراستهم العليا خارج الأردن، و21 % بإكمال دراستهم العليا في الأردن. وأفاد 30 % من الطلبة بأنهم يفكرون في العمل في القطاع الخاص إذا سنحت لهم الفرصة، فيما يفكر 24 % في القطاع الحكومي، بينما ينوي 35 % العيش خارج الأردن لفترة من الزمن، فيما ينوي 21 % الهجرة بشكل دائم، فيما لا يفكر بالسفر خارج الأردن 27 %. وبين شتيوي في المؤتمر الصحفي أن الدراسة المسحية جاءت، انطلاقاً من رؤية إدارة الجامعة في تطوير العملية التعليمية في الجامعة، والنهوض بها، وحرص الجامعة على استقصاء آراء الطلبة. وقال إن المركز أجرى دراسة مسحية شاملة على جميع طلبة الجامعة من دون استثناء، لمحاولة معرفة رأيهم وتوجهاتهم في بعض القضايا الأكاديمية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والتطلعات المستقبلية، وتقييمهم للعملية التعليمية، بما فيها جدول البرنامج الدراسي المعمول به حالياً. وأكد أن إجراء هذه الدراسة الأولى من نوعها سيوفر معلومات قيمة حول الخليفات الاقتصادية، والاجتماعية، وآراء الطلبة وتوجهاتهم التي يمكن الاستفادة منها في السياسات الإدارية والتربوية للجامعة. واعتمدت الدراسة على أعداد طلبة مرحلة البكالوريوس المسجلين في الفصل الدراسي الحالي 2015/ 2016، والبالغ 37162 طالبا حسب سجلات القبول والتسجيل. وتم توزيع الاستبيانات الورقية على الطلبة في جميع كليات الجامعة، وتبعاً لأعداد الطلبة في كل كلية وحسب مستواهم الدراسي - الغد .