عمان- أربع زهرات يافعات جمعهن حب العمل المشترك فآثرن أن يقدمن مشروعاً رياديا حول إعادة التدوير، وتصميم آلة بسيطة بأناملهن الرقيقة تساعدهن في تدوير البلاستيك لمشروع يحمل اسم "نحو أردن أخضر". الاستدامة هدفهن، إلى جانب زيادة الوعي في إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية، وهي المفهوم الأساسي لمشروعهن في حماية البيئة من ملوثات مادة "البلاستيك".  "الغد" التقت الطالبات الأربع وقابلتهن للحديث عن مشروعهن الذي قدّم للمنافسة مع مشاريع أخرى لمعهد "غوتيه" الألماني للتوعية. هلا الدرة، شهد أبو غريبة، لين مزاهرة، زين حسبان؛ ترابطت أفكارهن بما يتعلق بحماية البيئة فمضين للبحث والتعرّف على المشكلة فخرجن للتعلّم بأنفسهن، فذهبن للأسواق والشوارع العامة ووقفن يسألن المارة وأصحاب المحال والبسطات الخاصة ببيع الخضار عن آلية استخدامهم للبلاستيك ومعرفة إذا كان المجتمع يعلم بسلبياتها أم لا. قلة وعي المجتمع بخطورة البلاستيك من أهم الأهداف التي تبناها مشروع "نحو أردن أخضر" للصبايا المزهوات بالأمل؛ حيث قمن بتنفيذ بوابة الكترونية عبارة عن صفحات خاصة بالمشروع على وسائل التواصل الاجتماعي وقناة "اليوتيوب" تحت اسم (The Plastic Academy) التي يقدمن فيها معلومات مهمة حول مضار البلاستيك وكيفية التخلص منه بطرق آمنة، إضافة إلى إعادة تدويره بطرق متواجدة عبر الصفحات الخاصة بهن. رفيقات منذ نعومة أظفارهن ورغم عمرهن الغض الذي لم يتجاوز الـ 13 عاما، إلا أنهن يحملن أفكاراً خلاقة بالبحث والتنفيذ والتصميم على العمل الذي يسعين به إلى الاستدامة. شهد أبو غريبة تقول إنهن حاولن كمجموعة ربط ما يحتاجه المجتمع من توعية ليضم مشروعهن معلومات وأفكارا وطرقا تساعد المهتمين بمشاريع إعادة التدوير للاستفادة منها هذا الوقت وبالمستقبل، لكون مشروعهن سيظل يعمل بشكل مستمر لتجديد الأفكار ورفدها للمهتمين عبر القنوات الالكترونية. أما هلا الدرة فتعتبر أن مشروع "نحو أردن أخضر" الهدف منه التوعية لكون فريقهن قام من خلال الجولات الميدانية بإجراء مقابلات مع أصحاب محلات تجارية وأفراد بالمجتمع المدني لمعرفة وعيهم بمضار البلاستيك. تبيّن وفق الدرة أن المجتمع يعاني قلة الوعي رغم توافر البلاستيك بمحيطهم بكثرة، فعمل فريقهن على توفير "بروشورات" خاصة للمدارس الحكومية والأسواق والمناطق المأهولة لتوزيعها على الأفراد والاستفادة من المعلومات بأهمية التدوير والتخلص من البلاستيك بالطرق السليمة. في حين أضافت الطالبة لين مزاهرة أنها وفريقها ركزن على موضوع "الاستدامة" وأن يكون مشروعهن مستمراً حتى بعد انتهاء المشاركة بمسابقة معهد غوتيه الألماني للتوعية، مؤكدة أن الأهم بمشروعهن كان فكرة تطبيق الاستدامة بأكثر من ناحية ما بعد فترة المسابقة، وهو ما سيتم تنفيذه من خلال المعلومات والزيارات المستمرة بهدف التوعية وغيرها من طرق الاستدامة التي وضعنها ضمن مشروعهن. الحلول التي وضعتها الطالبات الأربع بدأت بعد مراجعة ودراسة أغلب المشاكل بما يتعلق بإعادة تدوير مادة البلاستيك وفق الطالبة الرابعة ضمن المشروع زين حسبان التي أكدت أن إعادة التدوير شملت (الهدايا وألعاب الأطفال ومواعين وأطباق، وعلب بلاستيكية لزراعة الزهور). إضافة إلى مشروع "نحو أردن أخضر" قامت الطالبات بتصميم آلة بسيطة من أفكارهن بمساعدة معلمة التصميم في مدرستهن الأهلية للبنات، تساعدهن في تحويل عبوات الماء أو العصير الفارغة  والمصنوعة من البلاستيك الى خيوط بلاستيكية مختلفة الحجم يمكن الاستفادة منها وإعادة تدويرها بأشكال عدة وتحويلها إلى ألعاب وغيرها. تحاول الزهرات الأربع تعلم الجديد من خلال زيارة مدارس متنوعة بأهمية إعادة التدوير والاستفادة منه في تصميم ألعاب خاصة بأعمارهن للخروج من عالم العزلة التي يعيش بها أطفال اليوم، في محاولة لبث روح التشارك واللعب مع أقرانهن من الأطفال. دعم الأهل هو أهم دافع للمثابرة بالنسبة للطالبات والذين وفروا لبناتهم بيئة حاضنة، إضافة إلى مساعدتهن بتنظيم الوقت والعمل بروح الفريق الواحد، إلى جانب دعم معلمات المدرسة الأهلية للبنات والمتمثلة بالمديرة هيفاء النجار.

أوائل - توجيهي أردني