عمان- ما تزال اللغة الانجليزية تعاني ضعفا كبيرا في الكثير من المدارس، وهو الأمر الذي يسبب “عقدة” لدى الطالب، تنمو معه منذ الصغر، وقد تمنعه من تقبل المادة وتحرمه من التأسيس الجيد الذي يؤهله لدخول سوق العمل، حيث اتقان اللغة الانجليزية فيه مطلبا أساسياً. خبراء اعتبروا أن خللاً في المنهاج وضعف المعلم نفسه احيانا في أساليب تدريس اللغة والاعتماد على التلقين الذي قد يصل الى تدريب الطلبة على لفظ الكلمات الانجليزية باللغة العربية احيانا، وهذا سبب أساسي ورئيسي في حرمان الطالب من اتقانها، فضلا عن غياب التدريب اللازم للمعلم بصورة احترافية، والتي تمكنه من إكساب اهم الاساليب الحديثة لطلبته. الى ذلك يبين خبراء أن اهمية إدماج مهارات التدريس التفاعلي في حصة اللغة الانجليزية، حيث أن التعلم النشط أو التعلم باللعب، يرسخ مادة اللغة الإنجليزية اكثر في عقل الطالب. خبيرة المناهج د. روناهي مجدلاوي ترى ان واقع تعليم اللغة الانجليزية في بعض المدارس حاله كحال المناهج الأخرى يحتاج إلى إعادة نظر والأهم من ذلك كفايات معلم اللغة الانجليزية، على الرغم من أن الاجيال الحالية تتعلم اللغة الانجليزية منذ الصف الأول الأساسي، إلا أنها تعاني الضعف الشديد ذلك أن تعلم أي لغة يركز على المهارات الأربع: الاستماع والمحادثة، والقراءة والكتابة. لكن للأسف يركز معلمو اللغة الانجليزية على القراءة والكتابة في الغالب ويهملون الاستماع والمحادثة، فالقراءة لا يتمكن منها الطالب إلا من خلال الاستماع والمحادثة ثم تأتي مهارة الكتابة لتعزز القراءة، وفق روناهي، التي تبين ان تعليم اللغة الانجليزية في مدارسنا يخلو من مختبرات اللغة التي تمكن الطالب من مهارتي الاستماع والمحادثة. وتشير الى ان بعض المعلمين للأسف يحولون حصة اللغة الانجليزية إلى حصة لغة عربية فيترجم كل ما يقوله إلى العربية أو يقسم حصته بين اللغتين، والبعض من المعلمين يذهب به الأمر إلى تدريب الطلبة على لفظ الكلمة بالانجليزية وكتابة التهجئة باللغة العربية، وهو واقع مؤلم جدًا جدًا فالمعلم بحاجة إلى تدريب على هذه المهارات وتعلمها بصورة احترافية ليتمكن من إكسابها للطلبة. أمر آخر تذهب اليه روناهي، هو ان جامعاتنا تعلم الأدب الإنجليزي English Literature وعلم اللغة English Linguistics وتطبيق اللغة English Applied، والسؤال المطروح هنا هل هذه التخصصات تمكن من يتعلمها ممارسة التعليم، أم أنه يحتاج إلى تدريب يجعل ما تعلمه قابلا ان يكون محتوى تعلميا. وتتساءل، ما أهمية تعلم لغة أخرى إلى جانب اللغة الأم والمقصود بها اللغة العربية؟ هل ثمة علاقة بين اللغتين؟ هل يسهم تعلم الطلبة العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية في تقوية مهارات اللغة الانجليزية؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها أمام المتخصصين باللغة وبالمناهج والأخذ بالأدب النظري والبحوث التربوية التي تؤكد ان تعلم اللغة الثانية يعني تعلم مهارة تفكير لأن اللغة وعاء الفكر ووسيلة التواصل والاتصال ولا بد من تمليك الطلبة طريقة التفكير فيها وقبل ذلك تمكين المعلمين من ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه. الى ذلك، لا بد من تطوير منهاج اللغة الانجليزية والتركيز على مهارات اللغة الأربع ويكون ممتعًا جاذبًا يجعل اللغة المستخدمة لها وظيفة ومعنى في حياة الطالب، وجعل قواعدها موظفة مستخدمة يستنتج منها التراكيب اللغوية واستخداماتها، وبذلك تصبح اللغة سهلة ولها معنى وقيمة ووظيفة في حياته وممارساته اليومية. وفي ذلك يقول الاختصاصي الأسري والتربوي أحمد عبدالله إن “العقدة” التي تتشكل للطلاب من بعض المواد ومنها اللغة الانجليزية لها عدة عوامل، منها طريقة التدريس التي تسهم في زيادة صعوبة المادة، كذلك علاقة المعلم مع الطالب، وعدم توضيح أهمية المادة في واقع الطالب المعيشي وأثرها على حياته. بالاضافة الى ممارسات الأهل السلبية تجاه الطالب أو تجاه المادة كإلزامه للدراسة لمدة ساعات طويلة لهذه المادة تحديدا ما قد يزيد الأمر سوءاً . لذلك يرى عبدالله ان الخروج من هذه المشكلة يقع على عاتق المدرسة والأهل، من خلال تغيير طرق طرح المادة للطالب كإدماج مهارات التدريس التفاعلي في حصة اللغة الانجليزية، أو التعلم النشط أو التعلم باللعب، وترسيخ فكرة أن اللغة الإنجليزية حاليا تعتبر من أدوات العصر وصناعة المدنية والحضارة، وهي اللغة التي يتم كتابة العلم فيها، إضافة الى توجيه مشاعر وانفعالات الطالب ايجابيا نحو المادة وطرحها كمادة ممكن تعلمها واتقانها. وفي ذلك تقول مشرفة اللغة الانجليزية في مديرية تربية لواء الجامعة الدكتورة فريال مرابحة إن الأصل هو أن يأخذ الطفل الصوتيات في مادة اللغة الانجليزية، أي صوت الحرف وليس اسمه حتى يعرف تكوين الكلمة، كذلك هناك مهارات تبدأ من قبل الصف الأول بحيث يعرف الطفل أن يقرأ كلمة من ثلاثة أحرف. وتشير مرابحة الى أن الخلل يكون احيانا في طريقة التدريس لذلك يتم العمل على تكثيف تدريب المعلمين والمعلمات لتتحسن النتائج، فهذه اللغة اذا أحبها الطالب سيتميز بها. وكما ان الطالب اذا أحب معلمه سيحب المادة التي يدرسها، مبينةً أننا بحاجة الى معلمين لديهم طريقة عرض جيدة وقادرين على ايصال المعلومة، مع التركيز على مهارات الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة لدى الطلبة. وتبين مرابحة أن الطالب يكتسب اللغة عند سماعها وتصبح لديه حصيلة مفردات، كذلك لا بد أن يتم تعليمه بطريقة تفاعلية من خلال قصص ورسم وتلوين وطرق كثيرة، كأن يرى الحرف على شكل مجسم وصورة، بعدها يتم تعليمه الكتابة في الصف الثاني من خلال كلمة وبعدها جملة وبعدها فقرة حتى تصبح الكتابة مهارة بطريقة تدريجية ومثلها القراءة الاستيعابية.