امان السائح  - أين مبرر تأخير اعلان نتائج الثانوية العامة التي ربما منتصف الشهر ، في موعد غائم وغائب عن ملامح بيوت الاردنيين جميعا في انتظار صعب لمعرفة مصير ابنائهم ، ومعرفة باي من الجامعات سيتم قبولهم والتي بدأ بعضها دوام الفصل الدراسي الثاني ، والبعض الاخر خلال الايام القليلة القادمة ، بعد ان منح مجلس التعليم العالي للجامعات ضمن توحيد التقويم صلاحية لان تحدد كل جامعة موعدها الذي يتناسب مع تقويمها الجامعي .. فالاردنية مثلا بدأت دوام طلبتها الرسمي الاحد الماضي !!ونتائج الثانوية العامة لم تعلن بعد . نقدر بطبيعة الحال الاعداد التي تقدمت لاداء امتحان الثانوية العامة والتي بلغت حوالي 159 الف طالب وطالبة ، وعبء التصحيح ، وما لحقه من ايام تعطيل بسبب الظروف الجوية غير المستقرة ، لكن بالوقت ذاته ليس مبررا التأخير الذي يحط بطبيعة الحال ضد امكانية الطلبة الفعلية اللحاق بركب زملائهم الذين بدأوا بالدراسة ربما قبل ثلاثة اسابيع او يزيد عن هؤلاء المستجدين ، والذين هم بالاساس متأخرون عن صفوف زملائهم الفصل الدراسي الاول بسبب قصورهم وعدم اجتيازهم للامتحان بنجاح واقتدار . كما ان هذا الامر يربك الجامعات التي هي بصدد اجراء ترتيبات لقبول الطلبة والمرشح ان يبلغ عددهم حوالي 15 الفا منهم ضمن قائمة القبول بالجامعات الرسمية ، فيما يبقى هنالك وقت كافٍ لان يلتحق هؤلاء بالجامعات الخاصة بسبب تأخير الدوام فيها ، لكن ما مصير من سيقبل بالرسمية . الطلبة الذين سيقبلون بالجامعات الاردنية سيكونون بصدد اعداد العدة للدخول الى عالم جامعي واجواء جديدة وقصص تغيير اجواء وطقوس وسيدخلون الى عالم غامض من حيث الناحية الاجتماعية والاكاديمية ، وسيمر عليهم الفصل بصعوبة بالاساس فكيف وهم متأخرون بشكل فعلي وعلمي عن اللحاق بركب زملائهم وهو الامر الذي يضعهم بحيرة الاجواء الطبيعية للطالب الجديد الذي يدخل الجو الجامعي لاول مرة . ليس مبررا لاي من وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ألاّ تدرك واقع الطالب وحاجته الى واحة امان بقضية التوقيت الصحيح ، فارتباط النتائج لا بد ان يكون للتعليم العالي دور فيه ولو فنيا بانه لا بد من ترتيب الامور كي يحظى الطالب بامور اجرائية عليه ان يتلقاها ولو بحدودها الدنيا ، لانه صاحب الحق بان يكون مثل زملائه وليس ذنبه ، فالفصل الثاني والدورة الشتوية امران واقعان ولا بد من ترتيب اضافي واكثر سرعة وجدية لصالح الطالب اولا ، من حيث اعداد كوادر اكثر دقة واعدادا اضافية التزاما مع الوقت ولصالح الطلبة . قضية التوقيت هامة لا بل رئيسة للغاية، فالطالب لا بد ان توفر له سبل الراحة والاسس الدنيا للتواصل مع الحياة الجامعية، فليس ذنبه التأخير وليس ذنبه الارباك وليس ذنبه الانتظار المفعم بالقلق ، وان الجامعات قد بدأت وهو حتى الان لم تتضح معالم حياته الاكاديمية باي جامعة وباي تخصص وباي اتجاه سيصب مستقبله. كم نحن تواقون الى واقع ينظم الحياة الاكاديمية بشكل دقيق ومرتب وعالي المهنية ، وكم نحن تواقون الى واقع يرتب حياة ليس الطالب فقط بل المدارس والجامعات والطلبة والاساتذة لنعلم المواعيد والمواقيت بشكل مرتب حتى يعلم الجميع اين يقف ، وكم باق له ، وكم من الايام مضى وما ينتظره خلال الاشهر او الاسابيع التي تلي يومه ، ولربما اضاء هذا التنظيم حياته واثر فيه بشكل ايجابي ، لا ان يدخل باول خطوة في حياته بحالة كركبة غير مبررة كان الاجدى ان تجد لها طريقا مرتبا . قضية التعويض التي يوعد بها الطلبة بالجامعات على ما فاتهم من اسابيع ستصل بهذه الدورة الى ما لا يقل عن ثلاثة اسابيع الى شهر لا ترى النور بالعادة بل هي ترتيبات خطابية تقال ، وبعدها يدخل الطالب جامعته ويقال له اذهب انت وربك فقاتلا ، ويدور الطالب في متاهة تصوير الاوراق واللحاق باساتذة المادة ، ونسج علاقات مع الطلبة لشرح ما فاتهم ، لينتهي الفصل دون ان يدرك مفاتيحه ، فالضحية هو والجاني سوء التنظيم . رئيس جامعة اليرموك د. رفعت الفاعوري اعتبر انه لا مبرر للطالب ان يحصد اثام التأخير باعلان النتائج واعلان القائمة الموحدة ، حيث اكد ان الطالب القادم لليرموك سيحظى باهتمام ومتابعة اكيدة لكل ما فاته من حيث اعطاء حصص اضافية منظمة ايام السبت او وفقا لجدول يرتأيه الطلبة واعضاء الهيئة التدريسية ، لان هذه الامور متروكة لكل جامعة ان تحدد الالية التي ستقف فيها مع هؤلاء الطلبة بما تراه مناسبا . الفاعوري اعتبر ان هذا حق للطالب لا بد ان يأخذه بكل تفاصيله وان يحظى باطار تحتضنه من خلاله جامعته التي سيقبل فيها بلا اية تلكؤات او تأخير عما قد يكون فاته من مواد وهو بالسنة الاولى احوج الى كل تفاصيل العملية الاكاديمية . الاساس ان تحمل كافة الجامعات ذات الرؤيا والبعد التفهمي لهذه الفئة من طلبتنا القادمين من رحم تاخير بالثانوية العامة الى ما سيلحقه من تاخير بالقبول الموحد حيث ان حسبة بسيطة فان اعلنت نتائج الثانوية العامة بعد اسبوع مثلا يبدا القبول الموحد باستقبال طلبات الالتحاق بعد ثلاثة ايام من اعلانها اي حوال 18 الشهر وستعلن نتائج القبول الموحد بعد ما لا يزيد عن عشرة ايام اي ليس قبل بداية اذار بالحد الاقصى ، عندها ستكون الاردنية قد اقفلت شهرا على بدء الدوام تليها اليرموك والهاشمية والحسين بن طلال والهاشمية والطفيلة والبلقاء وكافة الجامعات الرسمية .. فاين طالبنا ابن الـ 18 و19 عاما من هذا التأخير وكيف عليه ان يرتب اموره - الدستور .