البحث العلمي

البحث العلمي سمة واضحة للتقدم والتطور والازدهار المعاصر وذلك على مستوى الدول والمؤسسات في العالم، وهذه حقيقة اصبحت ملموسة، فبقدر ما يزداد عدد الباحثين المؤهلين والناجحين، وبقدر ما يعني بمراكز البحوث ويقدم لها التمويل الكافي والدعم المعنوي، بقدر ما ينعكس ذلك على تقدم وتطور المجتمع والدولة، ونمو قدراتها وإمكاناتها في جميع المجالات التي يشملها البحث والتطوير. تتنافس الدول المتقدمة في مجال الإنفاق على البحث العلمي، (Research &development) ويرمز له (R&D) ومع إعتبار أن التطوير مرتبط بالبحث العلمي ونتيجة لذلك تزايد حجم الإنفاق الحكومي والخاص على البحث العلمي وتتصدر امريكا دول العالم في حجم الإنفاق على البحث العلمي (179) مليار دولار وتليها اليابان ب(133) وتتصدر السويد أعلى المراتب إذ تنفق مانسبته 3.05% تليها اليابان 2.84% سويسرا 2.68% ثم أمريكا نسبة 2.47 من الإنتاج القومي الإجمالي. إن البحوث العلمية في الدول الصناعية المتقدمة ونتائجها من الممكن الإستفادة منها في دول أخري أقل تقدما ونموا ، من خلال أوعية ومصادر المعلومات التي تنقلها إلا أن البحث العلمي الذي يعالج مشكلة هناك قد لايفيد في بلد آخر وخاصة في مجال البحوث الإنسانية والاجتماعية لوجود تباين وإختلاف يتجلى بصورة أكبر من البحوث المصرفية والطبيعية وعلى هذا فعلى كل مجتمع أن يستشعر بالحاجة الماسة إلى الاهتمام بالبحث العلمي وأدواته الأساسية المتمثلة بالباحثين ومراكز البحث العلمي ومستلزمات وأجهزة ومعدات البحوث والإهتمام بمصادر المعلومات الدقيقة والموثقة والوافية النابعة من الحاجة المحلية الفعلية المنسجمة مع احتياجات ومتطلبات المجتمع. إن البحث يولد المعرفة والمعرفة ضرورية ومطلوبة لفهم الإدراك البشري ، والفهم المتولد من المعرفة إذا ماتوفرت له الأدوات البحثية فإن ذلك يقود الى حل المشكلات بكل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية وما شابهة ، لذا من الضروري معرفة ماهية البحث العلمي ومفاهيمه وما يتعلق بالتطور الانساني والتعرف على الخلفية التاريخية للبحث العلمي والمتطلبات والمستلزمات الضرورية التي تجعل البحث جيدا وموفقا ومتميزا والصفات التي يتميز بها الباحث العلمي ليكون مؤهلا للكتابة عن المشكلة وتحديدها والتجهز بالقراءات الاستطلاعية والبحوث السابقة ثم صياغة الفرضيات والاهتمام بتفاصيل العينات البحثية وتصميم خطة البحث ومنهجيته وجمع المعلومات وتحليلها وإستنباط النتائج والاستنتاجات والمقترحات .